لوضع النقاط على الحروف وشرح طبيعة ما يحدث فانه لابد من الخروج أولا من حالة الخوف والتردد واليأس .. فلسان حال البعض يقول : لن يسمع كلامنا أحد، والبعض الآخر يقول : لأننا لا نملك صوتًا مسموعًا (!!)
لقد تكاثر الأوصياء بيننا ومن حولنا،أوصياء حتى على تفكيرنا وإبداعنا إن وجد، ناهيك عن مناهجنا وثقافتنا وأخلاقنا، وفي عتمة كل هذا، وكثرة الحواجز والممنوعات والمحرمات، وشيوع ما أصطلح على تسميته بالخطوط الحمراء، فليعلم كل من يعنيه الأمر أن الحرية المسئولة وبمعناها الحقيقي المتمثل بحرية التعبير هي الدليل القاطع والبرهان الساطع على تقدم الأمم والمجتمعات، وأن ما يحدث في مجتمعاتنا من قمع للحريت وعلى رأسها حرية التعبير، ومراقبة الناس، ومتابعة كل من يكتب على مواقع التواصل الاجتماعي لأي فكرةٍ، أو رأي يتعلق بالشأن العام لم يجلب ما ينشده ويسعى له صاحب القرار، لا بل سيزيد من الاحتقان، وتراكم العلل والمآسي وقد يُفضي في النهاية إلى الانفجار لا قدّر الله (!!)
إن خلق مجتمعات مريضة كما هي مجتمعاتنا، وتفصيل الناس على مقاسات محددة، وذلك بخلق نسخًا من الببغاوات تردد أي شيء وكل شي، بفضل أنظمة وحكومات تخاف من الكلمة، ويرعبها الرأي، فإن هذا كله لن يوفر الحماية لهذه الأنظمة والحكومات، كما أنه لن يجلب الأمن والأمان الذي يتغنون به (!!)
إذن كيف لمرعوبٍ أن يُنتج، وأنّى لمن يوضع تحت المراقبة أن يُبدع ويتجاوز عقدة النقص، ويقتنع بفكرة المواطنة، ويعي قيمة الاختلاف مع الآخرين، وفي تلك الأجواء والظروف كيف للمجتمع أن يتقدم ويلحق بركب الحضارة و التطور (!!)
نقولها بكل صراحة ومسئولية و وعي وإدراك أن من يتحمل المسؤولية ويطبق القانون بهذا النهج في إدارة البلاد هو من أوصلنا لما نحن فيه من إخفاق في كل المجالات حتى أصبحنا مثالا في التأخر والتخلف والتأزم (!!)
والله من وراء القد القصد