أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأردن: قبول 196 توصية دولية متعلقة بحقوق الإنسان خليل الحية ينفي نقل مكاتب حماس من قطر تكدس خيام النازحين غرب دير البلح وسط القطاع سموتريتش يدعو قطع العلاقات وإسقاط السلطة الفلسطينية جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائيلي يرد شك في سلوكها .. الأشغال 20 سنة لزوج ضرب زوجته حتى الموت ودفنها في منطقة زراعية انقطاع الإنترنت وسط وجنوب قطاع غزة مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره علنا انتشال نحو 392 جثمانا من مستشفى ناصر بغزة على مدار 5 أيام 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب بايدن يدعم حرية التعبير وعدم التمييز في الجامعات ونتنياهو يدعو للتصدي إدارة السير: لا تتردد في إبلاغنا ! الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة اليوم 202 للحرب أسعار الخضار والفواكه في السوق المركزي الخميس الأردن على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام الاتحاد الأوروبي ومركز الدراسات الاستراتيجية يعقدان مؤتمر "الطريق إلى شومان" 1,223 مليار دينارا قيمة الصادرات الكلية للأردن حتى نهاية شباط الماضي خصم (تشجيعي) على المسقفات من بلدية إربد "آكشن إيد": غزة أصبحت مقبرة للنساء والفتيات بعد 200 يوم من العدوان على غزة
المطبخ السياسي والمطبخ الشعبي
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة المطبخ السياسي والمطبخ الشعبي

المطبخ السياسي والمطبخ الشعبي

04-05-2016 10:30 PM

العملية السياسية في الوطن العربي يمكن تشبيهها بالحالة الأقرب للمطبخ السياسي الخمس نجوم ذا الأكلات الفاخرة التي تتناسب والطبقة الاجتماعية الارستقراطية التي ترتاد تلك الأماكن،وتطلب أكلات لم يسمع بها اصلاً المواطن المُعدم ،ومطبخ الحارات ،او المطبخ الشعبي لعوام الشعب ، الفقراء ومتوسطي الدخل،هذا هو المثال الأقرب للمطابخ العربية بشقيها الفاخر، والشعبي .

مطيخ النُخب استطاع تجريد عامة الشعب من الوعي الفكري،وتهجينه ، وعدم تشويقه لأكلات البرستيج النخبوية ولا أسمائها ومصادرها ،وطرق طهيها ،أو طيب مذاقها ،وتم اقناعنا أن الزهد والكفاف من أجل مصلحة الوطن هو من أسمى أمانينا مقابل المن والأمان ،كي تبقى مطابخ الخمس نجوم حصريا على الاثرياء كما هي المطابخ السياسية حصريا على فئة من السياسيين الذين يديرون شعوبهم كقطاع الخراف تأكل أينما تم توجيهها والقبول بما تجد وما يُقدّم لها ، ولم يترك للمواطن العربي الا التغني بشغارات رنانة تم تأجيرها لعقلة تلبي بساطته كي يتسلى بها لتثير حماسته ودفاعه عن مكاسب الفاسدين باسم حب الوطن .

الشعب العربي بشكل عام وحتى الغالبية من فئاته النخبوية ،او من يُطلق عليهم المفكرين والمحللين ،والكتاب، وقادة الفكر والرأي ، لا يختلف تفكيرهم من خلال طروحاتهم وآرائهم وكتاباتهم كثيراً عن بقية عوام االشعوب العربية ذات الأفق الضييق والرؤيا المحدودة ،وهؤلاء إما ان الظروف جعلت منهم كتاباً بهذا المستوى في زمن الجهل لليوم ،أو انهم يعرفون ويحرفون طمعا بمناصب ومكاسب مادية أو سياسية .

المطبخ السياسي الخمس نجوم أو من يديرون العملية السياسية بصورة مباشرة ، تفكيرهم وادارتهم لإمور الدولة وسياستها تختلف كثيرا عن تفكير عوام الشعب، أو الرعاع، لأن اغلب شعوبنا فعلا رعاع ، لذلك هؤلاء لهم رؤيا مختلفه، وتفكير مختلف، وخطط مختلفه،وبينهم تفاهمات وانسجام تام على الامور الخارجية والداخلية،فهموا اللعبة السياسية جيدا ،فجمعوا بين مصالحهم كفريق واحد ،وبين ما يُملى عليهم احيانا حسب الظروف السياسية ، وسياسة التلون والمراوغة داخليا وخارجيا ، واغلب ما يتم تداوله بين النُخب لا يمكن أن يقال بالنشرات الاخبارية ،او بالتصريحات الرسمية ،والمؤتمرات الصحفية .

هناك امور تديرها القيادة السياسية النخبوية المعنية تتعلق بدول اخرى من خلال التحالفات للإطاحة بانظمة ، أو التنسيق لعمليات عسكرية سرية مشتركة لا يُفصح عنها كارسال قوات محددة لمهام خاصة ، وبعض الامور السرية في مباحثات السلام العربية ، وامور اقتصادية لا يمكن اطلاع الشعب عليها ، هذه الامور لا يطلع عليها المواطن العادي ولا اغلب كبار المسئولين الا من خلال بعض التسريبات بين الاصدقاء السياسيين الموثوقين بين بعضهم في الصالونات السياسية .

اختيار القيادات السياسية في مفاصل الدولة واعني الدول العربية بشكلٍ عام هي ليست علاقات مرتبطة بقرب الشخص من الحاكم فقط ،ربما القرب والعلاقات الحميمة تأتي مع مرور الوقت ويتم توطين الثقة والعلاقة بحجم الاسرار التي تم الاطلاع عليها والمنفعه المتبادلة ، ولكن هناك علاقات دولية تمليها المصلحة العامة في تحديد هوية هذه الشخصية التي احياناً تبرز للسطح فجأة ولم يتوقعها احد من قبل ، وغالباً يتم املاء هذه الشخصية وفرضها من قبل بعض الدول الغربية أو لنقل التوصية عليها بتولي مناصب قيادية حساسة بأجهزة الدولة ، وغالبا تعتبر التوصية بهذا الشخص ان هذا من مصلحة النظام أو ما يسمى مع الوقت بحاشية الرئيس أو الملك ،ومن هذه المناصب الحساسة مثل منصب رئيس الوزراء ،أو وزير الداخلية ،والخارجية ، ومدراء الجهزة الأمنية ، وهناك أسبابا أخرى للإختيار لن اخوض بها ، واحيانا العلاقات العربية العربية لها دوراً ضاغطاً في اختيار شخصيات لها علاقات جيدة ببعض الدول العربية،لتحسين هذه العلاقات ، واحيانا تاتي التدخلات العربية في تحديد هوية شخص ما لتسلم منصب قيادي من خلال اقتران المساعدات بتنفيذ تلك التوصية ،او من باب تحسين العلاقات والتحالفات بين الدول العربية بعد فتور او توتر في العلاقات الدولية ،وللمثال كما كانت تفرض السعودية الحريري رئيسا للوزراء في لبنان مقابل الدعم المالي والمساعدات .

اختيار روّاد المطبخ السياسي ليس مشروطاً بالعلم والفطنة،والذكاء، في عالمنا العربي هذا لا قيمة له ،ولا بالولاء والانتماء للوطن،او الشهادات العلمية والخبرات ولم يضع العرب يوما الرجل المناسب في المكان المناسب ، غالباً يفضّل الساذج والمطيع ، والقادر على تنفيذ الأجندة الداخلية والخارجية ،وفي لحظة ما يمكن ان يُقدّم قرباناً أو كبش فداء ويطرد خارج السلطة ،او يُسجن في حال انتهى دورهُ الوظيفي ولنا في اليمن،وليبيا ، خير دليل .

في المطبخ السياسي المحدود العدد ،هناك اموراً يتم تنفيذها ورسمها والاتفاق عليها ،حتى اعضاء الحكومات (الوزراء)،واعضاء البرلمان ،والأعيان،واغلب القيادات الأمنية لا يعلمون بها ،ولا يطلعون عليها ،وهناك خططا استراتيجية ترسم بسرية تامة ، حتى وان تم اظهارها للعلن فإنها تخرج بسيناريو لعامة الشعب تحمل شعاراً لغير الهدف المعلن عنه .

أما عامة الشعب او اغلب المحللين فإن تحليلاتهم لا تتعدى الأفق الضييق للخبر الذي تم تداوله ونادرا ما تجد تحليلاً ذا بُعد استراتيجي ،وتبقى الاراء والأفكار التي تُطرح مجرد تكهنات،ووربط للأحداث المرئية والمسموعة ،وهذه التكهنات نادراً ما تصل للهدف الحقيقي للخبر الغير مُعلن عنه،فالخبر يحملُ اهدافا استراتيجية وخططا بعيدة المدى تحتاج سنوات لتلمس اثرها وحينها يتم نسيان الخبر وما تم تحليله وتداوله .

عامة الشعب أو المحللين غالباً يحملون الشخصية التي تتبوأ المنصب السياسي مسئولية ما تم اعلانه على اعتبار أن هذا الوزير، او رئيس الوزراء ،او من يتولى أي منصب كان أو يكلف بأي مهمة خارجية ،مسئولية الذي يحدث والأمثلة كثيرة في تاريخنا السياسي ، لكن ما نود قوله هنا أن اختيار أي شخصية قيادية في المناصب المتقدمة التي تدير العملية السياسية في السلطة التنفيذية كأعلى منصب هو منصب رئيس الوزراء وهذا من مسئولية الملك او رئيس الدولة يختار الشخص الذي يضع فيه ثقته ،وبما ان العرب ماهرين في التنسيق الأمني فغالبا هناك تنسيقا بين الأجهزة الأمنية في رفع مجموعة من الاسماء للجهة المعنية بالاختيار ،على اعتبار ان هذا الرئيس هو من سيختار اعضاء حكومته لاحقاً ،حتى هنا كما اسلفنا اختيار بعض الوزراء احيانا يفرض من الدولة على رئيس الحكومة لاعتبارات تم ذكرها تحددها الظروف السياسية الداخلية والخارجية،وغالبا لا يتم تغييرها وخاصة الخارجية ،والداخلية .

التحركات التي يقوم بها اي مسئول في منصبة ،كوزير الخارجية ،او من يكلفه رئيس الدولة ليقوم بالانابة عن شخصه بمهمة خارجية، هذا الأمر يخص رئيس الدولة،فهو من يختار هذا الشخص لظروف معينة لتأدية الدور المناط به،وهذا يدل على رضاه عن تلك الشخصية ويضع كل ثقته بها ،اذا دوره هو دور رئيس دولته وان اردنا ان ننتقد هذه الشخصية فإن هذا يعني اننا ننتقد من قام بتكليفه لتادية هذا الدور،ولماذا نسلط الضوء على الشخص ونتناسى من قام بتكليفه إن كان غير مؤهل ،او ليس كفؤاً، او غير مؤتمن على سياسة وطنه ، علماً أنّ هذا الأمر يحصل في كثير من دول العالم احيانا كرعاية مباحثات السلام تكلف الادارة الامريكية شخصية مستقلة كانت تتبوا منصبا سياسيا ولكنها تقوم باعمالها انابة عن دولة كبرى وباسمها .

وهنا ننوه الى الحملة الشعبية،واحياناً شبه الرسمية التي يتم شنها على رئيس الديوان الملكي السابق باسم عوض الله ،وانا لست بصدد الدفاع عنه، أو تبرئته من اي كلام يقال عنه، سلبا او ايجاباً، ما تم ذكره بالمقال ينطبق على معاليه الذي تبوأ العديد من المناصب ولمعرفتها راجع (الويكيييديا ) تقرا كل المناصب التي تسلمها ، ولكن اهم نقطة اود قولها انه شخصية مقربة من جلالة الملك والا كيف يتبوأ منصب مدير مكتبه الخاص الذي يطلع على كل اسراره ويرتب له كل مواعيده ولقاءاته ،ثم رئيسا للديوان الملكي العامر ، وعدداً من الوزارت ، وسواء كان (باسم) شخصية مقبوله شعبيا ،او مرفوضه شعبيا بغض النظر عن الأسباب ،فإن المطبخ السياسي الخمس نجوم لا يلتفت لهذه الإمور على اعتبار ان مصلحة الوطن أكبر ،والسبب كما ذكرت سابقا أن هناك اموراً لا يطلع عليها حتى كبار السياسيين ومعظم الوزراء ، وأن بقاء مثل هذه الشخصيات قريبة من القيادة وصنع القرار ،وقيامها بالعديد من الادوار التي تكلف بها ربما تفرظها الظروف السياسية والاقتصادية ،والوضع السياسي والعسكري المشتعل بالمنطقة لأنها تلقى قبولا من جهات خارجية وداخلية تدعم عملها ونشاطها ، أما الحملة الشعبية على باسم عوض الله وغيره ،فهذا غالبا ينتج عن التنافس السياسي بين كبار رجالات الدولة ومحاولة اغتيال الشخصية لتنحيتها كما تفعل الضرائر لتفوز كل منها بحب زوجها ، والظروف الاجتماعية للأسف مناسبة للسماع للمروجين الذين يغتالون اي شخصية سياسية .

واذا اردنا ان نتحدث عن شعبنا الاردني بالخصوص بهذا الجانب ،لازال المواطن الاردني ينظر للوطن على انه مناصب، ومكتسبات أو مكاسب ، ومحاصصة عشائرية ،ومن خلال ما يُنشر بالصحف وما نقرا من تعليقات واراء على المقال او الخبر، نرى أن اغلب التعليقات تصب في مجال واحد وهو الادعاء ان هناك تهميشاً للأردني الأصل ، والقضية ليست كفاءات ومؤهلات ،بل البحث عن منصب لابن العشيرة او القرية، ويرى الكثيرون أن تعيين اي اردني ليس من اصول وجذور شرقية يعتبر تهميشاً لأبناء الوطن الأصليين،ونقرا ان الوطن مليئ بالكفاءات ، وهذا لا ننكره ولكن الحقيقة ان كل المناصب الأمنية والرتب العسكرية هي حصريا للأردنيين ،ورئيس الوزراء والديوان ،واغلب الوزراء ،والنواب هم من اصول اردنية ،واقول ذلك لأن المقال يتطلب ان نكتب بهذه الصيغة ،ولكن اعود واقول أن العملية السياسية كشبكة العنكبوت وليست كما يفكر اي مواطن عادي ولو اياً منا استلم مثل هذه المناصب لتغيير تفكيره كلياُ وأصبح أداة يسير وفق ما تمليه عليه العملية السياسية مكرها أو برغبته .

طبعا ما يتم طرحه من قبل عامة ابناء الوطن بهذه الطريقة على الشبكة العنكبوتية ،ا من خلال التعليقات ، هذا يؤكد أننا لم نصل بعد لمرحلة النضوج السياسي، ومفهوم الوطن ، والمواطنة ، والوطنية،ويؤكد أننا لازلنا نؤمن بمفهوم العشائرية والأحقية في ادارة الدولة دون النظر للطروف الخارجية التي كان من ابرز معارضيها دولته عندما كان من اكبر المعارضين و قال اوصلوني للدوار الرابع ، وبعدما وصل ضج الشعب من الرابع والعاشر لأن من يصل الى المطبخ السياسي يكتشف انه كان يعيش في حياة الوهم والخيال وأن الامور تسير عكس ماكان يتوقع، وان ما كان يتخيله وجده خارج حدود مقدرته على الانفراد في قيادة العملية السياسة بشكل منفرد كما يشاء او كما كان ينظر على من سبقه ،وأن الظروف الداخلية والخارجية أقوى من ارادته او مقدرته حتى على ايصال الحقيقة الكاملة للرأي العام والبوح بها .

لذلك نلخص ماجاء بالمقال ان ما يدار بالمطبخ السياسي والعملية السياسية الداخلية والخارجية تختلف اختلافا كليا عن تفكير عوام الشعوب وحدود معرفتهم وادراكهم بما يجري بالسر والخفاء نتيجة المتغيرات السياسية ،والاملاءات الخارجية واستغلال الظروف الاقتصادية وعجز الموازنات ،وتبدل المواقف الدولية كل لحظة ،ولا يعلم بذلك الا من يصل الى ذلك المكان ويجلس معهم حينها يسمع ويرى حينها سيتغير نمط تفكيره ،واختيار تلك الشخصيات وتداولها بالعديد من المناصب او تدويرها هو نتيجة نفس الظروف السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، ومراحل عملية السلام المختلفة التي تمر بها المنطقة ،والتدخلات الخارجية العربية والغربية هي غالبا من تملي اختيار تلك الاسماء مرة اخرى ، وعلى المواطن العربي أن يغير من تفكيره ونظرته للدولة على انها دولة ومؤسسات تدير وطن وليست دولة محاصصة عشائرية ، فالسياسي الذي يصل الى ذلك المنصب في وقتنا الحاظر ليس مهما نسبه واسمه بقدر قبوله طوعاً ان يكون شريكا في تنفيذ كل الاجندة التي تطلب منه بخاطره او مجبراً،ويجب أن نزيل الوهم أن فلانا أكثر وطنية من فلان، السياسة لها دينها المستقبل،وفلسفتها المستقلة ،لذلك ان عشقنا الوطن نحاسب على الاخطاء ولا ننظر للأسماء ،ونستوعب ان العملية السياسية يتحمل مسئوليتها كل الشركاء وصناع القرار جميعا وليس فردا بعينه لنكسر الحلقة الأضعف فقط انما نبحث كيف نمتن العملية السياسية ونعالج الحلقة الأضعف بدل كسرها ،ومن اراد أن يحاسب من اجل الوطن فليحاسب الجميع بآن واحد إن كان فعلا صادقا ويخاف على وطنه ويضحي من اجل الشعب .

سلطان كليب





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع