زاد الاردن الاخباري -
في التشخيص الأولي لواقعنا المُر الذي تعيشه معظم شعوبنا العربية تحت سياط الظلم والجور والتوريث السياسي والسطو على مقدرات الأمة من فئات محددة من النخب الحاكمة سواء على شكل عائلات ، أو أحزاب وهمية عادةً ما يطلق عليها اسم الحزب الحاكم .
مما أدى بالنتيجة إلى بروز ظاهرة الإرهاب التي تبلورت كخيار حتمي لا مفر منه ، حيث أن هذه الظاهرة لا تنمو غالباً وتترعرع إلا في بيئات الظلم والفقر والاستبداد ، وهذا ما تشير إليه كل الحقائق التاريخية على مر الزمان ، وان الثورات الاجتماعية كان على الدوام محركها الظلم والطغيان .
لكن من الجدير بالذكر أن الثورات التي حصلت في عالمنا العربي مؤخراً والتي أطلق عليها اسم الربيع العربي لم تنجح بإزالة آثار الظلم والطغيان التي قامت من اجل التخلص منه وذلك بسبب أن الدولة العميقة التي غرس أركانها الزعيم العربي الأوحد في كل ركن وزاوية من زوايا البنيان الهيكلي لدولته فكان من الصعب التخلص من هذا الإرث المتراكم .
ورأينا كيف عاد التونسيون إلى بقايا أعمدة النظام السابق بإتيانهم بالباجي قائد السبسي وكذلك في مصر كيف انقلب العسكر على أول رئيس مدني منتخب بانتخابات مباشرة وصفت بالحرة والنزيهة ، وكذلك في ليبيا حيث اصبح رفقاء السلاح الذين اسقطوا ألطاغيه اصبحوا يتقاتلون فيما بينهم على المكاسب والغنائم .
وفي سوريا أم الثورات نرى أن بشار الأسد لا زال يحكم ما تبقى من سوريا شبه المدمرة والمقسمة بين النظام المستبد والفصائل المتناحرة والتي تقاتل بدورها نيابةً عن قوى ودول أخرى .
لقد أصبحت أوطاننا العربية مقسمة بين مشروعين هما أمريكي وإيراني لذا وعليه فأننا سنظل على هذا الحال ما لم ننهض من جديد ، ونعلنها ثورة فكرية أخلاقية ، تجتث هذ التخلف من جذوره ، وتقول للمستبد في كل مكان : قف مكانك كفى ظلم وتجبر فالأجيال القادمة يجب أن تقود وتحرر الأمة .
فالتاريخ والأديان السماوية علمتنا انه لا تستمر الدول الظالمة مهما طال بها الزمن وإذا أرادت البقاء فلن يكون ذلك إلا بالعدل ، وقد قال نبينا صلى الله علية وسلم منذ 1436 سنة : إن الله لينصر الدولة الكافرة العادلة ، ولا ينصر الظالمة وان كانت مسلمة أو كما قال عليه السلام .
#الصراع_مستمر_مع_نظم_الاستبداد
زكريا سليمان البطوش