"ترامب" رئيساً سيكون قريباً ، مع أن أخباره وتحركاته تتناولها البرامج الساخرة إلا أن انه صاحب الشعبية التي تزداد يوماً بعد يوم، ومع جميع الهفوات والأخطاء والاستنساخ لماكينته الانتخابية وتصريحات من ستكون السيدة الأولى ، إلا انه سيشكل صدمة في الفهم الانتخابي العام عند المتابعين لأمريكا.
أمريكا تحكمها بصورة مباشرة إدارة أمنية مشكلة بالمناصفة بين الدفاع والخارجية والمخابرات والرئيس ينفذ سياسة السيطرة التي تفرضها الإدارة، وفريق عمل الرئيس يشارك في الهيئة من خلال كبير مستشاريه والهيئة تكون برئاسته، وله صوت واحد فيها مثل أي عضو بها.
الديمقراطية الأمريكية 100% في الوضع الداخلي والقوانين الخاصة بالمجتمع والفرد، والديمقراطية الخارجية صفر لا علاقة للناخب بها ، فهي تتحدد حسب مصلحة أمريكا العليا التي تقدرها الإدارة والتي يتبع لها الكثير من المؤسسات الاستخبارية ومراكز الدراسات.
أمريكا تضع برامج تحتاج عشر سنوات أحياناً لتنفذ ومن الممكن أكثر ، وفي نهاية برنامج للمنطقة المستهدفة تحقق الغاية التي تبحث عنها والتي تصب أساساً في مصلحتها العليا.
السياسة الخارجية في أمريكا بين مدرستين وحسب الحاجة الأمن الناعم والقوة المفرطة ، وما تحتاجه أمريكا في قادم الأيام القوة المفرطة ولا يعني هذا التدخل العسكري المباشر بقدر ما تكون القرارات أكثر عنفاً واقل حيادية.
تغير ممنهج سيطرأ على المنطقة وستستبدل أدوات بأخرى وسيتم صناعة التغير، وستكون "داعش" قد استنفذت كل مهامها فلا حاجة لها وستستبدل بعنف قومية تسبب صداع لأنظمة في المنطقة وستحاصر القومية العنيفة بخطر الاشتباك مع قوى مقاومة تستهدف استقلال دولتها، فلن يسمح للقومية أن تؤسس دولة ولن يسمح للمقاومة تحرير وطنها.
الحاجة الأمريكية للمنطقة العربية ومحيطها حاجة تجارية تحكمها الشركات والبحث عن مصادر الطاقة، فبدون النفط ما كانت أمريكا لتكون حاضرة بكل هذا العنفوان، ولكانت المنطقة العربية ومحيطها تعامل كأفريقيا تقديم السلاح بصيغة البيع وتهيئة انقلابات وشرذمة الدول وتقسيمها لقبائل.
أمريكا بلا شك أصبحت من فرط القوة السياسية والعسكرية ترى بنفسها مطرقة وترى الآخرين مسامير وجب ضربهم، وبنفس الوقت تتعامل مع الجميع على قاعدة الربح والخسارة، فإنشاء مستودعات لتخزين النفط مكلف بالنسبة للشركات، واستخدام أراضي وأبار ذات المصدر لتخزين النفط ارخص بكثير من نقله وتخزينه، وخاصة أن الاضطراب السياسي والفوضى الاجتماعية التي تخلقها يسهل لها السيطرة على النفط مجاناً، وهذا ما حدث مع العراق بعد حصار دام ثلاثة عشر عاماً.
أمريكا ترزق من الحرب والحرب أي حرب بالنسبة لها مصدر مهم من مصادر التمويل تمويل خزينة الدولة، ولا حليف دائم لأمريكا وحليفها فقط مصالحها.