زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني – أمام غفلة عن القانون ، واستهتار بالأرواح ، نجد من يحاول العبث بالاستقرار ، واللعب على وتر الطائفية ، فيستبيح الروح ، ويطلق العنان لشيطانيته بذريعة "الإسلام" ، أمام قصر العدل ، متناسيا عدلا سيكون مصيره أمام القضاء .
الكاتب ناهض حتر ، تم قتله اليوم، بدم بارد أثناء توجهه إلى المحكمة لجلسة يحضرها اليوم الاحد ، وعلى مرأى الكثيرين ، لينفض حتر عن غبار عمره ، مودعا تقاسيم حياته ، ويتم القبض على الجاني فور إرتكابه فعلته .
تلك جريمة مروعة هزت أركان التعايش الأردني ، وهزت أركان الأخلاق والمبادئ، واستجهن كثيرون تلك الجريمة النكراء، لأنها قتل نفس بشرية بريئة بغير حق ، ولانها فتنة بعينها ، على وقع نداء الإسلام للتسامح والتعايش.
مواقع التواصل الاجتماعي ، اشتعلت لأجل الخبر ، مستنكرين تلك الجريمة ، حيث انتشرت صورة الكاتب بسرعة البرق ، وانهالت التعليقات التي تستنكر مقتله، حيث يتبرأ منها الإسلام السمح ، عدا عن وسائل الإعلام المختلفة التي سارعت ببث الخبر ، واستنكار الجريمة ، التي هزّت أوصال المجتمع الأردني ، وبدت النخب الأردنية بالإدلاء بدلوهم ، وسط مطالبات بأن يكون للقضاء العادل كلّمته في هذا الشأن ، والقصاص من القاتل .
وأمام جريمة ضحيتها حتر ، يستنكر الأردنيون مسلمون ومسيحيون ما حدث أمام قصر العدل ، وفي صباح اليوم ، وعلى مرأى إثنين من أبناء حتر ، وعلى مرأى المارة ، ففي ذلك فتنة لا بدّ من الاعتراف بذلك ، ولا بد من درء هذا الأمر ، فهو من براثن العقول الفاسدة التي باتت تحرّض على السلبية في التفكير ، وتشوّه الإسلام الحنيف الذي ما فتئ يدعو إلى السماحة والحكمة ، والتعايش ، والتآخي .
وما زال الخبر يشكل صدمة للأوساط الصحفية والإعلامية ، وللكتّاب الأردنيين، ويشكل صدمة للمجتمع الأردني ، فلا دافع لذلك ، ولا مبرر يجعل جريمة بشعة مثل هذه ، تنعق في المجتمع الأردني.