«الزراعة» : عودة أسعار البندورة الى طبيعتها خلال شهر

زاد الاردن الاخباري -

قالت مصادر وزارة الزراعة إن سوريا أوقفت تصدير منتج البندورة للخارج بسبب عدم توفر المحصول بكميات فائضة تغطي حاجة سوقها المحلي جراء الظروف الجوية الاستثنائية المتمثلة بموجات الحر التي اجتاحت المنطقة وأثرت على الانتاج.

وفي رده على سؤال لـ"الدستور" حول المدة المطلوبة للسيطرة على الوضع القائم وعودة استقرار سعر بيع منتج البندورة في السوق المحلية قال مساعد الأمين العام للثروة النباتية محمد الفواعير إن الأسعار ستعود لطبيعتها في أقل من شهر.

وبينت مصادر الوزارة أنه رغم ارتفاع اسعار البندورة وتشجيع القطاع الخاص على الاستيراد إلا أنه لم يتم استيراد سوى 75 طنا من سوريا فقط ، نظرا لعدم توفر هذا المحصول في جميع الدول المحيطة بالأردن وارتفاع اسعارها.

وبينت الوزارة أن سعر التجزئة في كل من سوريا ولبنان وصل الى حوالي دينار ، وفي الضفة الغربية الى دينارين ، ومصر 90 قرشا ، جراء موجة الحر التي خفضت الانتاج بشكل ملحوظ.

وتتوقع الوزارة استمرار هذه الحالة حتى بدء موسم الانتاج في المناطق الجنوبية من المملكة نهاية تشرين الاول.

الى ذلك ، تطلق وزارة الزراعة الإثنين المقبل وبالتنسيق مع المركز الوطني للبحث والإرشاد الزراعي والقطاع الخاص حملة وطنية طارئة شاملة وسريعة لمكافحة حشرة صانعة إنفاق البندورة ، باستخدام المبيدات الحشرية المتخصصة والفرمونات والمصائد الحشرية.

وقال مساعد الأمين العام للثروة النباتية رئيس اللجنة المركزية للحملة محمد الفواعير إنه تم تخصيص مبلغ مليون دينار مبدئياً للبدء بالحملة التي تهدف إلى الحد ما انتشار الافة بطرق آمنة عبر التركيز على المناطق المستهدفة في الموسم الحالي ، في الوقت الذي وافقت فيه رئاسة الوزراء على منح وزارة الزراعة 2,35 مليون دينار للاستمرار في الحملة ، التي جاءت للسيطرة على الوضع القائم والمحافظة على كمية الإنتاج وجودته والتي من الممكن أن تؤثر على صادرات الأردن مستقبلا من البندورة.

وبين الفواعير خلال مؤتمر صحفي عقده أمس أن البيانات المتوفرة في الوزارة تشير إلى انخفاض الإنتاج في منطقة المفرق من 383 الف طن عام 2009 الى حوالي ( )160 ألف طن العام الحالي ، إذ تقدر الخسارة في الإنتاج بحوالي ( 8) ملايين دينار وبأسعار سوق الجملة.

وفيما يتعلق بالصادرات نوه الفواعير إلى أنه كـان من المتوقع استمرار الزيادة في الصادرات خلال شهري آب وأيلول من هذا العام بنفس وتيرة الزيادة في الأشهر السابقة ، أي تحقيق زيادة مقدارها الفا طن في آب و ( )1500 طن في أيلول ، الا أن الظروف الجوية الاستثنائية التي سادت ممثلة بارتفاع درجات الحرارة وموجات الحر ، لم تؤد فقط الى وقف الزيادة بل عملت على تراجع الصادرات بكمية (3,6 ) الف طن في شهر اب ، و (5) الاف طن من شهر أيلول.

وقدر قيمة التراجع في صادراتنا من البندورة بحوالي (4,6) مليون دينار ، فيما تحمل المستهلك زيادة في الأسعار تراوحت 5% - %40 من أسعار عام 2009 نتيجة الارتفاع الحاد في الأسعار خلال عام 2010 ، علماً بأن صادراتنا خلال الموسم الشتوي لعـــام 2009 وصلت الى ( )220 الف طن من البندورة .

وأوضح الفواعير خطة الوزارة لمتابعة الحشرة من خلال الاستمرار في عملية المكافحة والمراقبة على مدار العام وعلى مستوى المملكة ، بدءاً من منطقة الأغوار الجنوبية ووادي عربة ، إذ تم تشكيل لجنة مركزية في الوزارة تضم جميع المعنيين بقطاع الثروة النباتية ، اضافة الى تكليف مديري الزراعة بتشكيل لجان فرعية على مستوى المملكة برئاسة مدير الزراعة المعنية والمركز الوطني للبحث والإرشاد لمتابعة جميع التطورات التي تحدث ، بالإضافة إلى تأمين الآليات المخصصة لرش المبيدات اللازمة.

وأشار رئيس الحملة إلى أن للحشرة عدة أجيال في السنة من ( 4 الى 8) أجيال ، وتكمل دورة حياتها خلال 29 الى 38 يوما اعتمادا على درجات الحرارة والرطوبة ، وكلما زادت درجة الحرارة تقل مدة دورة الحياة ، علماً بأن الحشـرة الأنثى تضع من 250 - 260 بيضة خلال دورة الحياة ، وكذلك تتواجد اليرقات في التربة وعلى سطح الأوراق .

وتم رصد الافة مؤخرا في الدول المجاورة ، لذلك بدأ الأردن بمراقبة الحشرة منذ 26 ـ 1 ـ 2010 وكان أول ظهور للحشرة في شهر 12 ـ 2009 في المصائد الهرمونية في منطقة غـور الصافي دون ظهور لأعـراض الإصابـة على النبات ، إذ تظهر الإصابة على شكل تلطخات وانفاق على سطح الورقة ويكون لونها غامقا.

ولفت رئيس الحملة إلى ما تم إنجازه على صعيد المكافحة ، إذ تم تتبع الحشرة منذ عام 2009 وحتى تاريخه ، كما تم توزيع ( )300 مصيدة للمراقبة عام 2009 في منطقة وادي الأردن ، ونشر 5 آلاف مصيدة للالتقاط والتكثيف في مناطق ( المفرق ، الديسة ، الجفر ، غور الصافي ) وتزويدها بالفرمونات اللازمة ، كما قام المزارعون بحملات رش تحت إشراف مديريات الزراعة ، بالإضافة إلى القيام بحملة إرشادية لكافة المناطق المذكورة وآخرها مع تشديد الرقابة على المشاتل.

وقامت الوزارة بتعميم أهم الإرشادات المطلوبة من المزارعين للحد من انتشار الآفة ، أبرزها التخلص من بقايا المحصول ودفنها على عمق نصف متر من الأرض ، التشديد على المشاتل وعدم نقل الاشتال إلا بعد الكشف من خلال مديرية الزراعة وكذلك تركيب مصائد في المشاتل ، رش المبيد الحيوي المتخصص ، المراقبة المستمرة للأعداء الحيوية ورصدها ، إزالة الأعشاب المحيطة في المزرعة في الزراعات المكشوفة والعزل التام في البيوت المحمية ، وتوزيع النشرات الفنية الخاصة بذلك لزيادة الوعي والإرشاد لجميع المعنيين على كل الأصعدة .

يشار إلى أن حشرة صانعة إنفاق البندورة تعد من الآفات الخطيرة التي تنتقل مع إرساليات شتلات البندورة لأغراض الزراعة ، وهي من الحشرات التي لها القدرة على الطيران لعدة كيلو مترات وتنتقل بواسطة الرياح ، وهي من الحشرات الاقتصادية التي تحدث ضررا مباشرا على النبات من خلال الطور الضار للحشرة وهي اليرقة والتي تحدث انفاقا على الأوراق والساق والثمار وتجعلها غير صالحة للتسويق والاستهلاك

 

الدستور - دينا سليمان