ترفيه في بلد الدراويش

كونيا احدى محافظات تركيا ولكنها لا تتشابه مع باقي اجزاء تركيا بخضرتها. كونيا كما يسمونها – بلد الدراويش- وشعارها المولى مرتديا قبعته الحمراء وتنورته الفضفاضه لتدور معه اثناء الطقوس.
يقال ايضا ان بها خصلة من شعر الرسول عليه الصلاة والسلام بمتحف يجتذب ما يشبه المزار او الحجيج كل عام بما فيهم رئيس وزرائهم. كونيا بطقسها الجاف وندرة خضرتها تشبهنا الى حد بعيد حتى بطيبة اهلها.
المهم ان في كونيا القليل ليعرضه على السائح. ولان لهذه المدينه ادارة ارادت الحفاظ على ساكنيها ,لا بل ودعوة من هم خارج حدودها عملت هذه الاداره على بناء اماكن للترفيه على ضفاف سدها الوحيد ومصدرها المائي النائي بين التلال. زرعوا الكثير من اشجار الصنوبر الفتيه وانشأوا الاكواخ الخشبيه البسيطه, اماكن للصيد, مجالس للعائلات وطريق جملوه باشجار الاكاسيا التي لا زالت رائحتها تعبق بذاكرتي.
لقد خلقوا من تحدي الجفاف واحة تحاكي لوحة فنان وتبث الروح في صمت المكان. اوجدوا بابداعهم ليس فقط بقعة لترفيه الدراويش وزوارهم وانما مصدر رزق لبعضهم من اعمال السياحه وخدمات الطعام والشراب.
انه نموذج بسيط وليس اختراعا وانما تحديا حولوه فرصة, فرجا وفرحا....
هكذا تخلق الحياه!