أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الهلال الأحمر ينقل 3 شهداء من وادي غزة حكومة غزة: الاحتلال أعدم أكثر من 200 نازح بمجمع الشفاء مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية الحنيفات: ضرورة إستيراد الانسال المحسنة من مواشي جنوب إفريقيا الاتحاد الأوروبي يتصدر قائمة الشركاء التجاريين للأردن تحويلات مؤقتة لتركيب جسر مشاة على طريق المطار فجر السبت وزير البيئة يطلع على المخطط الشمولي في عجلون الحنيطي يستقبل مندوب المملكة المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية يديعوت أحرونوت: نتنياهو سيرسل وفدا لواشنطن للتباحث بشأن رفح إزالة اعتداءات جديدة على قناة الملك عبد الله الربط الكهربائي الأردني- العراقي يدخل الخدمة السبت المقبل نحو 8 مليارات دقيقة مدة مكالمات الأردنيين في 3 أشهر إصابة جنود إسرائيليين غرب خان يونس عملية جراحية نوعية في مستشفى الملك المؤسس ديوان المحاسبة يشارك بمنتدى النزاهة ومكافحة الفساد في باريس غرف الصناعة تطالب باشتراط إسقاط الحق الشخصي للعفو عن مصدري الشيكات الملكية الأردنية ترعى يوم في موائد الرحمن مع تكية أم علي أبوالسعود: أستراليا مستمرة في التعاون مع الأردن بالمياه والصرف الصحي هيئة تنظيم الاتصالات تنشر تقريرها الإحصائي حول مؤشرات قطاع الاتصالات للربع الرابع من العام 2023 الفايز ينعى العين الأسبق طارق علاء الدين
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث النكسة ما زالت آثارها مستمرة الحلقة الثانية عشرة

النكسة ما زالت آثارها مستمرة الحلقة الثانية عشرة

النكسة ما زالت آثارها مستمرة الحلقة الثانية عشرة

27-08-2016 11:59 AM
عبدالحميد الهمشري

زاد الاردن الاخباري -

تناولت في الحلقة الماضية رقم " 11" القضية الأولى من القضايا الشائكة في استمرار آثار النكسة وهي المتعلقة بالتناقضات العربية وفي هذه الحلقة سأتناول القضية الثانية وهي التناقضات الفلسطينية وأثر التناقضات العربية والتداخلات الدولية في تشتت الآراء وزيادة وهج الخلاف وأثره في استمرار المعاناة الفلسطينية..

 

فعلى مدى قرن من الزمان شهدت أرض فلسطين ثورات وانتفاضات يربو عددها عن الـ 25 ولم تحقق تلك الثورات والانتفاضات طموحات الشعب العربي في فلسطين بل منيت جميعها بالفشل الذريع والمرير وظل ذلك ملازماً لكل التضحيات والجهود المبذولة ، ولو أمعنا النظر في سبب ذلك لوجدنا أن هناك عوامل عديدة أسهمت في كل الإخفاقات الحاصلة .

 


هذه العوامل يمكنني حصرها بجزأين الجزء الأول منها يتعلق بأسباب دولية وإقليمية وهي خارجية من حيث التأثير في مسار الصراع على أرض فلسطين أوجزها باختصار شديد دون الغوص بالتفاصيل وتتعلق بالتناقضات العربية بين كل الكيانات العربية التي تم إنشاؤها وفق سايكس بيكو وتسابق كل منها في احتضان جماعات معينة من أبناء فلسطين تدين لتلك الكيانات بالولاء على حساب وحدة الهدف والمصير لكل جموع الشعب العربي في فلسطين في محاولة منها امتلاك القرار الفلسطيني دون رؤية استراتيجية يعود خيرها على دول الإقليم قاطبة ، وكذلك التداخلات الدولية أو الإقليمية الأخرى الخارجية التي أسهمت في خلق صراع عائلي وطبقي ومهني وديني بين صفوف الشعب العربي في فلسطين إلى جانب من تساوق مع من استجلبتهم الوكالة اليهودية إلى أرض فلسطين بتخطيط غربي عن سبق إصرار وترصد .

 


والجزء الثاني منها يتعلق بالتناقضات الفلسطينية - الفلسطينية في كيفية التصدي للهجمة الصهيونية والإمبريالية التي تهدف إلى الاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من الأرض الفلسطينية سواء من خلال تخصيص الأراضي الأميرية من قبل الدولة المنتدبة بريطانيا للوكالة اليهودية لإقامة مغتصبات عليها أو من خلال النفاذ إلى ضعاف النفوس خاصة الإقطاعيين الذين كانوا يملكون نحو 80% من الريف الفلسطيني رغم أن أصول الغالبية العطمى منهم ليست بالفلسطينية وهذا حصل منذ بداية الانتداب البريطاني على فلسطين التي كانت خاضعة شأنها شأن باقي الكيانات العربية في شرق حوض البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريفيا إلى سلطة الدولة العثمانية الهشة حيث بُدئ باستجلاب اليهود من شتى بقاع الأرض إليها في سبيل تحقيق الوعد البلفوري بإنشاء دولة اليهود على أرض فلسطين حيث لعبت مثل هذه التناقضات دوراً فاعلاً ومؤثراً في إضعاف بنية المجتمع الفلسطيني وتركته في دوامة من الصراع حالت دون تمكنه من ترتيب شؤونه وفق ما تصبو إليه كل شعوب الأرض " الحرية والوحدة وحق تقرير المصير " إلى جانب الأمن والاستقرار الذي تنعم به كل شعوب الدول الأخرى والذي يقود للاستقلال وإدارة شؤون أنفسهم بأنفسهم دون تدخلات خارجية رغم التضحيات الجسام التي تم تقديمها من قبل السكان الفلسطينيين على مدى قرن من الزمان بثورات وانتفاضات فاق عددها كما ذكرتُ آنفاً الـ 25 ثورة وانتفاضة .

 


من هنا يتبين أن العوامل الخارجية " دولية وإقليمية " لم تكن الوحيدة على اختلافها وبالرغم من قوة تأثيرها هي المسؤولة من عدم تمكن الشعب العربي في فلسطين من تحقيق أدنى ما يسعى لإنجازه بل كانت هناك عوامل أخرى ذاتية لعبت دوراً كبيراً وهاماً في تراجع المد الفلسطيني محلياً وإقليمياً ودولياً أدت إلى حالة العجز الذي تعاني منها الحالة الفلسطينية اليوم كبروز مسلكيات تخريبية غير مسؤولة خلال العمل في مختلف الجبهات من قبل أفراد لم تجد من يحاسبها أو يردعها، وظهور حالات عديدة من الفساد المالي والإداري في الجسم الفلسطيني، لم تواجه بآليات ضبط ومحاسبة بل استمرار الحبل لها ممدوداً على غاربه حتى شكلت ظاهرة أسهمت في تشتيت الجهد الفلسطيني خدمة لمصالحها الذاتية لمد نفوذها داخل هذا الجسد ، وإساءة قيادات فلسطينية لتقدير الموقف السياسي أو العسكري، وتبنيها سياسات متسرعة أو مهادنة ، واتخاذها قرارات خاطئة بفعل الارتجال البعيد عن التخطيط السليم الذي ساد في جو العمل خلال مراحل الشعلة والوهج النضالي، ناهيك عن ضعف التخطيط الاستراتيجي وغياب الرؤية الشاملة البعيدة المدى، وضعف آليات التنسيق بين مختلف القوى والفصائل والمؤسسات والتشكيلات العسكرية والتنظيمية الفلسطينية..

 

وبالتأكيد فإن تحديات العمل في بيئة معادية، وفي منطقة تتحكم فيها الجغرافيا السياسية بشكل كبير، وفي مواجهة عدو شرس ومتفوق وقوي، ومدعوم أمريكياً ومسنود دولياً، مسألة ليست بالهينة أبداً .. وصمود الشعب العربي في فلسطين أمام هذا الوضع جيلاً بعد جيل يعد معجزة بحد ذاته.

 


فمنطق التاريخ يؤكد على استحالة سحق شعب لا يهدأ ولا يستكين في سبيل الحصول على حقه الشرعي في أرض آبائه وأجداده يطالب بحريته واستقلاله ومهما كانت آلة القمع الصهيونية قوية ومتجبرة، فإنها لن تعني شيئاً سوى إطالة أمد الصراع؛ فكل حرب تؤسس للتي تليها، وكل عنف يولد ردة فعل مساوية له، ومن رحم كل هزيمة عسكرية يُخلق جيل جديد يكمل المسيرة والمشوار ، مستفيداً من تجارب من سبقوه ومن الأسباب التي كانت العائق وراء حالات الفشل دون تحقيق الانتصار .. فالثورات توالت والانتفاضات الشعبية تطل برأسها بين فينة وأخرى لتلهب الشارع فجأة وبدون سابق إنذار عندما يظن الكثيرون ممن يحاولون طمس معالم القضية المركزية الأولى " فلسطين " موهمين البعض بأن هذه القضية في طريقها إلى زوال وشطب من القاموس السياسي والجغرافي المحلي والدولي والإقليمي .

 

لكن من بين ركام المعاناة يعود مارد أصحاب الحق في فلسطين للانطلاق من جديد مزمجراً معلناً أن لا حق يضيع وراءه مطالب وأن الصراع لن يحسم إلا لصالح الشعب العربي في فلسطين في نهاية المطاف فبعد خروج منظمة التحرير وقواها العسكرية من بيروت ولبنان انظلقت في عام 1987 الانتفاضة الشعبية التي يشهد لها القاصي والداني حيث أعادت للقضية الفلسطينية وهجها من جديد وقد جاءت تلك الانتفاضة رداً على ما جرى في لبنان في العام 1982 وجرى الالتفاف عليها من خلال اتفاق أوسلو الذي أخمد وهجها لتبرز إلى الملأ من جديد أنتفاضة الأقصى في العام 2000 والتي جاءت رداً على العنجهية الصهيونية ورفضها القبول بشروط التسوية الأمريكية الصهيونية ومحاولة شارون الإيحاء من خلال زيارته للمسجد الأقصى محاطاً بقطعان المغتصبين الصهاينة بأنه قادر على فعل ما يريد في المقدسات الإسلامية التي يعتبر أنها جزءاً من تاريخ اليهود على أرض فلسطين تماماً كما قرروا في مؤتمر بال في سويسرا في العام 1997 إحياء اللغة العبرية باستخدام الحروف الهجائية الكنعانية على أنها عبرية ليوحوا للعالم حين يترجمون آثاراً كنعانية كلما عثروا عليها مكتوبة بالحروف الهجائية الكنعانية ليوهموا العالم زوراً وبهتاناً أن ما عثروا عليه يعود لتاريخهم الغابر على أرض فلسطين ، أعقبتها الانتفاضة الثالثة انتفاضة القدس والمقدسات التي تعود أسبابها إلى مغالاة المغتصبين باعتداءاتهم على السكان من أبناء فلسطين وإلى تماديهم في غيهم بمحاولات فرض وقائع جديدة في القدس وعلى المقدسات فيها خاصة المسجد الأقصى المبارك حيث يحاولون تقسيمه زمانياً ومكانياً بين اليهود والمسلمين في فلسطين..

 


ولي كلمة أخيرة أقولها هنا أن الكيان الصهيوني ما دام جاثماً على صدر فلسطين ستبقى هناك ردات الفعل عفوياً وحقوقياً وشعبياً قائمة وسيبقى العدو عاجزاً من تثبيت جذوره وامتدادته على أرضها رغم امتلاكه ناصية القوة والدعم اللامتناهي لهذا الكيان من الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة والقوى المساندة لها إقليمياً ومحلياً، ما يعني أن جولات الصراع الدامي ستبقى مستمرة إلى أن يأتي الله بأمره وينصر المثابرين المنتفضين باستمرار في فلسطين لإفشال أكبر هجمة غربية بقالب صهيوني حيث ستتحقق في نهاية المطاف طمس الهجمة البربرية الصهيونية بعد أن تعلو من جديد رايات الحرية والنصر والعزة والكرامة لترفرف على كل روابي القدس عاصمت فلسطين التاريخية ومقدساتها وعلى كل روابي وهضاب وسهول وأغوار فلسطين من بحرها إلى نهرها ومن شمالها إلى جنوبها ليرتبط شريانها من جديد بتوائمها الأربعة لبنان وسوريا والأردن ومصر الكنانة الامتداد الطبيعي لهذه جميعاً ومنظارها إلى هذا العالم الفسيح المليء بالتناقضات والمفاجآت.

عبدالحميد الهمشري 





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع