زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - لم يقترف ذنبا ، فمات نحرا ، لم ينطق لأنه خاف من هؤلاء الذئاب البشرية ، التي كبّرت باسم الله ، والذي جل وعلا براءة منهم ، قتلوه باسم جماعة نور الدين زنكي ، منسلخين عن إنسانيتهم ، وصافحوا الشيطان ، وقتلوه بدم بارد ، بذريعة أنه يقاتل مع نظام بشار الأسد .
الطفل الفلسطيني عبد الله عيسى - 12 عاما - واجه الموت ، وجسده ينتفض خوفا ، واهتزت لأجله مواقع التواصل الاجتماعي ، وانتفضت وسائل الإعلام المختلفة ، وبكى الملايين على قتله من قبل تلك الجماعة التي ادعت أنها تعرف الله ، قتلوه ولم يعلموا أن الله لهم بالمرصاد ، وأن الطفل سيُضحي شهيدا بإذن الله تعالى ، وسيشهد على ايديهم التي قتلته .
وإن كان ذنبه أنه يقاتل مع النظام ، فأين رحمتهم ، في أنه طفل ، وأين عاطفتهم ، بأنه جريح وأسير ،على وقع عيني الطفل الذابلتين ينكسر العالم ، على وقع أحلام بريئة بكت صاحبها الجريح ، والذي مات ذبيحا ، كما لو كان شاة ، أمام مسلخ.
العالم ، بكى لأجل عبد الله ، العالم بكى جرحه ، كجرح موطنه فلسطين ، العالم لم يكتف بالحزن ، بل طالب بأخذ القصاص من هؤلاء الشياطين .
أردنيون تدالوا مقطع الفيديو المريع ، وانهالت التعليقات التي تشجب هذه الجريمة ، وتعاطفوا معه ، وبكوا عليه ، متسائلين : أين قلوب هؤلاء ، وأين الرحمة ؟، وقد دعوا الله أن يسخط التكفيريين ، الذين حاربوا باسم الله .
وأمام توسلات الطفل المبكية ، وأمام صمته في صدمة عن الموقف الذي يعيشه ، وكأنه كابوس ، يظهر الاردنيون بمظهر رجل واحد ، متعاطفين معه ، حيث البوستات التي تدعو للطفل عبد الله بالرحمة ، وأن يحشره الله مع الشهداء .
السكينة التي تم نحر عبد الله بها ستكون شاهدة على أن الطفل مات نحرا ، وان الطفل الذي يعاني مرض التلاسيميا وقع في أيدي متجبرون ، تناسوا حق الله في عباده يوم العرض .