أثناء عبوري للشارع الرئيسي في مدينة الرصيفة عصر يوم الاربعاء الماضي والذي توافق مع بدء الإعلان عن نتائج الانتخابات البرلمانية ؛أثار انتباهي موقف يستحق الحديث عنه ، كان هناك مقر لأحد المرشحين يتم هدم كافة مرفقاته من لوحات دعائية وخيمة وإكسسوراتهاو كان الشارع الجانبي للمقر خاوي ولايوجد به سوى بكبات التحميل والحطام وكراسي ولوحات المقر للنائب الذي لم ينجح ، وعلى الطرف الأخر من الشارع مقر مرشح من نفس العشيرة تزدحم أمامه المركبات وتصطف الى جواره مركبات أحد مصانع الحلويات وبرادات الماء البارد وأبرايق القهوة السادة تتنقل بين مئات الجالسين على المقاعد ، وعشرات اللبمات مضاءة بعد ان علقت على أعمدة الكهرباء وعلى جانبي الشارع .
وكمحاولة لمعرفة طبيعة الموقف المتناقض لأثنين من عشيرة واحدة قتلتهم وقسمتهم القوائم الانتخابية ؛ التي أوهم قانون الانتخاب المرشحين من خلالها بأن المقعد النيابي أصبح متاح للجيمع ضمن القائمة ، وأن الوطن قد خرج من كابوس الصوت الواحد إلى الصوت المزدوج المبهم ؛ سألت طفلة كان تقف على جانب الشارع وتقوم بتيسير حركة المرور المزدحمة أمام مقر المرشح الناجح ؛ من الذي نجح ؟ أجابتني فلان ، وعند سؤالها عن فلان الأخر الذي لم ينجح قالت وبكل قوة وحقد ناتج عن دروس في الثقافة السياسية للجيل القادم .. إنجلط ، وهكذا انتهى موسم الانتخابات بالمئات من المجلوطين من أبناء الوطن لأنهم لم يجدو لهم مقعد قفا على مقعد النواب .