أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
السبت .. ارتفاع على درجات الحرارة غالانت وبن غفير «يعبثان» بأوراق خطرة… الأردن: ما الرسالة ومتى يعاد «الترقيم»؟ “اخرسي ودعيني أكمل” .. احتدام النقاش بين البرغوثي ومسؤولة إسرائيلية على الهواء (فيديو) العين العبادي يؤكد دستورية المادة (4/58) من قانون الانتخاب الأردنيان حماد والجعفري إلى نهائي الدوري العالمي للكاراتيه ما سقط "في العراق" يكشف أسرار ضربة إسرائيل على إيران أول خبر سار لعشاق الصيف .. حرارة أربعينية تُطل برأسها على الأردن باحث إسرائيلي: تل أبيب فشلت بشن هجوم كبير على إيران الرئاسة الفلسطينية تدين عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مدينة طولكرم غوتيريش يدعو لوقف دورة الانتقام الخطيرة في الشرق الأوسط طبيبة أردنية عائدة من غزة تصف معاناة النساء في القطاع إصابتان برصاص مجهول في إربد جماعة يهودية متطرفة تقدم مكافأة مالية لمن يذبح قربانا بالأقصى انتشال جثة شاب عشريني من مياه سد وادي العرب إثيوبيا تستفز مصر مجدداً: من أين لكم بمياه لزراعة الصحراء في سيناء رجل يحرق نفسه أمام محكمة ترامب - فيديو. هآرتس تكشف بناء بؤرتين استيطانيتين في غزة. أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة. 100 عمل مقاوم في الضفة الغربية خلال 5 أيام. الأردني أبو السعود يحصد ميدالية ذهبية في كأس العالم للجمباز.
إلتزامات من طرف واحد
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة إلتزامات من طرف واحد

إلتزامات من طرف واحد

05-05-2016 11:06 AM

في الوقت الذي يزور فيه نتنياهو الجبهة الجنوبية على حدود قطاع غزة المحاصر ، ويعلن أن الهدوء السائد منذ سنتنين غير مسبوق ، وأن حركة حماس ملتزمة بالتهدئة الأمنية ، وأنها تردع الفصائل الأخرى من توجيه ضربات نحو مناطق 48 ، إلتزاماً بهذه التهدئة .

 


في نفس الوقت يُعلن إسماعيل هنية نائب رئيس حركة حماس المنفردة في إدارة القطاع منذ عام 2007 ، أنه “ يتابع بمسؤولية عالية خروقات الاحتلال الإسرائيلي لتفاهمات إتفاق وقف إطلاق النار المبرم برعاية مصرية عام 2014 ، وعلى الاحتلال أن يحترمها ، وأن يلتزم بها “ .

 


بينما يؤكد صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير “ إنتهاء اللقاءات الثنائية مع الجانب الإسرائيلي ، بعد تسلم ( الفلسطينيين ) الجواب الإسرائيلي بشكل واضح ، بعدم الالتزام بالاتفاقيات الموقعة وإصراره على الاقتحامات ، وعلى مواصلة الاستيطان ، وعلى رفض المبادرة الفرنسية “ .

 


ماذا يعني هذا ؟ بكل وضوح وشفافية لدى طرفي المعادلة الفلسطينية ، لدى حماس في قطاع غزة ، ولدى فتح في الضفة الفلسطينية ، موقفان متماثلان لدى سلطتي القرار الفلسطيني ، كلاهما ملتزم من جانبه مع سلطات الاحتلال بما هو مطلوب منه ، رام الله ملتزمة بالتنسيق الأمني مع تل أبيب ، وغزة ملتزمة بتفاهمات التهدئة الأمنية مع تل أبيب ، وللتوضيح أكثر هنا وتذكير إسماعيل هنية أن الاتفاق وقع في عهد الرئيس السابق مرسي يوم 21/11/2012 ، وتم تجديده في عهد الرئيس السيسي يوم 26/8/2014 .

 


طرفا المعادلة الفلسطينية ، قيادات فتح في الضفة الفلسطينية ، وقيادات حماس في قطاع غزة يتطلعون نحو حكومة نتنياهو وسلطات جيش الاحتلال ، الالتزام بأهداف التنسيق الأمني ، وأهداف تفاهمات التهدئة الأمنية ، تعبيراً عن موقفيهما الضعيف ، وعدم الندية في التعامل مع عدوهم الواحد الذي لا عدو لهم غيره ، الذي يحتل أرض الشعب العربي الفلسطيني ، ويصادر حقوقه ، وينتهك كرامته ، وهو يفعل ذلك من موقع قوة ، من موقع التفوق ، من موقع العنصرية والاستبداد والتوسع وعدم الاقرار بوجود طرف أخر أمامه ، وإذا كان موجوداً فهو لا يعطيه أي إعتبار .

 


العدو سيبقى عدواً ، ولن يتخلى عن أطماعه وبرنامجه الاستعماري ، مهما تحلى الشعب الفلسطيني وقياداته وفصائله بالأخلاق وإلتزموا بالمواثيق وأذعنوا للإتفاقات ، ولن يردع العدو سوى جبهة متحدة من كل الشعب وفصائله وقواه الحية ، لا من جبهة مفككة أولويات العداء عندها للذات ، والخوف من الشقيق والانقسام عليه ، فالالتزام متواصل من طرفي المعادلة الفلسطينية مع الإسرائيليين ، ولكن الطرفان لا يلتزمان بكل الاتفاقات والتفاهمات التي توصلا إليها فيما بينهم منذ سنوات إلى الأن .

 


لن تفتح الافاق والأبواب أمام الشعب الفلسطيني ولن يهزم الأحتلال طالما أن الحركة الوطنية الفلسطينية مشتتة منقسمة تأخذ شرعيتها وقوتها وإستمرارية عملها من سلطات الاحتلال لا من شعبها ، فالاحتلال حريص على بقاء الانقسام وغياب الوحدة ، فالانقسام والتمزق والشرذمة سلاح مجاني يحصل عليه الاحتلال من الفلسطينيين مجاناً ، وكلاهما يعرف ذلك ويصر عليه ويواصل خياراته وفق هذا الانقسام المؤذي المدمر .

 


لقد نجح الفلسطينييون وحققوا ثلاث إنتصارات كبيرة في حياتهم الأول في ولادة منظمة التحرير ووحدتها وبرنامجها وإستعادة الهوية الفلسطينية والتمثيل المستقل وكان ذلك خارج فلسطين ، والثانية بفعل الأنتفاضة الأولى عام 1987 التي أرغمت إسحق رابين على الاعتراف والأقرار بالعناوين الثلاثة : الشعب الفلسطيني ، منظمة التحرير ، الحقوق السياسية المشروعة للشعب الفلسطيني عام 1993 ، أما الثالثة فهي الانتفاضة الثانية عام 2000 التي أرغمت شارون عام 2005 على ترك قطاع غزة وإزالة قواعد جيش الاحتلال وفكفكة المستوطنات من داخل قطاع غزة ، والتجارب الثلاثة والخبرات المختزنة هي الدلالة والاستفادة من التضحيات نفسها التي قدمها الشعب الفلسطيني ووحدته وتماسكه التي أرغمت الإسرائيليين على ما وافقوا عليه ويتراجعون عنه حالياً بشكل تدريجي .

 


الفلسطينيون يحتاجون لثلاث خطوات عملية أولها برنامج سياسي مشترك من الجميع وعلى الجميع ، وثانيهما مؤسسة تمثيلية موحدة هي منظمة التحرير وسلطتها الوطنية ، وثالثها أدوات كفاحية متفق عليها ، بدون ذلك سيبقى التنسيق الأمني هو عنوان وسقف السلطة في رام الله ، وستبقى تفاهمات التهدئة هي عنوان وسقف السلطة الحاكمة في غزة ، وكلاهما سيبقى أسيراً لهذه السياسة العرجاء التي يفرض قوانينها وإلتزاماتها الاحتلال الإسرائيلي وليس أحداً غيره .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع