أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الحوثي: عملياتنا العسكرية مستمرة ونسعى لتوسيعها تدريبات في مستشفى إسرائيلي تحت الأرض على مواجهة حزب الله الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أية إصابات بالملاريا بدء أعمال مشروع تأهيل طريق جرش-المفرق السبت وفاة 5 بحارة في غرق مركب شرق تونس الهلال الأحمر: لا توجد بيئة صالحة للحياة في قطاع غزة مقررة أممية: يجب معاقبة إسرائيل ومنع تصدير السلاح إليها مصر: الضغط على الفلسطينيين قرب حدودنا سيؤدي لتوتر العلاقات مع إسرائيل صحيفة عبرية: مسؤولون إسرائيليون يقرّون بالفشل في وقف تمويل “الأونروا” إصابة 11 عسكريا إسرائيليا في معارك غزة بحث التشغيل التجريبي للباص سريع التردد بين الزرقاء وعمان بدء صرف مساعدات لأيتام غزة بالتعاون بين التنمية الفلسطينية و الأردن لواء ناحال الصهيوني يغادر غزة 4.9% ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة مذكرة تفاهم لرعاية الطفولة المبكرة وكبار السن وتمكين المرأة الصين: نرفض أي تهجير قسري للفلسطينيين أمين عام البيئة يلتقي وفدا نيجيريا وفد مجلس الشورى القطري يطلع على متحف الحياة البرلمانية الاردني "الأخوة البرلمانية الأردنية القطرية" تبحث ووفدا قطريا تعزيز العلاقات "الملكية الأردنية" تؤكد التزامها بالحد من تأثير عمليات الطيران على البيئة
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث الإسراء والمعراج .. منهاج حياة وحض على البناء...

الإسراء والمعراج .. منهاج حياة وحض على البناء والتمسك بالثوابت

الإسراء والمعراج .. منهاج حياة وحض على البناء والتمسك بالثوابت

06-05-2016 11:20 AM

زاد الاردن الاخباري -

بقلم : عبدالحميد الهمشري
في ذكرى الإسراء والمعراج دروس في الثبات والصبر على المحن وتحدي الصعاب ونهج حياة ودرب نضال ، فحدوثه كان في وقت تدافعت فيه الخطوب وبقوة وارتفعت وتيرة الشدائد ، فكانت المعجزة الإلهية التي في نظر ذوي الرأي ورجاحة العقل أنها خارج قدرة تصور حصولها في ليلة واحدة ، لكن في الحقيقة وبكل تأكيد لا تعجز خالق هذا الكون الذي أوجده من العدم ، ففي حلكة الظلام الدامس ، وأمام تكالب قوى الشر على خير بني البرية وسيدها ، السراج المنير ، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام ، وتماديهم في غيهم وبذلهم كل ما يستطيعون في سبيل وقف التمدد الإيماني في ظهرانيهم ، الرافض عن ضغينة وحقد اتباع منهج الحق في أرض الحق ، انطلقت رحلة الإسراء من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس ومن ثم عرج به من هناك إلى عليين .. وأنا هنا لست بصدد تناول ما في هذه الرحلة من تفاصيل دقيقة ، لكنني سأتناول بعضاً من مغازيها وأهدافها وما فيها من دروس وعبر وفق ما أرى ، غير أني سأعرج أولاً للقول أنها جاءت بعد اشتداد أذى بني قومه لدعوته لهم إلى التوحيد بعد فقده للسند والعون بعد انتقال زوجته رضوان الله عليها أم المؤمنين خديجة بنت خويلد إلى جوار ربها وكذلك عمه أبو طالب، وتوجهه صلى الله عليه وسلم إلى الطائف علَّ أهلها يكونون السند والعون له فكانوا أكثر ظلماً ورفضاً وأشد إيلاماً وأذى له . فجاءت هذه الرحلة في السابع والعشرين من شهر رجب تكريماً لسيد الخلق رسولنا الكريم لتُسرِّي عنه همه ولتبين له أن الله ناصره وأن ما بعد العسر يسرى وما بعد الشدة إلا الفرج .. لكن الله عز وجل لم يشأ أن يعرج به من حيث هو في مكة إلى السماوات العلا مباشرةً، بل اختار أن يتم الإسراء أولاً إلى المسجد الأقصى ومن هناك يعرج به إلى العلا .. ولهذا مغزى ألا وهو لفت أنظار أمة التوحيد في وقتٍ مبكِّرٍ إلى قداسة هذه البقعة المباركة التي أمر الله تعالى نبيه - صلى الله عليه وسلم - بعد فرض الصلاة فيها أن يتوجه بصلاته إليها "المسجد الأقصى" والتي استمرت زهاء سبعةَ عشرَ شهرًا قبل أن يأمره الله تعالى بالتوجه في صلاته إلى المسجد الحرام من أجل أن تظلَّ أنظار المسلمين متجهةً إليه، وقلوبهم معلقةً به في صلواتهم ودعائهم، وهذا أكسب المسجد الأقصى جُملةَ ألقابٍ فأصبح "منتهى الإسراء ومبتدأ المعراج" و" أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين" إلى جانب أن أجرُ الصلاة فيه تصل إلى خمسمائة ضعف.. و تعاظمت بركتُه حتى فاضت وامتدَّت إلى ما حوله من المدينة التي تحتضنه" بيت المقدس" والبلد الذي يضمّه "فلسطين" ، تدبَّروا قوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ﴾ (الإسراء: من الآية 1) ، ومع هذا كله فقد كانت هذه الأرض مهدًا لرسالات السماء الهادية، وساحةً لأيام الإسلام المجيدة ومعاركه الفاصلة في اليرموك وأجنادين وعين جالوت وحطين، ومثوى الأجساد الطاهرة للأنبياء والصحابة والشهداء. . هذه مكانة الأقصى وقداسته، ورغم هذا فإنه اليوم أسيرٌ حزينٌ، في قبضة صهاينة حاقدين، يدبّرون له ويكيدون، ويحيكون له المؤامرات منذ تاريخ وقوعه أسيراً في أيديهم بعد حرب عام 1967 ، "من حصار.. وإقامة المتاريس.. ومنع المصلين.. ومواصلة أعمال الحفر.. وشق الأنفاق تحته.. ومحاولة تغيير معالمه وإنشاء المغتصبات من حوله وهدم بيوت السكان المقدسين ".. إلى جانب قيامهم بهدم طريق باب المغاربة الواصل بين حائط البراق وساحة المسجد؛ لغرض إقامة جسر عملاق مكانه، يسمح بمرور الحفارات والشاحنات والعربات العسكرية، ناهيك عن إضرام النار فيه والتي أتت على محراب صلاح الدين عام 1968 ومحاولات تدنيسه واقتحامه التي لا حدود لها ، وهم يسعون لهدمه بهدف إقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه.
سكان المدينة المقدسة المغتصبة والتي تحتضن هذا المسجد والبلد الذي يحتضنها لا يألون جهداً في التصدي لهذا العدو الغادر الحاقد ، فجروا انتفاضات عديدة وهم في حالة رباط دائم وقدموا الشهداء وما زالوا وهو يذودون عنه و ينتظرون دوماً مواصلة السند والعون من بني جلدتهم وأبناء أمتهم لكي يتمكنوا من دحر هذا العدو الغاشم الذي لا يرعى إلاًّ ولا ذمة ولا يقيم وزناً لكل العهود والمواثيق .. فهم كما وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أي سكان بيت المقدس وأكناف بيت المقدس بأنهم على الحق ظاهرين ولعدوهم قاهرين حيث قال : "لا تزال طائفةٌ من أمتي ظاهرين على الحق لعدوِّهم قاهرين لا يضرُّهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء فهم كالإناء بين الأكلة حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك" قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس ".
وإلى أن يتحقق هذا الوعد ويتحقق فك هذا المسجد العزيزعلى قلوبنا جميعاً من الأسر على يد عصبة قدَّرها الله تعالى في مكنون غيبه، علينا الاستمرار من جانبنا القيام بواجبنا تجاه المسجد الأقصى وفلسطين ، كونها وقفاً للمسلمين جميعاً وليس لسكانها فقط ، والالتفاف حول مشروع المقاومة، ونشر ثقافتها، وتقدير رجالها الأوفياء، ، ودعمها بكل المستطاع من وسائل الدعم المادية والمعنوية، فلا سبيل لردِّ العدوان إلى نحره ورد كيده ودحْر الاحتلال، وتحرير المقدسات، واسترداد الحقوق إلا بالمقاومة وتوحيد الصف، وجمع الكلمة، ونبذ الفرقة، والاستعلاء فوق أسبابها.. وتعميق الوعي بالقضية، وإبداء الاهتمام بها، ومتابعة أخبارها وتطوراتها، وتوعية الآخرين بها، وشدّهم إليها، وجمعهم عليها وفهم مرامي الأعداء ومكرهم ، وشحْذ الهمم وتبيان جرائم المعتدين والهدف منها، و المقاطعة الجادَّة والحاسمة لمنتجاتهم "الأعداء" وحلفائهم ، والدعاء الدائم لنصرهم وفك كربتهم واضطلاع مؤسسات المجتمع المدني والنخب الإعلامية والفكرية والسياسية والثقافية والأدبية، كلٌّ فيما يناسبه وفيما يستطيعه من صور الدعم ووسائله وأنشطته.. فالمسجد الأقصى ربطه الله سبحانه وتعالى بالمسجد الحرام ، وهذا الربط يلزمنا جميعاً بالذود عنهما وبعدم السماح بمس أي منهما بسوء فهما توأمان لا يفترقان وكل من يحاول القول بغير ذلك ظالم لنفسه ولأهله وللأمة أجمعين.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع