زاد الاردن الاخباري -
مع بداية الحملة الانتخابية للانتخابات النيابية القادمة في الإيام المقبلة حسب الموعد المقرر لها بدأت الحملات الانتخابية للقوائم الانتخابية التي شكلت دعايتها المعهودة بشعارات كبيرة في كل مكان تقريبا ، ووعود تملأ اليافطات الاعلانية والدعائية تنطلق من شعارات مكررة عرفها الناس في كل موسم انتخابي .
وبنظرة سريعة للشعارات المرفوعة تظهر عمومية هذه الشعارات ، وتكررها ، وتعددها لتشمل كل جوانب الحياة تقريبا ، ويلاحظ عليها عدم واقعيتها في كثير منها ، وصعوبة تطبيقها علي ارض الواقع ، ولا تعبر عن الهم العام للمجتمع بصورة عملية ، وإنما هي للاستهلاك الانتخابي وسرعان ما ينساها مطلقوها واصحابها ، ويتخلون عنها عند أول اختبار عملي ،فالفارق كبير بين النظرية والشعار ، والاشكالية تكمن في التطبيق ، ومن اجل هذا نجد أن غالب الناس لا يلتفون إلى الشعارات ، ولا يلقون لها بالاً ، ولا يقيمون لها وزنا لعدم جدواها عبر التجارب الطويلة مع العديد من الشعارات التي رفعت ولم تجد طريقها إلى التطبيق .
فكم من شعارات رفعت ثم اصطدمت بالواقع لعدم قابليتها للتطبيق ، وكم من شعارات تراجع عنها مطلقوها ، وكم من شعارات وضعت اصحابها في حرج عندما وصلوا مواقع المسؤولية ، وكم من مؤسسات واحزاب ودول قامت على شعارات اثبتت الأيام عدم قدرتها على تحقيق مطالب المجتمعات ، فعندما تكون الشعارات بسيطة تعبر عن هموم المجتمع والوطن فإنها تجد من يتقبلها ويقدرها ، وعندما تكون الشعارات فضاضة تصبح غير مستساغة ومرفوضة .
فماذا تفعل الشعارات لمن يبحث عن فرصة عمل ولم يجدها ؟ وماذا تفعل الشعارات في مجتمع اختلت فيه منظومة القيم لصالح القيم المادية والتربية المادية والثقافة المادية ؟ وماذا تغني الشعارات للجائع، والعاطل عن العمل ،والمريض ،والمرهق بمطالب الحياة المعاصرة وكثرة متطلباتها ؟
وماذا تغني الشعارات لمجتمع فقد الأمل في غد مشرق ؟ وكل فرد في مجتمعنا يطمح في شعارات قابلة للتطبيق بعيدة عن التكلف ، ويرغب في أن تتحول الشعارات إلى برامج تنقل المجتمع إلى غد يحمل معه الأمل الآمن الباسم ، فيا أصحاب الشعارات مجتمعنا مل وسئم الشعارات وينتظر منكم العمل ، وينتظر منكم الأفعال قبل الأقوال ، وينتظر منكم القدوة الحسنة في الإحساس به وبهمومه ، فلا تهدروا اموالكم ووقتكم في شعارات لا تسمن ولا تغني من جوع .
د. رياض خليف الشديفات