عمان ليست نظيفة ؛ جملة قيلت بلحظة ودون سابق تفكير ، وقد جاءت تلك الجملة بعد جولة قمت بها في شوارع العاصمة وخصوصا في مناطق صراع حيتان الانتخابات كما يطلق عليهم في وسائل الاعلام .
والمشهد العماني يفيض بالعيون التي تراقب كل عابري الطريق ، وهي عيون زرعت في كل زاوية وعلى عامود وواجهة محل ، عيون تخرج من روؤس لاشخاص ارتدوا احسن ما لديهم وعملت حرفية الفوتو شوب بهم وجعلتهم ملائكة يبتسمون .
ورغم ان تلك الوجوه منها من سقط على قارعة الطريق ومنها من تبقى منها بقايا وجه اذ مزقت بفعل فاعل ومنها من قلب رأسا على عقب ؛ إلا انها وجوه تبحث عن مواطن ما سيقف امام صندوق الاقتراع وسيصوت لها كي تصبح تحت القبة .
والمفارقة هنا ان تلك الوجوه المنفردة باللوحة الاعلانية قد ارجعت قانون الانتخاب لنقطة الصوت الواحد ، واصبحت الكتل والقوائم مجرد رموز وضعت في زوايا تلك اللوحات .
ونحن اليوم في بداية صراع الحيتان على الاعمدة وواجهات المحال ؛ فكيف ستكون الحال في اخر ايام الحملة الدعائية ؟، هل يسقطون من على العامود على كرسي المجلس أم على شيء اخر يعرفه من سيخسر هذا الصراع ؟.