أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
رجل يحرق نفسه أمام محكمة ترامب - فيديو. هآرتس تكشف بناء بؤرتين استيطانيتين في غزة. أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة. 100 عمل مقاوم في الضفة الغربية خلال 5 أيام. الأردني أبو السعود يحصد ميدالية ذهبية في كأس العالم للجمباز. كتيبة جنين : استهدفنا معسكر سالم. القناة الـ12 : التفاوض مع المقاومة وصل لطريق مسدود. مبادرة بلجيكية لمراجعة منح إسرائيل امتيازات بسوق أوروبا. التنمية تضبط متسوّل يمتلك سيارتين حديثتين ودخل مرتفع بحوزته 235 دينارا في الزرقاء الإعلام الحكومي: مدينة غزة تعيش حالة من العطش الشديد. إيران: الطائرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية أو بشرية في أصفهان الجهاد الإسلامي تدين التنسيق الأمني وتدعو للاشتباك مع الاحتلال الاحتلال يمنع نقل المصابين بمخيم نور شمس الأمم المتحدة: تراكم النفايات بغزة يتسبب بكارثة صحية «المناهج»: الكتب الدراسية للصف 11 قيد الإعداد حماس تنتقد تصريحات بلينكن بشأن صفقة الأسرى كتيبة طولكرم: حققنا إصابات مباشرة بجنود العدو توقف جميع آبار المياه بشكل كلي في غزة الشرفات: استبدال النائب الحزبي المفصول بـ”العامة” يتفق مع الدستور مستوطنون يسرقون ماشية لفلسطينيين بالضفة
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة سهير جرادات تكتب لـ"زاد الاردن" :...

سهير جرادات تكتب لـ"زاد الاردن" : التعليم وتحدياته

سهير جرادات تكتب لـ"زاد الاردن" : التعليم وتحدياته

21-08-2016 06:36 PM

زاد الاردن الاخباري -

في هذه الفترة بالذات في ظل ما تشهده منطقتنا العربية من أحداث تعصف بنا في مختلف المجالات وبالذات الجوانب السلوكية والتعليمية،نُقلت الينا أفكار لا تؤمن بالعمل ولا بالحوار، وإنما أفكار شاذة تحمل في طياتها التطرف ؛ تهدد استقرارنا وحياتنا ، فيصبح هنا التعليم الأكثر مواجهة للتحديات في المرحلة المقبلة، وخاصة أننا نواجه في الأردن تحديات كبيرة تتطلب عمليات إصلاح شاملة وبالذات ما يتعلق بالتعليم العالي ،الذي يحتاج إلى خطوات إيجابية بعد تدني جودة التعليم الذي ما يزال يعتمد على أساليب تقليدية من الحفظ والتلقين ، ويبتعد عن التطبيق العملي،وتهميش تقنيات التعليم الحديثة التي فرضتها التكنولوجيا .

هذه المعضلة الكبيرة أصبحت تشكل هاجسا لدى معظم دول العالم لتطوير ذاتها عبر توفير التعليم بجودة عالية، من خلال رفع نسب الملتحقين بالتعليم العالي ، وتطوير مهارات تأهيل القوى العاملة المهنية ،ولكن ما يؤسف له أن هذه الدول لا تدرك العلاقة الكبيرة بين التعليم والاقتصاد،فبدلا من تخصيص الجزء الأكبر من موازناتها للتعليم ، توجهت نحو تخفيض الانفاق على التعليم ، مقابل التركيز على توسعة البنية التحتية وبناء مؤسسات تعليمية ، وإهمال تطوير التعليم المعتمد على الاساليب الحديثة التي تحتاج إلى موازنات كبيرة.

تزدحم لدينا الأفكار في هذا المجال،ولكن ما استوقفني ذلك المشروع الذي طرحه الخبير الاردني الدكتور خلف هاجم التل ، أحد خبراء التعليم التقني بوزارة القوى العاملة في سلطنة عُمان ، حول إمكانية تطوير التعليم في الاردن ، من خلال تطبيق فكرة مشروع الموارد التعليمية المفتوحة، ويهدف إلى توفير التعليم مجانا للعاملين في مجال الموارد التعليمية والبحثية ، لتخفيض كلفة التعليم وزيادة نسب الملتحقين في التعليم العالي ، وتحسين جودة ومستوى التعليم وزيادة فعاليته وتطويره .

رغم الصورة القاتمة للتعليم لدينا ، إلا أن الفرصة التي ما زالت قائمة للارتقاء بالتعليم وتحسين جودته واستيعاب الأعداد الإضافية من الطلبة، وتخفيض كلف الإنتاج في العملية التعليمية دون الحاجة إلى استثمارات مالية مرتفعة ، عن طريق تطبيق أفكار جديدة في مجال التعليم، ولعل مشروع الموارد التعليمية المفتوحة٬ الذي يتيح التعليم من خلال شبكة الانترنت يمكن أن يسهم في تعميم المعرفة للجميع وإحداث تشاركية بين مختلف القطاعات .

ولا ننسى أن العديد من الجامعات العالمية الرسمية والأهلية عملت على تطبيق فكرة مشروع الموارد التعليمية المفتوحة؛ لإتاحة المحتوى التعليمي لمقرراتها الدراسية لكل من يرغب بالعالم ، وبدون مقابل ، وأخذت مؤسسات داعمة للتعليم في الدول المتقدمة والنامية إلى تبني الفكرة وتطويرها،ليكون المحتوى التعليمي متاحا لطلاب العلم وغيرهم ، إلى جانب تبني فكرة هذا المشروع من قبل منظمات التعليم العالمية المعنية بالتعليم متل اليونسكو ومنظمة الآلسكو والكومنولت للتعليم .

يوفر الدكتور التل وبدافع وطني وحبه وانتمائه لبلده ، وعلى نفقته الخاصة الفرصة أمام القائمين على التعليم العالي الأردني ، الذين لا يمتلكون المعلومات الكافية حول فكرة مشروع الموارد التعليمية المفتوحة- مع أنها من أكثر المواضيع الحيوية في مجال التعليم – لدراسة المشروع وتبني ما فيه من أفكار ربما تكون إيجابية ، ونحن نتدارس خطوات اصلاحية في مجال التعليم حيث تقترح علينا الأفكار دون أن نرى واقعا عمليا لها.

وسبق للدكتور التل أن تطوع لتقديم فكرة مشروعه من خلال ورشة عمل للقائمين على التعليم العالي ، ولاقت الفكرة ارتياحا لدى رئيس الوزراء السابق عبدالله النسور ، الذي أصدر تعليماته بتسهيل المهمة ، والاهتمام بها ، إلا أن حان الوقت المحدد لعقدها مع مراسلات طويلة لتحديد المتطلبات ، فكانت المفاجأة بعدم علم وزارة التعليم العالي بالورشة ، فلم تكن هناك أي تجهيزات وأبسطها توفير الانترنت ، وفشلت بذلك الورشة لعجز الخبراء في الخارج من المشاركة ، واقتصرت المشاركة الاردنية على حضور وزير التعليم العالي للافتتاح الذي تضمن كلمات لمندوبي مشاريع تعليمية معتمدة في الاردن، لا تقوم على النهج التعليمي الجديد ، إلا أن هذه الفرصة هدرت بسبب عدم اهتمام بعض أصحاب القرار في التعليم العالي بالمشاريع القائمة على تطوير العملية التعليمية .

نثبت أننا ما زلنا غير جادين في عملية الاصلاح وتبني الأفكار الجديدة للاستفادة من موضوع حديث يهم العالم يتعلق بالموارد التعليمية المفتوحة ، ونثبت أن بمثل هذه التصرفات أن بعض مسؤولينا غير قادرين على التقاط الرؤية الملكية الواضحة تجاه التعليم،والتي تهدف الى تطوير منظومة التعليم في مختلف مجالاته، على أساس أن المجتمع شريك أساس في صنع التغيير والتطوير المطلوب لمواجهة التحديات المستقبلية وتذليل الصعاب أمامها .

إن الوسيلة الوحيدة أمامنا لاستقرار مجتمعنا وتطويره بكافة أبعاده الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية ، تتلخص في تطوير منظومة التعليم بمراحله المتعددة ، لأن المجتمعات الأكثر تعلما هي الأكثر استقرارا.. لكن مع الأسف يمر "المعيقون" للتطور مرور الكرام دون حساب ..

أن التعليم خط احمر ، وفشل المنظومة التعليمية يعني فشل المنظومات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية وألإمنية ، وبالتالي لن نستغرب انهيار منظومة الدولة.

Jaradat63@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع