زاد الاردن الاخباري -
غالب راشد
ثلاث رصاصات اخترقت رأسه بالقرب من قصر العدل في منطقه العبدلي في عمّان أثناء توجهه لحضور جلسة محاكمته صباح هذا اليوم الاحد 25 / 9 /2016
ثلاث رصاصات انتصرت للذات الالهية كما توهم الجاني .
ثلاث رصاصات مملوءة بالحقد والكراهية ومغلفة بالظلام انتهت حياة الكاتب اليساري المثير للجدل لمن لا يفهم خطابه الصحفي والكاتب الشهيد ناهض حتر
أمام قصر العدل تمّ اغتيال ناهض حتر عن سبق اصرار وترصد وقد كان الشهيد معرّضا للقتل بعد تلقيه بلاغات بقتله فأين الحكمة في تركه دون حراسة وحماية ؟
قُتل ناهض حتر وسكت صوته كما أُريد له إلى الأبد ؛ لكنّ فكره ومقاومته لا يمكن ان تموت .
ناهض شهيد الكلمة والموقف والفكر انتهت حياته على أيدي عشّاق الجهل والتخلّف والظلام ، أرباب القتل وجزّ الرؤوس .
عشق حتر وطنه الأردن حتى النخاع ودافع عنه كرامته حتى الممات . عشق الاردن بطريقته الخاصة تلك الطريقة التي لم ترق للبعض ،وتألّم على سيادته المسلوبة فكان ضد اتفاقيات الذّلأ والعار كما كان يسمّيها ، كان وطنياً متطرفاً في وطنيته وقوميّا متعصباً لقوميته فكان من أول المتخندقين والمدافعين عن سوريا في وجه الحرب الارهابية العالمية التي شُنّت ضد سوريا ومحور المقاومة .
لم يهادن حتر أحدا في مواقفه وإن اختلف معه كثير من الناس .
قُتل ناهض من أجل رسم كاركاتيري اعتبره البعض مسيئا للذات الالهية ، والرجل رحمه الله قد اعتذر عن نشره وقام بحذفه من صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي فشنّت عليه حملة شعواء اتهمته بالكفر والاساءة للديانات الأخرى وألقي القبض عليه وخرج ليمثل اليوم أمام المحكمة للدفاع عن نفسه ، فلم يمهله المجرمون فرصة الدفاع عن نفسه .
كل واحد غينا أصبح وكيلا لله في الأرض يريد أن يطبّق العدالة كما يراها فهل الرب الذي نعبده نحن هو رب الدواعش وعصابات الكفر والظلام ؟
هل الاله الذي نصلي له ونتقرب اليه اله القتل والذبح والتفجير والانتحار ؟ هل التقرب لله يكون بقطع الاعناق وتفجير المساجد والتمثيل بالجثث من حرق وتقطيع وتفجير ، تعالى الله سبحانه عما يصفون . ومتى أصبحت الجنة وكرا للحوريات من أجل النكاح ومعاقرة الخمر؟
الله الذي نعبده هو الرحمن الرحيم وهو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين .
الاله الذي نعبده وسعت رحمته كل شيء وهو من خاطب رسوله الكريم " لا تهدِ من أحببت إن الله يهدي من يشاء " وطالبه بقوله تعالى " ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن "
أين الحمة والجدال بالحسنى من المجرم الذي اغتال ناهض حتر ؟ وكل الظن أن القاتل كان يكبّر في نفسه حين اقترف جريمته النكراء تقربا إلى ربه .
رحمك الله والخزي والعار للمتاجرين باسم الدين والضاربين على وتر التفرقة والطائفية
رحمك الله وسيبقى الشرفاء يتذكرون مواقفك ولن ينساك الأردن ولن تنساك سوريا الجريحة .
وبعد على الحكومة التي قصّرت في حماية حتّر أن تضرب بيد من حديد وان تنتصر للعدالة ويطبّق القانون على المجرم ومن يقف وراءه