زاد الاردن الاخباري -
بسام البدارين - لا يبدو الأردن الرسمي متحمساً لإحتمالات نجاح المرشحة الرئاسية الأمريكية هيلاري كلينتون لإن العلاقة معها عن بعد «مضروبة» على الأرجح لأسباب غامضة. في بدايات الربيع العربي بدت كلينتون «معادية» للحكومة الأردنية وهي تتحدث في مسألتين: الأولى عدم معرفتها بما سيؤول إليه مستقبل المملكة الأردنية والثانية التعبير عن أن الوقت بات ملائماً جداً لإنتخاب رئيس وزراء في الأردن.
في كواليس القرار الأردني تتردد الأقاويل عن إرتياح أكثر للجمهوريين بالرغم من التقديرات التي تضعف من عملية السلام قياساً بتصريحات وتعليقات «عدائية» من قبل كلينتون لم تعرف عمان بعد سبب تكثفها وصدورها أصلاً.
في كل الأحوال وزير الخارجية الأردني المخضرم ناصر جودة يكثر من التقديرات التي تتحدث عن عدائية كلينتون تجاه بلاده في النقاشات الخاصة والتقارير التقييمية تتوقع بصورة مبكرة عدم إرتباح الأردن بل وتهديد بعض المصالح الأردنية المعتادة وممارسة ضغوط لو فازت كلينتون في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية.
حتى في بعض المؤسسات المرجعية والسيادية الأردنية ثمة مخاوف تتكاثر من أولاً: الإخفاق في التواصل مع حملة كلينتون طوال العام الماضي، وثانياً في «علاقة سلبية مع إدارتها « إذا فازت فعلا في الإنتخابات.
طبعاً لا يقابل الفتور الأردني تجاه كلينتون أي حماس مبالغ فيه تجاه منافسها الأقوى دونالد ترامب بالرغم من الإتصالات «الصديقة» الدائمة بين الطاقم الإستشاري العام في الديوان الملكي الأردني وعلى رأسه رئيس الديوان الدكتور فايز طراونة وبين شخصيات متحركة ويقال انها «مهمة» في الحزب الجمهوري.
في محاولة للتحريك والإستشعار تتجه عمان لإختيار ديبلوماسية رفيعة المستوى في موقع السفير الأردني في واشنطن وهي ديما قعوار التي تمكنت من خلال عملها سابقاً كسفيرة في فرنسا من تأسيس إختراقات معقولة.
الخبراء في ملف العلاقة تحديداً مع الولايات المتحدة مثل مروان المعشر وزير البلاط الأسبق والمستشار السياسي الأول والوحيد للملك عبدالله الثاني المخضرم عدنان أبو عودة يعبّران دوماً عن مخاوف من الفشل أو النجاح المحدود جداً والضيق في التعاطي مع سلسلة مصالح الأردن بعد الإنتخابات الرئاسة الأمريكية. الأمر يبدو مفتوحاً على كل الإحتمالات والسيناريوات ورئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري يصر حتى في الوقفة الأخيرة لـ «القدس العربي» معه على التذكير بأن المنطقة تعيش أجواء ما بعد مرحلة الإتفاق النووي الإيراني والتمهيد لـ «تصفية القضية الفلسطينية».
قبل ذلك وعلى هامش تعليقاته على ما سمّي بـ «وثائق بنما» شدد الرئيس الأسبق علي أبو الراغب وفي حديث مع «القدس العربي» على ان الولايات المتحدة الأمريكية «تتخلى أصلاً عن المنطقة» وأقر ضمنياً بأن الأردن «سيتأثر» بالوضع الإستراتيجي الجديد.
في قياسات اللسان الحكومي تحديداً قد تبقى كل تلك مجرد تكهنات فالصداقة مع الولايات المتحدة متقدمة ومهمة وأساسية بحسب الناطق الرسمي الدكتور محمد مومني الذي يلمح بأن التواصل الأمريكي – الأردني مطلوب حتى لبعض الأشقاء العرب.
بسبب كل هذه الإعتبارات تنعكس ضبابية الفرص والمشهد في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية على وقائع القراءة الأردنية للإنتخابات وتداعياتها على واقع العلاقة مع الأردن ومصالحه خصوصا في عمق الإقرار الجماعي بأن واشنطن وبصرف النظر عن الحسابات الإنتخابية دخلت تماما في إستراتيجية التخلي عن المنطقة و»توكيل» روسيا ببعض ملفاها ومن بينها حتى ملف عملية السلام وإسرائيل.
بكل الأحوال لا توجد حقائق ثابتة اليوم تصلح لبناء إستراتيجية أردنية شمولية على اساسها والأهم مرحليا تواصل حيوية العلاقة مع وزارة الدفاع تحديدا لأسباب مفهومة.
الأهم ان الأجواء تحديداً مع كلينتون وإحتمالات فوزها ليست مريحة اليوم على الأقل وبدلاً من يوم تضطر فيه عمان لمواجهة مقولة كلينتون الشهيرة: «آن الأوان لإنتخاب رئيس وزراء» يتفاعل استعداداً لتجربة هجينة عبر خطوة من طراز «وزارة برلمانية» تحكمها الغالبية في البرلمان الأردني.
هنا حصرياً يمكن ملاحظة تسارع التعديلات الدستورية الأخيرة ونمو الحديث عن إنتخابات مبكرة قليلاً في الأردن تسبق العام الرئاسي الجديد في أمريكا.
القدس العربي