زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - ما أن تسأل شخصا ما ، إذا يودّ أن يدلي بصوته في الانتخابات البرلمانية القادمة ، إلا ويجيب لا ؟ ، وإن سألته عن السبب ، إلا ويجيب " شو الفايدة منهم يعني ، جربناهم وما عملوا اشي ".
هذا لسان غالبية الشارع الأردني ، والذي يبدي استيائه الواضح من الانتخابات القادمة ، بالرغم من ضمانات الحكومة بانتخابات عادلة ونزيهة ، لكن بحسب ما يرونه أن " لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين" ، ويرون أن المجالس السابقة لم تثبت فعاليتها في خدمة الوطن .
الهيئة المستقلة للانتخاب ، تعمل منذ بداية عملها ، على إبراز نفسها بشكل دؤوب في سبيل انجاح العملية الانتخابية ، على وقع اليأس الذي يعيشه الأردنيين .
ولم تغب عن الأردنيين تلك المشاهد النيابية التي كانت تحدث تحت القبة ، حيث المناكفات بين النواب، والمشاجرات ، والألفاظ النابية ، والعراك بالأيدي ، والنوم أثناء المناقشة ، وغيرها من الأمور التي حالت دون ثقة المواطن بأشخاص يمثلونهم تحت القبة .
الشعب يريد نائبا مدركا لمطالب شعب مكث طويلا في الانتظار ، بعيدا عن الشعارات والخطابات ، التي عادة ما تكون بين السماء والارض في تفعيلها وتطبيقها ، ومجرد كلام والسلام ، دون أن يكون لها مكان على أرض الواقع .
فكم من نائب وقف على منصته يتحدث بجمل رائعة وراقية ، عن آلياته في تحقيق مطالب أهالي منطقته ، وأنه سيوفر المشاريع لأبناء منطقته ، وسيحسن واقع الخدمات ، وسيرفع من نسبة فرص العمل ، ويقضي على البطالة ، ولكنها مجرد "أحلام يقظة" لا أكثر .
لأجل ذلك ، غاب عن الأردنيين الثقة بنواب قادمين ، فالتجربة لهم خير برهان ، وعايشوا مجالسا أثبتت فشلها بامتياز، ولكن ما نريده أن تنكسر تلك الصورة النمطية ، ويتم بناء ثقة جديدة في عقول المواطنين ، لايجاد مجلس نيابي "غير مستهلك"، فما زالت الانتخابات في عنق الزجاجة ، ويصعب إخراجها بالشكل المطلوب ، ما دام هنالك تخوّف شعبي تجاهها.