فاسد مربوط

من أكثر الأشياء التي نشعر أن فيها شيء من الهيلمه والضحك على اللحى هو عندما يقوم أحدهم بانتقاد المسؤولين واتهامهم بالفساد (وأنهم فاسدين وملعونين والدين) وأنهم سبب خراب البلاد والعباد...( نحن لا ننكر وجود الفساد بين بعض المسؤولين ، وان الفساد ليس له وطن) لكن المصيبة عندما تجد أن هذا الشخص الذي ينتقد ويتهم الجميع بالفساد بشكل متكرر تجده يفشل من أول اختبار له ، والأيام تكشف لنا الحقائق بأن هذا الشخص العادي فاسد من الدرجة الأولى لا بل أنه بؤرة للفساد أينما حل وأينما رحل...وكأنه عندما ينتقد الفساد والفاسدين أمامنا يحسب بأنه يتعامل مع هنود حمر أو أناس من كوكب آخر.

هذا بالفعل ما حصل مع ابن فلانه ( يعرفونه الناس باسم أمه) ففي بداية حياته طرد من عمله ووظيفته على عدم أمانته ، طبعاً وضع اللوم والحق وأتهم المسؤولين عنه بأنهم طردوه ظلم وزور ، مع أن الدلائل والوثائق أدانته... بعد هيك شفق عليه احد رجال البلدة وشغّله عنده بدكان الحارة ..ومع مرور الأيام تبين بأنه حرامي ولص ...( يعني عض اليد اللي قدمت له معروف) ...

وعندما يسأله الناس عن سبب طرده يتهم صاحب العمل بالفساد وانه يحارب الفساد و الفاسدين ، وهكذا بقي ابن فلانه يتنقل من مكان لآخر ومن عمل إلى عمل ويُطرد بسبب قلة أمانته وسرسرته ، والمشكلة بأنه لا يوجد على لسانه إلا شتم واتهام الفاسدين ..وكان يقول للناس: لو أني مسؤول ، لحاربت الفساد في كل مكان ولأخرجت الفاسدين من أوكارهم وجحورهم ولرميتهم بالسجون ( وهو دكان الحارة الصغيرة ما سلمت منه... سرقها ولعن عرضها) .

فنقول لابن فلانه وأمثاله رحم الله الحاج قسيم ....كان عنده حمير اثنين ،في الصباح وكعادته يذهب ويضع لهن الماء والشعير ، فلما وصل الزريبة لقى واحد منهن فاك رباطه ومخرب ومدمر الزريبة، فلما شاف الحاج قسيم هذا العمل مسك ألعصاه وضرب الحمار المربوط ، فلما سألوه شو دخل هذا الحمار بالخراب،،، اللي خرب ودمر الزريبة هو الحمار المفلوت!!!؟؟. فقال الحاج قسيم: لو فلتنا الحمار المربوط بعمل العن وأدهى من الحمار المفلوت..

وأنت يا ابن فلانه الله يعينا عليك لو استلمت منصب وصرت مسؤول ... الله اعلم شو كان رح تعمل.