زاد الاردن الاخباري -
بالنظر إلى مؤسساتنا نجد أن هناك ثلاثة أصناف تتربع على قمة الهرم فيها، يحتل الضعفاء الصنف الأول، رغم عدم قدرتهم على تحمل المسؤولية ، وعجزهم عن اتخاذ القرارات ، أو حتى رسم المخططات المستقبلية ، فلا يجيدون سوى "هز الذنب" لمن سلمهم مناصب هم ليسوا أهلا لها ، ويتصفون بالبراعة في تحميل أخطائهم للغير،خوفا من غضب ذلك المسؤول القوي الذي اختارهم رغم معرفته بضعفهم ، ليتسنى له فرض سيطرته من خلالهم على المؤسسة بأكملها .
أما الصنف الثاني فيحتله المسؤول المهزوز ، الذي يتم تعيينه في المنصب بعد كسر شوكته ، والسيطرة عليه من أصحاب السلطة،الذين لقنوه درسا بالتضييق عليه، وتهديده بالإقصاء من الوظيفته ، والتحكم بقوته وقوت عياله ، إلى أن تحول إلى صاحب طاعة عمياء ، لا يتفوه بكلمة سوى القول " سمعا وطاعة" لأولياء نعمته ، ولا يجرؤ على مخالفة أوامرهم ، ويلجأ إلى تنفيذ ما يطلب منه بكل انكسار ، وتتمثل مشكلته أنه يعتقد واهما أن أمره لم يُفتضح بعد ، رغم أنه أصبح واضحا ومكشوفا لدى الجميع.
اما الصنف الثالث ، للأسف أنه الأقل تواجدا في مؤسساتنا، بطريقة جعلته من أصحاب الندرة ، كونه يحمل صفات القوة في اتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية ، وهو شخص منتم لعمله ، يعمل بجد وبكل جهد ، ويتسلح بالعلم والمعرفة ، ويتمسك بمبادئه ، والأهم أنه مخلص في عمله ، والحقيقة أن هذا الصنف غير مرغوب به لدى المسؤولين الكبار، ولا يفضلونه ولا يتعاونون معه ، كونه يمتلك القدرة عل تعريتهم وكشف سلبياتهم وضعفهم ، وعدم قدرتهم على الادارة،ولكنهم سرعان ما يتخلصون منه ، لأنه بالنسبة اليهم كاشف لعوراتهم .
المشكلة تكمن في هذا المسؤول الضعيف ، أو المسؤولين المهزوزين عند توليهم للمسؤولية ، وحتى يحافظوا على استمراريتهم في الوظيفة يعملون قصارى جهدهم في إقصاء الأقوياء داخل المؤسسات ، والتخلص منهم بأي طريقة كانت ، مقابل المحافظة على من هم على شاكلتهم من الضعفاء والمهزوزين ، بطريقة يكون لها انعكاساتها السلبية على سير العمل وعلى الوظيفة العامة؛ والخاسر الأكبر هو الوطن.
وحتى لا نصل إلى هذه النتيجة الحتمية ، وفي محاوله لإنقاذ مؤسساتنا من هؤلاء الضعفاء المنكسرين ، الذين يتم زرعهم في مراكز قوية يفرضون فيها سيطرتهم ؛علينا الوقوف في وجه من يُسلم مؤسساتنا إلى هذه الفئة ،فهم يرون أن تعيين هذه الشخصيات الغضة فرصة لفرض هيمنتهم عليها ، وعلينا أيضا وقف خطر المسؤول الضعيف ، حتى لا نقع في فخ نزاعات وصراعات داخلية تنشب بين مختلف الفئات العاملة سواء من أصحاب القدرات القوية أو الضعيفة ، ولزاما علينا التخلص من شبح تكاثر الضعفاء الذين لم يتركوا فرصة لأصحاب القوة والكلمة من اثبات وجودهم والقيام بمسؤولياتهم مطيحين بهم ، لتصبح بذلك مؤسساتنا في قبضة الضعفاء ، مما يشكل كارثة إدارية ، يكون لها نتائج وخيمة على مؤسساتنا التي سيصيبها العجز والوهن وسوء الإدارة ، والنتيجة الحتمية أنها ستصبح بكل أسف آيلة للسقوط.. .
Jaradat63@yahoo.com