جلست أمام شاشة التلفزيون كي اشاهد الفيلم الكرتوني الذي يتحدث عن جماعة يطلق عليها " التوابع " وبطلب من اولادي وبشرط ان امارس الصمت ودون اي تعليق، وقصة "التوابع" وبكل بساطة ومنذ بدء التاريخ أنهم يبحثون دائما عمن يقودهم " رئيس " وبدون رئيس يقودهم تصبح حياتهم مملة وبطيئة ، ورغم أن الفيلم قد تناول علاقة هؤلاء التوابع مع رؤسائهم عبر التاريخ البشري بدء من الديناصور ومرور بالفرعون ونابليون وانتهاءا بملكة بريطانيا إلا أنه قفز عن هتلر كرئيس بأن وضعهم داخل حالة من الجمود إلى أن جاء العهد الملكي البريطاني الحديث بأكواب الشاي وطقوس تولي الملكة للحكم .
وفي سياق الفيلم يتقدم احد " التوابع " ويستلم حكم بريطانيا بالصدفة ، ولكنه سرعان ما يكتشف بانه لايصلح ويظهره الفيلم وهو يخطب باسلوب هتلري ، والقصة المحورية هنا تكمن بان هؤلاء " التوابع " لايصلحون لحكم انفسهم نهائيا ، وفي حال بروز احدهم كرئيس يسارعون للبحث عن رئيس من خارجهم فهم خلقوا ومنذ بدء الخليقة " توابع" ، وانتهى الفيلم وانا امارس الصمت الظاهري ولكني وبعد نقاش داخلي حاد وجدت ان " التوابع" ليس مجرد كرات بيضاوية صفراء وبعين واحدة او اثنتين ؛ بل هناك ملايين من التوابع من المحيط الى الخليج.