أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
اليكم حالة الطقس في الأردن ليومي الجمعة والسبت السيناتور ساندرز لنتنياهو: التنديد بقتل 34 ألفا ليس معاداة للسامية "بيتزا المنسف" تشعل جدلاً في الأردن البنتاغون: الولايات المتحدة بدأت بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات تنظيم الاتصالات تتخذ تدابير لإيقاف التشويش في نظام “GPS” حماس ترد على بيان الـ18 : لا قيمة له الإحصاء الفلسطيني: 1.1 مليون فلسطيني في رفح الذكور يهيمنون على الأحزاب الأردنية إحباط تهريب 700 ألف كبسولة مكملات غذائية مخزنة بظروف سيئة المومني: الأحزاب أصبح لها دور واضح في الحياة السياسية الأردنية قوات الاحتلال تكشف حصيلة جرحاها في غزة .. وتسحب لواء "ناحال" الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أية إصابات بالملاريا القيسي: لا شيء يمنع تأجير قلعة القطرانة لمستثمر أردني وتحويلها لفندق اليابان تغتال حلم قطر في بلوغ الأولمبياد حماس مستعدة للتوصل لهدنة لمدة 5 سنوات ولن تسلم الأسرى قبل انتهاء الحرب الأردن على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام سموتريتش: حان الوقت لعودة الموساد إلى التصفية. أردني يبيع عنصر أمن ماريجوانا .. ماذا قالت المحكمة؟ - فيديو. استطلاع: 53% من الأميركيين لديهم ثقة ضئيلة بنتنياهو. الحكومة تتعهد بتسهيل تدفق السواح الروس للأردن
من خلف أسوار المدارس
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة من خلف أسوار المدارس

من خلف أسوار المدارس

09-05-2016 11:31 PM

بقلم : عبدالحميد الخراربة

أصبحت مشكلة هروب الطلبة من المدارس ظاهرة تنخر الجسد المجتمعي وطبعا لا يقتصر أثرها على الطالب وحده بل يتخطى ذلك ليصل للأسرة والمجتمع ككل , وهذه المشكلة لم تأتي من سراب بل خلفتها أسباب عدة تراكمت وتزايده وتفاقمت مما أدى إلى نشوء هذه الظاهرة والتي تعتبر دليل واضح على ضرورة تكثيف الجهود في هذا المجال لأنها تعتبر البوابة الرئيسية للانحراف والتشتت الذهني للطلبة , فالطالب الهارب غالبا ما يبحث عن مأوى ليتوارى عن الأنظار ليوهم ذويه انه على مقاعد الدراسة وهذا الأماكن التي يقصدها غالبا ما تكون موبوءة بالشبهات ورفقاء السوء و الأدوات الرئيسية للانحراف .

كم هو مؤلم أن تشاهد الأطفال والشباب اليافعين يهربون من خلف أسوار مدارس ومجالس العلم , أطفال وشباب يتزاحمون على جدار المدرسة هربا من العلم وكأنه شبح يلاحقهم , وأحيانا تثقلهم حقائبهم المدرسية فتنطلق شعلة الحمية بينهم ليتناوبوا على حمل حقائب بعضهم البعض ليتسنى للآخرين عبور خط بارليف المدرسي , كالجيوش التي تتسابق لدحر العدو , أو كأنهم غزلان مستنفرة فرت من قسورة .

يوميا أشاهد عملية "الهروب الأخير " من المدارس ولعل ما شدني لكتابة هذا المقال مشاهدتي لمجموعة من الطلبة هربت من خلف أسوار إحدى المدارس في الثامنة والنصف صباحا وكان هروبهم قبل بداية الدروس التعليمية , ولعل الجميع يتساءل أين رقابة المعلمين ؟ أين رقابة الأهالي من ظاهرة تدني التحصيل العلمي لدى أبنائهم وتفشي السلوكيات الرديئة بينهم ؟ حالة دائمة وتتكرر كل يوم و وباء ينتشر بالجسد التعليمي للمجتمع , أجيال تتصارع من اجل الانزلاق في الانحراف في غياهب الجب , جيل يخشى التربية و التعليم والعلم ويفر هاربا منه , جيل يتصارع للبقاء جاهلا ويسعى خلف المغريات و رفقاء السوء الذين يسلبون الأصحاء أخلاقهم , فمدارسنا هي نبض حياتنا وصفوفها منبع علمنا ومعلميها قدوتنا وطلابها فلذات أكبادنا , فما هو السر في عدم تقبل بعض الطلاب لفكرة التربية والتعليم ؟

مشاهد متكررة يوميا , طلاب يفرون من شبح العلم ويجرون خلفهم أذيال الخيبة وبقايا حقائب مدرسية تمزقت أشلائها من أسوار المدارس وكراجات تعج بالطلبة " المدخنين " , وشوارع مزدحمة بأطفال يلهون هربا من العلم , وأسواق تعج بالطلبة المشاكسين والتائهين والقادمين من خلف أسوار المدارس ممن فقدو بوصلتهم التعليمية , وطرقات تجمع على جوانبها بقايا لطلبة هاربين من شبح الدراسة وقصات شعر هبطت من المريخ وتنوعت وتعددت واختلفت وبناطيل تعبت من صمودها فتقلصت أرجلها فـ "سحلت " عن موقعها الأصلي وعبارات كتبت على الملابس لا يعلم من يلبسها عن معناها أي شيء وعادات غريبة دخلت وتقمصها شبابنا وبقايا حقائب على أبواب المحلات تجمعت بها بقايا كتب ودفاتر حائرة تنتظر من يقرأها , وأطفال وشباب في مقتبل العمر هجروا العلم وارتحلوا إلى المجهول مع رفاق السوء ممن يجلبون الانحراف بكافة الأحجام و المقاييس , وأهالي غائبون عن الحدث الرئيسي , وآفات المخدرات تفتك بالجيل الهارب .

أن عدم متابعة الأهالي لمسار أبنائهم التعليمي في المدارس يسهل عملية انحرافهم لعدم وجود رقابة حقيقة عليهم تنصحهم وترشدهم وتوجههم إلى الصواب وتمنعهم من الانزلاق في الانحراف , والمنع يكون بالحوار الهادف والإقناع المباشر والتوجيه الإرشادي للطالب و لكي تطمئن على ابنك من الضروري جدا معرفة الأصدقاء المقربين له ومعرفة مدى تربيتهم وأخلاقهم ومدى سلوكهم وتحصيلهم العلمي .

وستنتهي ظاهرة الهروب من المدارس إذا اقتنع ولي أمر الطالب بأنه على شراكة حقيقة مع المعلم في التربية والتعليم و إن المعلم هو الأب التعليمي للطالب ولابد من أن يتابع الأهل الطالب في المدرسة ولو باتصال هاتفي واحد أسبوعيا أو بزيارة واحدة للمدرسة شهريا , فهذا التتبع للأبناء تمكن الأهل من معرفة سلوك ابنهم التعليمي والأخلاقي ومعالجة الخلل قبل استفحال الشلل و نستطيع القضاء على هذه الظاهرة المنتشرة و إذا اقتنعنا قناعة تامة أن الأب و المعلم هما شركاء أساسين في تربية وتعليم الأبناء والذي هم أمل ألامه و الوطن والمستقبل .

احموا أولادكم من الانحراف بمتابعتهم في مدارسهم, اتصلوا وتواصلوا مع مدارس أبنائكم





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع