زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - في شهر رمضان المبارك ، تبعثرت أفراح بابتلاءات القدر ، واندثرت ابتسامات أمام حوادث سير ، ورحلت أرواح عن الدنيا للأبد ، وتبدّدت أحلام ، وما زالت ذكرياتهم غصّة في قلوب محبيهم ، وما زالوا صورا تتنهد امامها الحناجر.
وفجأة ، تسمع الأم صوت الهاتف يدق ، وإذا بها خبر فجيعة موت ابننها على الطريق ، حيث حضرت له من الطعام ما يشتهي ، ولكن للأسف ، لم تره لتودعه ، بل غادر فجأة ولم يتناول وجبة الإفطار معهم هذه المرة ، بل بقي مكانه فارغا .
"أريد مقلوبة" هذا ما قاله محمد شبيط لوالدته ، قبل أن يتوفاه الله في حادث سير على طريق الجفر قبيل آذات المغرب ، حث كان برفقته صديقه زيد ملكاوي وهما من مرتبات الجمارك ، الذي قضى هو الآخر ، كانا صائمين ، وفي آواخر الشهر الفضيل ، فقضيا ومسك الختام عنوان رحيلهما ، حيث وقع الحادث بين شاحنة وحافلة .
قبل العيد بأيام ، رحلا ، ووقع المأساة والصدمة يسيطران على عائلتيهما ، حيث استقبل محبيهم الخبر بصدمة ، وسط الدعاء لهما بالرحمة .
صورة للفقيدين زيد ملكاوي ومحمد شبيط:
على طريق عرعر
وأمام ذكريات مؤلمة، حيث الطريق إلى الأردن من السعودية ، ينسج القدر شباكه ، بحادث سير حيث قضيا الزوجين المهندسين كمال غباري وزوجته المهندسة تسنيم الهنداوي ، في طريق عرعر ، وجنين لم ير النور بعد .
الزوجان أرادا قضاء عطلتهما في إجازة العيد ، وسط الأهل والاحبه ، حيث ربوع بلدهما والخلاص من الغربة في عيد الفطر ، إلا أنهما رحلا ، وفجيعة طمرت سعادة عائلتين ، يحضران لاستقبال ، كمال وتسنيم ، لكن هنالك من كان بالمرصاد ، وهو الموت .
وقد شهدت منطقة عرعر الحادث الأليم ، وشهدت على مأساة ذهبت ضحيتها عائلة ، وألهم الله عائلتهما الصبر والسلون ، سائلين الله أن يجمعهما في جنات النعيم .
الصورة للمهندس كمال غباري :
قابلت الله بوجه حسن
وأمام قصة حزينة للشابة العشرينية روان الرواشدة ، حيث هزّت الفجيعة مواقع التواصل الاجتماعي ، فلقد كانت تتحضر لزفافها ، لكن سُحق شبابها بحادث سير ، قضى على احلامها ، وباتت روان وردة ذابلة في صفحات خطيبها أنس ، الذي كتب عبر صفحته على "الفيس بوك" ما يعانيه من حزن على فراق حبيبته ، حيث تعرف عليها خلال عملهما في أمانة عمان الكبرى، إلى أن تمت خطبتهما .
روان ارتدت الحجاب قبل وفاتها بأيام ، وتمنت أن تلقى الله بوجه حسن في آخر "بوست" كتبته في أول أيام رمضان المبارك ، وكان لها ما أرادت ، حيث ودّعت الحياة ، ولم تودع أحدا ، وتوشحت العائلة بعدها بالسواد ، وما زالت بدلة زفافها تنتظرها ، لكنها رحلت ..
هؤلاء ، رحلوا ، ولم ترحل صورهم ، وبقي عطر ملابسهم يجوب في أركان منازلهم ، وصور لآخرين فقدوا بحوادث سير يصعب حصرهم ، وأحلام تبخرت حيث القدر الذي بات ألما على كثيرين ، ولكنه الموت ..
ويبقى السؤال ..إلى متى ستنهش حوادث السير أعمار محبينا ؟..
الصورة للشابة روان الرواشدة: