زاد الاردن الاخباري -
مسألتان لا يمكن إغفالهما من الحسابات عندما يتعلق الأمر بذلك «الخيط المخفي» بين سلسلة اعتقالات متنوعة وملف الانتخابات في الأردن وتحديداً في الجزء المتعلق بنسبة المشاركة والميل الاجتماعي لابتزاز السلطة او الضغط عليها من هذا الباب.
الأولى برزت عندما ارتفعت أصوات في المكون الشركسي والشيشاني الاجتماعي تتحدث عن «مقاطعة الانتخابات» ترشيحاً وإقتراعاً بسبب الحرص على إبقاء الداعية الإسلامي الشاب الدكتور أمجد قورشة خلف القضبان بدون كفالة او المضي قدما في قضيته بجانبها القضائي.
قورشة كان قد اعتقل بعدما وجه رسالة علنية مسجلة لأركان الدولة الأردنية اعترض فيها على المشاركة في الائتلاف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي على اساس ان الأردن ينبغي ان لا يشارك في دعم الميليشيات الشيعية ضد أهل السنة في العراق.
بقي قورشة في السجن لأكثر من 60 يوماً ورفضت كفالته مرات عدة والسبب على الأرجح ذكره بصورة محددة لأسماء مسؤولين كبار وجه لهم الرسالة على اساس انه ناصح متدين.
الرجل ينتمي للمكون الشركسي والشيشاني في المجتمع وقضيته تحظى بضوء إعلامي قليل وبعض النشطاء والسياسيين في المكون نفسه لوح بمقاطعة الانتخابات في حال عدم الإفراج عنه وهو ما تفعله عادةً مكونات مناطقية عندما يتعلق الأمر بمطالب تخص بعض الأفراد.
حادثة الاعتقال الثانية التي تعزف على الأرجح على وتر الانتخابات المشدود أصلاً تلك المتعلقة بتوقيف الكاتب الصحافي الموالي للنظام السوري والمتهم بالترويج للعنصرية والإساءة للذات الإلهية ناهض حتر.
بعض تفاصيل الحملة التي انتقدت حتر عبر وسائط التواصل انطلقت من حسابات طائفية.
لذلك يرى بعض المراقبين السياسيين أن الاستثمار الحكومي الأفضل في حادثة حتر المعروف بآرائه الإشكالية عموماً والذي يؤيد علناً الرئيس السوري بشار الأسد ممكن عبر تصعيد الجدل حول المسألة بحيث تضرب ملامح «الشراكة النادرة» التي تلوح في الأفق انتخابياً بين الإخوان المسلمين وبعض قادة وأركان المسيحيين في المجتمع الأردني.
التيار الإخواني كان قد اعلن التخلص من شعار «الإسلام هو الحل». ولأول مرة في تاريخ الانتخابات المحلية يفترض ان تضم بعض قوائم الانتخابات مرشحين عن مقاعد الكوتا المسيحية وهو تطور لافت جداً لأنظار الجميع على صعيد تحصيل الإخوان لشرعية الواقع الشعبي بصرف النظر عن الموقف الرسمي من قصة الترخيص.
يفترض ان يترشح مسيحيون عبر قوائم الإخوان المسلمين في اربع مناطق على الأقل في المملكة في حالة نادرة جداً قوامها تحالف ميداني غير مسبوق بين قيادات مسيحية ورموز من الحركة الإسلامية. وإحدى وظائف قصة حتر قد تكون الطرق على أوتار هذا التحالف ومنع شراكات يمكن ان تقود لسوابق انتخابية تكرس نفوذ الإخوان المسلمين.
بصرف النظر عن الجانب «العابث» في محاولة من هذا النوع يمكن القول ان النقاش الجدلي في الشارع حول رسمة حتر لا زال يضبط إيقاع السجالات التي تتجه في بعض الأحيان لمناطق حساسة وخطرة.
وقد لفتت صحيفة الرأي الحكومية الأنظار لمخاوف بعض مستويات القرار في هذا السياق عندما نشرت ما يحذر المسيحيين في الأردن من محاولة امتطاء الإخوان لصوتهم الانتخابي تحت ستار التعايش الديني والوحدة الوطنية.
تصدى لصحيفة الرأي هنا رمز مؤثر من رموز العمل السياسي والبرلماني في المملكة وهو الأب الدكتور عودة قواس الذي ندد بمحاولات «ترهيب» المسيحيين الأردنيين من مشاركة إخوانهم من الإسلاميين في قوائم انتخاب برامجية.
القواس أوضح في رسالة نشرها علناً بأنه شخصياً كمرشح محتمل في قائمة الإخوان المسلمين يرى بمثل هذه الشراكة إنتاجية وطنية عميقة تخدم استقرار الأردن والأبعاد الوطنية.
القدس العربي