أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
إسرائيل تهنئ أميركا على إسقاطها منح فلسطين عضوية الأمم المتحدة. المنتخب الأولمبي لكرة القدم يخسر أمام نظيره القطري. وزير خارجية أيرلندا: أشعر بخيبة الأمل من نتيجة التصويت بمجلس الأمن على عضوية فلسطين. وزارة الدفاع الإسرائيلية تؤيد إغلاق قناة الجزيرة واشنطن: متفقون مع تل أبيب على ضرورة هزيمة حماس سموتريتش: قيام دولة فلسطينية تشكل خطرا وجوديا على إسرائيل. نادي الأسير: إسرائيل تفرج عن أسير فقد نصف وزنه. الغذاء والدواء: رقابة على استخدام الحليب المجفف بالمنتجات. نتنياهو امتنع عن عقد اجتماع الليلة لمجلس الحرب أوروبا تهرع لإحباط مؤامرة لاغتيال زيلينكسي. فيتو أمريكي يفشل قرارا لمجلس الأمن بمنح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة. حماس: هناك مساع خبيثة لاستبدال الأونروا عاجل-الصفدي يؤكد لنظيره الإيراني ضرورة وقف الإساءات لمواقف الأردن. بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني. ليبرمان: نحن على مقربة من العار وليس الانتصار الاحتلال: منح العضوية الكاملة لفلسطين مكافأة على هجوم حماس في 7 أكتوبر سطو مسلح على بنك فلسطين في رام الله. أميركا ستصوت برفض عضوية فلسطين بالأمم المتحدة اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال بطولكرم. الأمير الحسن من البقعة: لا بديل عن "الأونروا"
تركيا الى أين؟

تركيا الى أين؟

24-07-2016 07:16 PM

لقد وصلت تركيا إلى ذروة مجدها بخُطاً واثقة بعد انحطاط أخلاقي، وثقافي، واقتصادي، عصف بها منذ سقوط دولة الخلافة العثمانية وهيمنة حكم العسكر، والدكتاتورية على مستقبلها،من خلال موجات من الانقلابات والإعدامات لترسيخ الدكتاتورية والعلمانية ،ونهب خيراتها ،وجعلها ذنباً تابعاً للإدارة والإرادة الأمريكية التي حوّلتها إلى قاعدة متقدمة لها في الشرق الأوسط ،ووكراً للموساد كما كانت ايران في عهد الشاه .

الشعب التركي ذاق الويلات من حكم العسكر الجائر ،وعانى من ويلات الفقر والجوع ...والانحلال الأخلاقي .... وانهيار مستوى التعليم.... وضعف في الصناعة....وتدني الخدمات الصحية ....وافتقار عام للبنى التحتية.... حتى اصبحت دون مستوى دول العالم الثالث....وواجهت المرأة التركية تعسُّفاً في أدنى حقوقها حتّى حُرّم عليها ارتداء الحجاب في الجامعات والوظائف العامة ....ومورست ضغوطات كبيرة على دور العبادة.... فاغلقت المساجد ....وتم محاربة الدين بشكل ظالم وجائر وتعسفي....في دولة رسّخت فيها العلمانية التي حاربت واجتثت كل انواع الشعائر والعبادات حتى في المسجد .

******
لقد بدأت النهضة التركية منذ أمدٍ بعيد ، كما بدأت من قبل عندما نهضت الامبراطورية على يد مؤسسها (ارطغل) مؤسس الدولة العثمانية ،عبر سلسلة من الأجيال حتى هيمنت على العالم وأصبحت القوة التي لا تُنافس .
وقاد المسيرة "نجم الدين اربكان" الذي أنشأ عام1970م بدعم من تحالف مع الحركة النورسية حزب "النظام الوطني" الذي كان أول تنظيم سياسي ذي هوية إسلامية تعرفه الدولة التركية الحديثة منذ زوال دولة الخلافة.
واسس العديد من الاحزاب التي انقلب عليها العلمانيين حتى تولى رئاسة الوزراء
وكان له دورا في بروز تيار الاسلام السياسي
واغلاق مقار المحافل الماسونية
ومحاولات حثيثة لقطع العلاقات مع اسرائيل
ولكنه هدد مرارا اذا شكل خطرا على العلمانية وسجن وتحمل حتى توفاه الله ، ولكنه يعتبر المؤسس للدولة الحديثة الديمقراطية رغم ما واجه من صعوبات وضغوطات من قبل العلمانيين المتجذرين بالدولة العميقة المدعومة من الغرب،ليكمل على نهجه اردوغان بناء مؤسسات الوطن الديمقراطية ويجذر لها بخطى رشيدة .

الكثيرين ينتقدون أردوغان آملين منه المستحيل
وتحرير بلاد المسلمين من الاستعمار
او تحرير فلسطين والأقصى
ومساواة الشعوب العربية المنهوبة خيراتها وكرامتها بالمواطن التركي وكانه خليفة المسلمين الوصي عليهم لوحده متناسين دخل الدويلات العربية من الترليونات التي تنفق على البذخ وذبح المسلمين والتآمر عليهم ،وتمويل حملات الغزو الحديث لوأد الأمة وشعوبها .

*******
أكثر من مرة بمقالاتي نوّهت أن الخروج من الجهل الى العلم ،ومن الانحطاط الى السمو،ومن الظلمات الى النور، ومن الدولة العميقة التي تجذر بها الفساد والالحاد الى الديمقراطية الحديثة ،أو من الضلالة الى الهدى يحتاج إلى سنوات طوال ، وقيادات حكيمة تسير بخطى واثقة رغم كل الصعاب والتحديات ،لأن الانقلاب على المفاهيم الجاهلية سيواجه بتحديات كبيرة على المستوى الداخلي والخارجي ،وخاصة من المؤسسة العسكرية ،أوثورة الشعب الجاهل،والقوى الظالمه التي تحارب تقدم الشعوب الاسلامية ولو خطوة واحدة ،لذلك فشل اخوان مصر ،وتم الاطاحة بهم ،لأسبابٍ يعلمها الله وهو بهداهم أعلم .

الانجازات التي قام بها أردوغان تعبّر عن حكمة وحنكة ، خطوات لا يستطيع أن يقوم بها الا رجلاً تاجر مع الله ووهب نفسه وما يملك خدمةً لهذا الدين ، فكافح على كافة الأصعدة وأراد قبل ان يجري أي تغيير سياسي أو تعديل على الدستور أن يعمل شيئا يلمسه الشعب ،ليؤمن برسالته فجاهد بكل قوة ليجعل تركيا دولة اقتصادية في مصاف الدول العظمى ،وحوّلها من دولة مديونة ايام العسكر والدكتاتورية الى دولة دائنة للبنك الدولي الذي اذل كرامة الشعوب وسلبها ارادتها ، وارتفع دخل المواطن التركي الى اضعاف مضاعفه ،فلمس الاتراك الاثر الايجابي لسياية اردوغان وإن اختلفوا معه على تولي السلطة، عند المقارنة بين حقبتين زمنيتين متقاربتين فانتصر لهم ،فاتصروا له وما خذلوه .

لقد حاول اردوغان ولا زال بأن يجعل من تركيا دولةً حضارية يعيد لها مجدها الذي تم التآمر عليه من أعداء اليوم والأمس ، فقد أسس لدولة حضارية تؤمن حياة كريمة لشعبه ،ولم يستثني مجالا لم يبدع فيه ويترك بصمة للتاريخ والأجيال،ووديعة عند الله لا تضيع ،فقد عمد إلى تأسيس شبكة من الطرقات الحديثة المتطورة ،وزيادة في عدد المطارات ،والجامعات ، والأنفاق والجسور ،وتسهيل حركة النقل من خلال مد الاف الكيلومترات من سكك الحديد الحديثة ، وفي المجال الصناعي اصبحت تركيا من الدول المصنعة للسيارات، والسلاح، والطائرات، والدبابات ، وعمل على نقل الزراعة الى نقلة نوعيه وتصدرت تركيا درجة عالية من التقدم في المجال الزراعي حتى اصبحت روسيا واوروبا تنتظر المنتجات الزراعية التركية لجودتها وهذا وفر حياة كريمة للملايين العاملين بهذا القطاع .

اما في المجال الديني فقد أقام العديد من مراكز العبادة ومراكز تحفيظ القرآن لأنه يؤمن أن بناء الدول ،او بناء دولة اسلامية لا يتم الا من خلال بناء جيل واعي يفهم دينه، وعقيدته، بشكل ناضج ،وتخرّج الملايين من الطلاب من هذه المراكز حتى أنه تخرج بدورة واحده اثنى عشر الفا حافظا لكتاب الله،هذا الجيل هو الذي اراده أردوغان لبناء دولة الاسلام مستقبلا والنهوض بها أمام قوى العلمانية والدكتاتورية وعملاء الداخل والخارج .

******
لكن أردوغان كان يدرك أنه مقييد اليدين من المؤسسة العسكرية التي لا يثق بها ثقة مطلقة ،ويدرك مدى التغلغل الاستخباري للأجهزة الغربية بهذه المؤسسة ،وكان ملمّاً بحجم تغلغل تلاميذ "فتح الله غولن" بالمؤسسة العسكرية والمدنية ،والتعليم، والقضاء،وحجم النشاطات التي يقوم بها ، ولكن في دولة ديمقراطية لا تستطيع أن تحاسب أحدا الا بالدليل والشاهد وإلا انتفض عليك الشعب، والأحزاب، وتعرض حكمك لمزيد من القلاقل والفشل والاحباط،في دولة يحمها القانون والدستور،لا تستطيع ان تفعل ما تشاء الا باسم الدستور والقانون أمام قضاء عادل .

الانقلاب الذي قام به "فتح الله غولن " علما انه رجل غير متعلم أو مثقف،ولم يكن سوى واجهة يتستر خلفها يهود الدونمة الذين اسقطوا دولة الخلافة ــ ولكن الفعل باسمه واليد الخفية هي من تديره وخطط وتضرب ،وتدير كل مشاريعه ــ ، فكان الانقلاب نعمة من الله لتركيا وللقيادة التركية ، وكان من الأولى للرئيس مرسي أن قام بهذا التطهير عندما تولى الحكم لتنظيف وتطهير الدولة العميقة من العملاء والخونة ،والجواسيس داخل الدولة بكافة أجهزتها المختلفه قبل ان ينقلبوا عليه .

نعم على اردوغان ان لا يفوت هذه الفرصة على نفسه، وشعبه، ووطنه، لاجتثاث الفساد،والخيانة من كافة أجهزة الدولة العسكرية، والمدنية، والقضائية ، فأول خطوات انهيار الدول هي من المتآمرين عليها اعداء الداخل ،وكلاء الخارج، فهم الذين يتصدون لأي عملية اصلاح او نهوض بالدولة سياسيا، وعسكريا، واقتصاديا، وامنيا .
*******

تركيا إلى أين ؟
إن الانجازات التي حققها اردوغان خلال فترة توليه الحكم رئيسا للوزراء، ثم رئيسا للدولة، وبعد تطهير الدولة من البؤر الفاسدة العملية ،ستصبح مستقبلا معشار عشر من الانجازات التي سيحققها بعد ان تستتب الامور وتعود الى طبيعتها .
تركيا وكلي ثقة بما أقول ستصبح أكثر ديمقراطية، وسيشهد بذلك الداني والقاصي ،عكس الذين يقولون ان اردوغان سيصبح دكتاتورا مستغلا فرصة الانقلاب لتطهير الدولة من خصومه. اردوغان ليس خصما ولا حاكما أبديا دكتاتورا ،فصناديق الاقتراع هي من تقرر، ولم نشهد من قبل أن أحدا اعترض على أية انتخابات سابقة أو أشار إلى التزوير ،وهذا ما سنلمسه لاحقا، فحملة التطهير التي يقودها اردوغان هي باسم الشعب والوطن ومن أجل القيم السامية النبيلة التي يؤمن بها ويجذرها في نفوس ابناء شعبه .

إن تطهير المؤسسة العسكرية من العملاء واعادة تشكيل هيكلتها ،هي خطوة ضرورية ليصبح ولاء الجيش للشعب والوطن ،وليس ولاءًا للغرب الذي يديره ويحركه بالريموت كنترول لينقلب على وطنه وينهب خيراته، ويدمر كل الانجازات، ثم يتآمر على الأمة العربية والاسلامية من جديد كما فعل كمال اتاتورك .

*******
إن الدولة التركية ستشهد مزيدا من النمو الاقتصادي في المجال الصناعي ،والزراعي ،والحربي ونقلة نوعية أكثر من التي نتوقعها او عرفناها من قبل.
وإن الحكومة التركية ستصبح أكثر قوة وتماسكا في قراراتها الداخلية والخارجية ،لأن اذْعَانَ ايّ دولة للقرارات الخارجية هو ناتج غالبا عن تخوف القيادة من انقلاب العسكر كما حصل في مصر مع مرسي ،أو باشارة من طرف اصبع أو مكالمة هاتفية كبسة زر كما فعل انصار "فتح الله " .
والدولة التي تمتلك اقتصادا قوياً ومؤسسة عسكرية مخلصة لوطنها، وشعبا يؤمن بانجازات قيادته لا يمكن لأي قوى معادية ان تعيدها خطوة للوراء،او تستطيع تدمير منجازتها ومكتسباتها،وهذا لا يتم الا في الدول الواهنة الضعيفة المتخلفة اقتصاديا وفكريا .

تركيا ستعتمد على نفسها أكثر ولا اتوقع أنها ستجمِّل للديمقراطية من أجل ارضاء الاوروبيين ،للقبول بها والانظمام للإتحاد الاوروبي الذي بدأ يتفتت وأصابه الوهن.
ولا اعتقد أنها استهتم بأن تبقى عضوا في حلف الناتو،لأن علاقتها مع أمريكا ستصبح أكثر توترا، ومن وجهة نظري خروجها من الناتو هو من مصلحتها الاستراتيجية حفاظا على استتباب أمنها واقتصادها.

تركيا بعد اليوم لن تعنيها كثيرا علاقتها الحميمة بامريكا واعتبارها حليفا استراتيجيا
، وفي حال زيادة التوتر في العلاقات بين البلدين اتوقع ان تبدأ أمريكا بزيادة تمتين علاقاتها مع روسيا بالتدرج،وان حصل ذلك فهي ضربة مؤلمة للسياسة الأمريكية وبرامجها وخططها الاستراتيجية التي عملت عليها مائة عام من أجل شرق أوسط جديد بدأ بالتخطيط لانهيار دولة الخلافة الاسلامية ،ثم انهيار الدولة التركية الحديثة على نفس النهج،وتوتر العلاقات او فتورها هذا وارد بل شبه مؤكد .
وبعد تطهير المؤسسة العسكرية هناك احتمالا كبيرا بالغاء الوجود العسكري الأمريكي وقواعده في تركيا،وخاصة قاعدة انجرلك التي تعتبر حصناً لأسلحة نووية وهيدروجينية حديثة تم تخزينها فيها .

********

الشهور والسنوات القادمه سنلمس ماتم ذكره ،مزيد من الرخاء الاقتصادي
وزيادة على سلّم الرواتب والاجور
ومزيدا من الاستقرار المني بعد هيكلة المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية
وتحسنا في قيمة الليرة التركية
وتغيرا ملموسا على الدستور التركي لمحاربة العلمانية
ونهوضا مضاعفا للاقتصاد التركي ،ومزيدا من الاستثمارات وفرص العمل
ومضاعفة الصناعة بكل انواعها ومنافستها للصناعات العالمية
ونهضة شاملة في البنى التحتية التعليم،والصحة،والمناهج،والمفاهيم والأفكار
وزيادة الصادرات لكل دول العالم والبحث عن اسواق جديدة كبديل لأمريكا والاتحاد الاوروبي لأن كليهما سيعملان بقوة لإضعاف الاقتصاد التركي ومحاولة زعزعته .

رغم محاولة الغرب افشال ذلك ومحاربة الاقتصاد التركي بكل السبل لأن الحرب ستتحول الى حرب اقتصادية بين الغرب وتركيا ،فان كان عندهم باب فإن عند الله الف باب والقيادة الحكيمة والشعب الواعي لا خوف عليهما ، ، وسيتم تطوير المؤسسة العسكرية والأمنية بصورة متينة وقوية تُفشل اي محاولة للتفكير باي انقلاب على اي سلطة مدنية مُنتخبة تستلم الحكم مستقبلا ،مع يقيننا أنّ اعداء الغرب لن يتوانوا عن احباط كل ذلك ،ومحاولة التخلص من اردوغان واغتياله ،لكن اردوغان أسس لفكر وبنى شعب كما بنى وطن، ومن كان مع الله فإن الله سينصره وان قضى نحبه ،فأمّة واعية لا خوف عليها من اي عدوٍّ لله فالشعوب تفنى إن لم تحمل فكرا ومبادئ تدافع عنها ،اما من كان له فكرا واعيا ومبادئ من المستحيل قتله ووأده مادام كلما اشتدت هلل وكبّر وقال الله أكبر .






تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع