أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الاحتلال يطلق قنابل دخانية على بيت لاهيا لازاريني: منع مفوض الأونروا من دخول قطاع غزة أمر غير مسبوق الاتحاد الأوروبي يحض المانحين على تمويل أونروا بعد إجراء مراجعة سرايا القدس تعلن استهداف مقر لقوات الاحتلال أنس العوضات يجري جراحة ناجحة "العالم الأكثر خطورة" .. سوناك: المملكة المتحدة تعتزم زيادة إنفاقها العسكري الملك يمنح أمير الكويت أرفع وسام مدني بالأردن "هزيلا وشاحبا" .. هكذا بدا عمر عساف بعد6 أشهر في سجون الاحتلال صاحب نظرية "المسخرة": نريدها حربا دينية ضد العرب والمسلمين نيوورك تايمز: "إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها من الحرب على غزة" الملك وأمير الكويت يترأسان جلسة مباحثات رسمية في قصر بسمان الأردن الـ 99 عالميا على مؤشر الرفاهية العالمي وزيرة النقل: نطمح في تنفيذ مشاريع لتعزيز مفهوم النقل الأخضر في الموانئ والمطارات لبنان: شهيدتان و4 جرحى بغارة إسرائيلية بالصور .. حادث سير على مدخل نفق خلدا أبو عبيدة: العدو عالق في رمال غزة ولن يحصد إلا الخزي والهزيمة سيناتور اميركي: طفح الكيل أونروا: أكثر من مليون شخص فقدوا منازلهم بغزة وزيرة التنمية تشارك في اجتماع حول السياسة الوطنية لرعاية الطفل العالمية للأرصاد الجوية: آسيا أكثر المناطق تضررا من الكوارث المناخية العام الماضي
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث الايمان لتزكية قلب الانسان

الايمان لتزكية قلب الانسان

الايمان لتزكية قلب الانسان

25-06-2016 10:34 AM
د. زيد سعد أبو جسار

زاد الاردن الاخباري -

قال تعالى(وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ).

 


إن من ينظر لعالم اليوم وفي كل زاوية من زواياه يرى عالما يشغل جميع وقته بالفكر المادي التابع لهوى النفس لإشباع رغباتها، ولا يشبع عين ابن ادم إلا التراب ، فكر يتعارض مع كل أسس الوجود والبقاء، وهي في العقل السليم الذي يعقل الأمور من خيرها وشرها ، وفي القيم والأخلاق وما ينتج عنها،فكر ينقلب على نفسه بالدمار لأنه غير منضبط بهذه الأسس،فعالم اليوم حدد مصيره بقانون الفناء وهو الطمع والظلم حيث يحفر قبره بآلة تطوره المادي لهوى النفوس ، جهلا وعنادا لرسالة الخالق وما فيها من علم يستطيع العقل الاستدلال عليه والاقتناع به والاستسلام لرسالته، لتمنح القلوب دستور السعادة ولأمن والأمان للكون وللناس والإنسان فالقوانين الوضعية المادية لا يمكن أن تعالج مشاكل الإنسان وتضبط تصرفاته .


إن الله تعالى قد هيئ لهذه الرسالة الرسول صلى الله عليه وسلم و قد اصطفاه من بين البشر، رسول أمي لطهارة فكره ونفسه وقلبه إذ طهر الله تعالى قلبه من نصيب الشيطان من قلوب البشر في فترت صباه الأولى فترة الفطرة ، ليبقى على طهارة الفطرة التي فطر الله تعالى الإنسان عليها، فتفكره من خلال كتاب الكون وما انفطر عليه واعتكافه في الغار لطهارة نفسه وخلقه وأمانته لطهارة قلبه من كل معتقد وإحسانه في التسامح لسمو نفخة روح الله في الإنسان، ليشهد له الخلق وقبل الرسالة بالصدق والأمانة والخلق الحسن ،وكل ذلك من رعاية الله تعالى وحفظه لفطرته التي انفطر الإنسان عليها.

 


وقد أوحى رسالته الخاتمة والعامة لرسول البشرية الأمي لصفاء فكره ونفسه وقلبه من شوائب الدنيا الخاطئة إلى قلبه لطهارته حيث بدأت الرسالة بكلمة إقراء من وحي السماء (مما يدل على أن العلم هو علم الدين يعلم بسمه تعالى (بسم الله) لما دلت عليه بداية الرسالة( إقراء بسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق) ) ولم يتمكن الرسول الأمي من القراءة إلى بعد أن دخلت كلمات الوحي نورا إلى قلبه الطاهر، ليقرءا ما أوحيي لقلبه بعقل لسانه ،(فكتاب الله تعالى (لا يمسه إلى المطهرون )أي لا يدركه إلا القلوب الطاهرة ،ولا يتأثر بتأثر ذاكرة العقول، ولا يقراء غيبا إلا من الصدور،لهذا فان الدعاء لا يستجاب إلا بحضور القلوب ، وهي مكان نظر الرحمن للإنسان عند الإيمان.

 

ثم أملاه الرسول صلى الله عليه وسلم على كتاب الوحي( اقراء وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم) ليقرءاه الإنسان بلسان العقل ليتفكره ويتدبره ليزكي العقل والنفس بعلم القران ، ويستسلم لخالقه حبا وإيمانا به سبحانه وتعالى الذي يحيي القلوب ويطهرها ببصيرة الإيمان به ليوحي نور القران إلى القلوب حيث تدرك معاني الكتاب بنور اليقين ليهتدي طريق الهدى من ظلام الدنيا.

 


لهذا فان دور القران في الإنسان بمسماه الخام هذا لتزكية العقل والنفس بعلم الكتاب ، تمكنه من تحرير فكره من كل معتقد مادي ووضعي ،وتحرير النفس من استحواذ الشهوات عليها ومن استعباد الآخرين لها ،فجميع آيات الله التي تخاطب الإنسان تخاطب العقل في التوحيد والتفكر تخاطب العقل بحقيقة الدنيا وبآيات الربوبية ليحدد الإنسان موقفه من الهداية، فإذا ما أصر على الكفر تكبرا على الحق حرم من علم القران للعقل وهذا يحرمه من علم اليقين للقلوب، وذلك ختم القلوب والسمع والغشاوة على الأبصار، وإذا اقتنع الإنسان تواضعا للحق، وقرع باب الرحمن خوفا ورغبا وحبا ،لبلوغ الإيمان ،اختلف خطاب الرحمن لهذه الفئة إذ يخاطبها بصفتها( يا ايها الذين امنوا ) يخاطبها بنور الإيمان به وبنور الرسالة لان المخاطب فيهم هي القلوب بعد العقل ( نور على نور ) ،( ومن يؤمن بالله يهدي الله قلبه )ليثبتوا على إيمانهم باليقين عند المحن والمصائب والتي تصيب كل إنسان، ولكن المؤمن تزيده إيمانا وعزيمة بالصبر والتوكل والاحتساب والرجوع إلى الله وحمد الله وشكره ، وأما الكافر ومن ادعى الإيمان والإسلام فردة فعله مع المصائب الغضب والأمراض النفسية والتي قد توصله لدرجة الانتحار، وذلك على خلاف لقلوب المبصرة بنور اليقين بالله تعالى وبنور الكتاب والسنة الشريفة (نور الصدق والأمانة والعهد نور صلة القلوب مع كتاب الله ونور صلة الأرحام التي ربطت برحمة الرحمن ونور العمل الصالح وبنور حقيقة فناء الدنيا وحياة الآخرة ).

 


قال تعالى( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور) صدق إسلام المرء استسلامه لله تعالى وذلك بعدما تطهر الفكر وتطهرت النفس باركان الإسلام وبعلم القران ،وصدق إيمان المرء شعوره بطهارة القلب لصدق إيمانه من الحسد والغل والكبر من خلال شعوره بالرحمة والاطمئنان والتواضع وحبه للخير ونفوره من الظلم بكل أشكاله ،فالقلوب لا تقبل القسمة في الإتباع ولا القسمة بين الخير والشر وقبولها مرض لها نهايته موتها(ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله, ألا وهي القلب )(البخاري) ،وهي سر ومكان نظر واستجابة وهداية الرحمن ،فالمؤمن لا يغفل عن قلبه ولو للحظة حياء من الله الناظر لها في كل وقت وللغفلة استغفار ،وهي مقر للنية وقوتها الدافعة لتحقيق الإرادة .

 


إن أي قول أو فعل لا بد أن يكون بدايته نابعة من فكرة العقل وهذه الفكرة تصبح نية ومكانها القلوب التي تكمن فيها طاقة العزيمة لتترجم على الواقع من خلال عمل الجوارح بها، سلبا آو إيجابا،الإيمان بالله تعالى في كل لحظة يحضر نية الإيمان لمنع غفلتها من الشيطان والذنوب وهوى النفس عليها ، ليبقى الإيمان ظاهرا في الفكر والنفس والقلب ، حتى يبقى المؤمن ثابت على إيمانه في القلب عند تقلبه بين أصبعي الرحمن ، لهذا فان قلب المؤمنين لا ينام ، وكل ذلك لا يتحقق إلا بإقرار العبادة والاستعانة بالدعاء ( إياك نعبد وإياك نستعين ) وذلك بعد حمده والثناء عليه وتمجيده .



الإيمان بالله يتطلب استدامة صلاح القلوب لهذا قرن الإيمان بالعمل الصالح ،وطهارتها من خلال اجتناب الفواحش ما ظهر منها وما بطن، والظلم بكل أشكاله ،والاستعاذة بالله من وسوسة الشيطان ، وتحذيره من خصال النفاق ، وتطهيره من الغفلة بالاستغفار ،ومعرفة حقيقة الدنيا الفانية والآخرة، حيث قرن الإيمان باليوم الآخر، فرغم حقيقتها إلا أنها لا تدرك إلا بهدي الإيمان .


إن الإنسان مازال يرتقي في الإسلام إلى أن يبلغ مرحلة الإحسان من شفافية نفخة روح الرحمن في الإنسان .


د. زيد سعد أبو جسار





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع