زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - عندما وقف ذلك المتقاعد الستيني الذي وجد متسولا ، لمحاسبته على تسوله من المارة ، بدت عليه علامات الخجل والحزن على حاله ، فبالأمس قبله جلالة الملك الراحل الحسين بن عبد الله عندما كان على رأس عمله حينها ، واليوم بات يجالس الطرقات بحثا عن مال يعينه على نوائب الدهر.
متقاعد ستيني وُجد متسولا ، وتم ضبطه يجول في الطرقات ، وعند سؤاله عن سبب قيامه لذلك ، بالرغم من أنه يملك راتبا تقاعديا اجاب : ماذا أفعل فالراتب لا يكفي لسد احتياجات العائلة والتسول يساعدني لسد احتياجات الأسرة ، والامر خارج عن إرادتي .
أمام إجابة مغموسة بالحرمان ، تنظر إلى عينيه فتجدهما محمرتان من عبث أشعة الشمس بهما ، وترى تجاعيد وجهه المثقلة بغبارالتفكير وتابع " بالأمس كرمني جلالة الملك الحسين رحمه الله واليوم أنا أُهان وانتم السبب .
رد هذا الستيني كانت صفعة قوية لهؤلاء الموظفين الحكوميين الذين يحاسبونه ، وكان صوته مؤلما أمام عثرات الزمن ، والخجل باديا على وقفته ، ولكنه استباح لنفسه أن يتحدث بعبارات أمام هذا الموقف "المحرج" .
على قارعة الطريق يقف ، يستنجد المواطنين بمبلغ من المال ، بالرغم من أن رأسه اشتعل شيبا ، ووهن عظمه لطعنه في السن ، وبالكاد يستطيع المشي ، لكنه طبّق القول " صاحب الحاجة أرعن" ، فغايته ان يعيش بلقمة عيش كريمة ووسيلته "التسول" .
هذا فيض من غيض ما نراه في شوارع شاهدة على هؤلاء الذين يدنون من لحودهم أمام فقرهم وعوزهم ، ولتسمع الحكومة ..