أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
قرار بتوقيف محكوم (غَسل أموال) اختلسها قيمتها مليون دينار بلجيكا تستدعي السفيرة الإسرائيلية الجيش ينفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة الذكرى الثلاثون لوفاة الملكة زين الشرف بورصة عمان تغلق تداولاتها على ارتفاع الأردن: قبول 196 توصية دولية متعلقة بحقوق الإنسان خليل الحية ينفي نقل مكاتب حماس من قطر تكدس خيام النازحين غرب دير البلح وسط القطاع سموتريتش يدعو قطع العلاقات وإسقاط السلطة الفلسطينية جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائيلي يرد شك في سلوكها .. الأشغال 20 سنة لزوج ضرب زوجته حتى الموت ودفنها في منطقة زراعية انقطاع الإنترنت وسط وجنوب قطاع غزة مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره علنا انتشال نحو 392 جثمانا من مستشفى ناصر بغزة على مدار 5 أيام 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب بايدن يدعم حرية التعبير وعدم التمييز في الجامعات ونتنياهو يدعو للتصدي إدارة السير: لا تتردد في إبلاغنا ! الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة اليوم 202 للحرب أسعار الخضار والفواكه في السوق المركزي الخميس
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث سوريا، نكبة الأرض والإنسان

سوريا، نكبة الأرض والإنسان

سوريا، نكبة الأرض والإنسان

03-05-2016 11:54 AM

زاد الاردن الاخباري -

في الوقت الذي كان الكل يحرص على بقاء وقف النار متماسكاً بين الجهات المتصارعة في سوريا، جرت مصائب مأساوية جديدة، اعتصرت لها القلوب، وشابت من هولها الولدان، بحيث لا يُمكن لأحدٍ كان، المرور عنها بسهولة، قبل أن يسأل الله تعالى، الشهادة للضحايا، والموت الزؤام للفاعلين أيّاً كانوا.

 


الاحتجاجات التي بدأت في سوريا منذ 2011، لم تعمر طويلاً، بسبب تطوّرها إلى حربٍ أهليّة، شملت أنحاء البلاد، وخاصة عندما توصلت الحكومة السوريّة والمعارضة إلى قناعة، بأن الجلوس معاً لا فائدة منه، ثم ما لبثت الأوضاع حتى أخذت طوراً أخر، بدخول أطرافٍ أخرى إقليمية ودولية في أتونها، وبأهداف متناقضة وأحياناً متشاركة، وسواء من حيث المصالح الخاصة، أو من حيث الرغبة في محو سوريا من الخريطة الدولية باعتبارها الدولة المتبقية من دول الممانعة.

 


ففي البداية لم يكن داخل سوريا أي تواجد لأي قوىً خارجية، لا قوات الناتو، ولا قوّات أمريكية و لا تركيّة، ولم تكن هبطت أي قوات إيرانية، أو من مقاتلي تنظيم حزب الله، أو قوّات روسيّة، كما لم تكن هناك أيّ جماعات مسلحة، كتنظيم الدولة "داعش" وجبهة النصرة وغيرها، باعتبارها جماعات إسلاميّة، أخذت على عاتقها مهمّة إزالة النظام السوري وإقامة الدولة الإسلامية، فالأطراف السوريّة، هي التي انقسمت على نفسها، وهي التي استدعت تلك القوى، والتي رأينا كيف فاقت مضارّها على منافعها، فيما لو كانت منافع.

 


على مدار الأزمة، كنّا حصلنا على المزيد من المشاهد الدمويّة المؤلمة، ومن الصور الكارثيّة القاتلة، وسواء من حيث أعداد القُتلى والجرحى والمفقودين، أو من حيث لجوء الملايين من الهرب والنجاة بأنفسهم إلى خارج البلاد، ناهيكم عن الأوضاع التي طافت بالشرور والأضرار على مقدرات البلاد ومدّخراتها.

 


فقد أنبأت تلك الصور والمشاهد وبشكلً واضح، بأن سوريا مصيرها التفسخ والانقسام، وفي ضوء أنّ كثيرين باتوا مقتنعين، بأنّ القوى العالمية الكبرى، هي متواطئة بالفعل في التضحية بالمكانة السورية وبالإنسان السوري، وحتى في حال لم يبقَ على الأرض نافخ نار، وذلك في سبيل تطبيق خريطة جديدة للمنطقة، تفوق مؤامرة (سايكس بيكو)، والتي مزّقت الأفئدة العربيّة قبل تمزيق بلدانها.

 


كان الأسوأ، هو أن ضراوة الحرب بين الأطراف المتقاتلة بدت متكافئة، حيث كانت وفي كل يوم، تتبادل ادعاءات النصر المؤزّر على الخصوم، إمّا بالإعلان عن قتل المزيد من المقاتلين، أو بدحرهم والاستيلاء على عتادهم، أو بتحرير الأرض أو باستردادها، ولذلك كان أمد الحرب ممتداً وحافلاً باقتراف الجرائم، والتي ليس لها رخصة أو غفران.

 


خلال الفترة الأخيرة، كنّا شهدنا ما يُشبه التعاونات بين الجيشين الأمريكي والروسي، والتي أسفرت عن التوصّل إلى اتفاق حول وقفٍ لإطلاق النار، ليس حناناً بسوريا، أو لإنجاح(مفاوضات جنيف) المنتظرة، وإنما لضيقهما ذرعاً بنشاطات وأهداف بعضهما البعض، حيث لم تكد تهدأ الأوضاع وتزول المخاوف، حتى عاودت الحرب أوارها وعلى نحوٍ أشد، بحيث ضجّت الضمائر الحيّة بأجمعها، عندما شاهدت كيف يتم تدمير حلب على رؤوس سكانها.

 


إن ما لا يقل خطراً، هو أن القوى المتدّخلة، لا يُمكنها التخلّي بسهولة عن الأهداف التي خاضت تدخلاتها من أجلها، وفي ظل عدم تواجد أهداف وسطيّة أو إنسانية مشتركة ذات قيمة، ولذلك فإن كافة الجبهات ستكون غير قابلة للهدوء، وفي ضوء أن تلك القوى تستعد لخوض جولات أخرى جديدة من المعارك، وبدون أي حساب للأرض والإنسان.

 


على أي حال، وبناءً على تطورات الأوضاع هناك، فإن أحداً لم يعُد، وحتى من ليس لديه حفنة من ضمير، له القدرة على استيعاب ما يحدث، خاصة وفي حضور يقين لا جدال فيه، بأن ما يحدث من قتل وتهجير، وتدمير وتخريب، هو يتلاءم والمصالح الأمريكية والوجود الإسرائيلي منذ البداية، وفي النهاية، ستكون له آثاراً استراتيجية بعيدة المدى، لا تنحصر على سوريا بمفردها، بل ستشمل النطاق العربي برمّته.

د. عادل محمد عايش الأسطل 





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع