تفاصيل الليلة الأصعب بتاريخ معارك اللاذقية

تفاصيل الليلة الأصعب بتاريخ معارك اللاذقية

زاد الاردن الاخباري -

حالة من الذهول اكتسحت وسائل إعلام الأسد وصفحات أنصاره على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد السقوط المدوّي لـ"كنسبا" في ريف اللاذقية الشمالي، في الساعات الأخيرة ما بين فجر اليوم الجمعة وطلوع شمسه.

والتعليقات التي انتشرت كالنار في الهشيم، تعكس ذلك، بعد الإعلان عن سقوط المدينة الاستراتيجية الهامة، بيد الثوار الذين أخذوها عبر تكتيكات عسكرية مشهودة، كان على رأسها نظام تحييد الطيران الروسي من فوقهم، عبر الالتحام المباشر مع قوات الأسد، بحيث يعجز الطيران الروسي وطيران النظام عن فصل أهدافه التي يريد ضربها عن قوات الأسد التي وقعت بيد المقاتلين العقائديين الذين آخر ما يقلقون منه هو مفارقة الحياة.

معركة تاريخية بكل المقاييس، وفي حضن الأسد حول مسقط رأسه، في كنسبا، بدأ جيش الأسد يتقهقر تحت ضربات مقاتلين أشداء وضعوا هدفا في نصب أعينهم هو تحرير كنسبا الاستراتيجية التي ستؤدي إلى "سلمى" الأكثر استراتيجية.

ساعات.. كانت معركة استعادة كنسبا مجرد سويعات قليلة، هجم فيها الثائر على المرتزق، وحامي البلاد على حامي النظام، فبدأ التقهقر وتساقط جنود الأسد، يميناً وشمالا، والمعلومات تتحدث عن أن المنسحبين، حتى المنسحبين من جنود الأسد، لم يصلوا بعد إلى أي مكان يمكن اعتبارهم فيهم ناجين! لقد تاهوا في غابات اللاذقية أو اختبأوا مخافة انكشافهم، أو قتلوا هم أيضاً.

مناحة غير مسبوقة في صفوف أنصار الأسد حزناً على سقوط كنسبا. واتهامات وصلت حد التخوين أو التساؤل عن الطيران الروسي الذي اختفى من سماء الأسد ليترك قواته تُطحن على يد المقاتلين العقائديين الذين حيّدوا الطيران العسكري عبر اقترابهم الشديد من عدوّهم، فبدأت معركة الرجال وجها لوجه بحثاً عن "رجال" لمقاتلتهم.

ومن قلب أنصار الأسد، ثمة من قال: "الليلة الأصعب بتاريخ معارك اللاذقية". في منشور متباكٍ ينوح على أسراب الأسد التي هربت أو قتلت في تلك الليلة الأصعب. والمنشور السالف الذي لطم وذرف دماً، قال إن "القذائف كانت تنهال من كل حدب وصوب" وهذا ما قيل في التقرير اللاطم الذي نشر في "دمشق الآن" وهو على علاقة وثيقة بزوجة رئيس النظام السوري، وهذا نصّه:

"بالضبط لا أعلم تفاصيل الليلة الماضية ، فهي الليله الأصعب بتاريخ معارك ريف اللاذقية ، كنا نعلم جميعاً ضابطاً و جنوداً بأن هدف المسلحين الحالي السيطرة على كنسبا الاستراتيجيه وهدفهم الرئيسي بلدة سلمى ، ليل الأمس كان الجو ضبابي والرؤية صعبة نوعاً ما ، و كانت أصوات الاشتباكات العنيفة لا تهدأ و القذائف تنهال علينا من كل حدبٍ وصوب هذا ما أتذكره جيداً ، كنت على يقين بأن قواتنا تتمركز في كنسبا بقوة لكن لا جدوى من البقاء فيها بعد خسارة قلعة شلف كوننا أصبحنا على مرمى من نيران العدو ، الثانية بعد منتصف الليل سقطت شلف وبدأت القوات تنسحب من كنسبا تدريجياً ، بعض الجنود حاولوا الصمود وإعادة السيطرة على شلف لكن دون فائدة فمقاتلوا الفتح والنصرة ينتشرون بكثرة وأخذوا زمام المبادرة من جديد ، عند الرابعة تقريباً المسلحون وصلوا أطراف البلدة وما تزال بعض قواتنا في الداخل ، ما أتذكره أيضاً أن أصوات التكبير كانت مسموعة بوضوح وبأكثر من اتجاه ، حينها أدركنا بأنهم وصلوا إلينا . خرج الجنود بمجموعات صغيرة واتجهوا نحو سلمى والخطوط الخلفية لكنسبا ، عدد منهم اخذوا مهمة التغطية النارية لتأمين الانسحاب وارتقوا شهداء ، وبعض المجموعات المنسحبة لم تصل بعد! ، تركنا عدد من الدبابات وعددها أربعة إن لم أكن مخطئ بالإضافة إلى عدد من الآليات و الذخائر المتنوعة ، لم نأخذ معنا سوى أسلحتنا الفردية وبعض القنابل ، حتى ملابسنا وأغراضنا بقيت هنالك في إحدى البيوت بالقرب من الجامع . ثمة هنالك أشياء تدعو للقلق وتساؤلات كثيرة ، ما الذي حدث؟ كيف وصل المسلحون إلى كنسبا و أخذوا زمام المبادرة بساعات بعد أن كانت بيد الجيش السوري ، لا نريد تخوين أحد ، لكني لم أرى سلاح الجو قط في المعركة ، و الانسحاب كان الأفضل للحفاظ على سلامة القوات السورية ، فالمعركة اليوم تفاقمت و الخوف على سلمى ما إن وضعت الدولة السورية خططاً سريعة لوقف تقدم المسلحين الطامحين لاستعادة السيطرة على كامل الريف مجددا".

وفي هذا كفاية، إقرارا من أصحابه بما جرى في تلك الليلة الليلاء التي كانت جزءا من رد الثوار على ادعاء الأسد بأنه سيستولي على "كل شبر" من سوريا.

العربية . نت