أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
حماس ترد على بيان الـ18 : لا قيمة له الذكور يهيمنون على الأحزاب الأردنية المومني: الأحزاب أصبح لها دور واضح في الحياة السياسية الأردنية القيسي: لا شيء يمنع تأجير قلعة القطرانة لمستثمر أردني وتحويلها لفندق سموتريتش: حان الوقت لعودة الموساد إلى التصفية. أردني يبيع عنصر أمن ماريجوانا .. ماذا قالت المحكمة؟ - فيديو. استطلاع: 53% من الأميركيين لديهم ثقة ضئيلة بنتنياهو. الحكومة تتعهد بتسهيل تدفق السواح الروس للأردن الملك والرئيس الفرنسي يبحثان هاتفيا التطورات الراهنة خبير: معرفة المقاومة بتحركات القوات الإسرائيلية مثيرة للتساؤلات. بن غفير: نتنياهو ينتهج سياسة خاطئة. اعتقالات بالجامعات الأميركية بسبب غزة وفاة خمسيني بحادث تدهور في الاغوار الشمالية لبيد: يجب على نتنياهو أن يستقيل حزب الله: نفذنا هجوما على مقر عين مرغليوت "الجمارك" : لا صحة لمنع دخول السيارات الكهربائية ذات البطارية الصلبة للأردن الأردن .. 3 شبان ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء البرنامج الأممي الإنمائي: بناء غزة من جديد سيتطلب 200 سنة كميات الوقود الواصلة إلى مستشفى في شمال قطاع غزة "قليلة جدا وتكفي لأيام" الولايات المتحدة و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن المحتجزين مقابل وقف طويل لإطلاق النار بغزة
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث محنة العربان في اخر الزمان

محنة العربان في اخر الزمان

محنة العربان في اخر الزمان

03-05-2016 10:39 AM

زاد الاردن الاخباري -

((( قال المفكر العربي علي الوردي ذات وجع :ـ ويلُ للقراء من كاتب لا يقرأ ...نقول على ما قاله مفكرنا العبقري:وويلُ لـ ـ يميني ـ خلع "جُبته" ليرتدي مسوح منصب رسمي بضعة اشهر ليغنم ما وصلت اليه يمينه من مكاسب دنيوية بينما هو يعد البسطاء باخرة سعيدة. وويل لـ ـ يساري ـ اذاب "منجله و شاكوشه" في اتون الحكومة ليحصد كرسياً وزارياً وينعم بامتيازات كثيرة على حساب الطبقة المسحوقة " البروليتاريا " بعد ان كان على الحصيرة...

 

طبعاً هذا شأنهما و حقهما ان يكونان ما يكونان لكن ليس من حقهما ان يخرجا على الامة بمخزونهما التاريخي الزاخر بضروب الشعوذة و افانين التدجيل و الاعيب التضليل وفنون التطبيل ليعطيا الناس دروسا في الطهارة الوظيفية فهذا ليس من حقهما فالاولى بهما ان يبدأ بتطهير نفسيهما من لحق بهما من ادران ))) .

 


*** التشخيص السليم نصف العلاج بينما النصف الآخر لا يتأتى الا عند سبر اغوار المرض للحصول على وصفة علاجية شافية.

 

الواقع العربي مزرٍ ومشوه،يجب الغوص فيه لا لإستخراج اللؤلؤ من قيعانه بل لتخليصه من علله .هندسياً الخط المستقيم اقرب مسافة بين نقطتين،فمن استقامة التفكير اذن، الاعتراف باننا نعيش في مستنقع آسن من جهل وتخلف وأُمية.ربطة العنق،السيارة،الشهادة ليست مؤهلات ثقافية،ربما والعلم عند الله ان تكون عدة نصب واحتيال،وبالتالي لا تؤهل مثل هذه الاشكال الدخول في الالفية الثالثة. الفية العملاقة لا مكان فيها للاقزام، ولا تذاكر ركوب في قطارها الا لاهل العلم و العمل.من هنا كان واقعنا المقلوب لا ينصلح الا بالانقلاب عليه و احداث ثورة شاملة على راس سلمها تغيير المناهج التعليمية فـ ( من الكتاب تبدأ إعادة البناء...بناء العقول وبناء القلوب ) .

 

وهدم ما هو قائم شكلاً وآيل للسقوط موضوعاً ثم تجريف المفاهيم الخاطئة والمُخلفات البالية لاعلاء بنيان دولة حديثة بمواصفات عصرية اما الاصلاحات الترقيعية،رقعة هنا ورقعة هناك هي فاشلة بامتياز.

 


في زمن الحوسبة،فان التعليم عندنا كارثي . لم يزل تلقيناً سطحياً يعتمد الحفظ الببغاوي لا البحث العلمي والنقل الحرفي لا إعمال العقل.فصاحب الذاكرة القوية يحصل على اعلى شهادة اكاديمية بِمَلَكَةِ الصم.شهادة تؤهله فك الخط ومعرفة الكتابة والحصول على وظيفة.ما يؤلم ان الكثير ممن يتبؤون مواقع حساسة يكتبون العربية بالطريقة الهيروغليفية...

 

اخطاء املائية شنيعة،فظائع نحوية ،تراكيب لغوية بحاجة الى مجمع لغوي لفك طلاسمها. كلمات مرصوفة ومصفوفة الى جانب بعضها، تشبه الى حد كبير تبليط غرفة رطبة لا تدخلها الشمس،اما الثقافة هي لعنة الامة، ليست شبه معدومة بل معدومة،فجُل المُشتغلين فيها والمهتمين بها،والمتحدثين عنها قلة قليلة يتسع لها لقلتها راس دبوس.

 

الروائي نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل لم تزد مبيعات افضل رواياته على ثلاثة الآف نسخة بينما لعبة كرة قدم نهايتها مشاجرة وتراشق بكلمات بذيئة فالملعب يضيق بالمهووسين فيها.

 


الامة تعيش اشد حالاتها انحطاطاً سياسياً،فكرياً،ثقافياً.حصيلة الحالة امراضاً اجتماعية،وخرافات مضادة للعقل والحياة.فانت تصاب بالصدمة والخيبة من متعلمين لا تمنعهم شهاداتهم العليا من الايمان بخزعبلات مضحكة،فيما الاسوأ انهم يدافعون عن قضايا غير منطقية باستماتة.تراهم يسبغون على خرافات بائدة هالة من القداسة كانها نصوص مقدسة لا يجوز الاقتراب منها رغم ان الدين والعلم يحصنان حاملهما ويحضانه على التفكير...افلا تعقلون ... افلا تبصرون...افلا تتفكرون،ومع ذلك فان العقل العربي يصر في الالفية الثالثة على "صنمية" الحاكم بامره مع ان سيدنا محمد صلوات الله عليه حطم الاصنام،و قبله سيدنا ابراهيم هشم رؤوسها.فمن المعيب ان ينتصر مثقف لنظام مستبد.،وكم فجعنا بقوائم عار تضيق باسماء الكُتاب و الاعلاميين يعتاشون على الكلمة الضالة المضلة من انظمة قمعية تعامل رعاياها كالاغنام .الابشع ان العقل العربي صنع تابوهات فرعية الى جانب تابو الحاكم :ـ القبيلة ، المذهب، الطائفة،تابوهات تناقض العقل باعتباره اداة كاشفة طوّافة في الزمان والمكان لازاحة الخزعبلات و استجلاء الحقائق.التمسك بالدين والتراث يعني بالضرورة اسقاط فتاوى فقهاء السلاطين واجتهادات العلماء المتزلفين و التوقف الفوري عن توظيف الدين لخدمة سلطة الحاكم،وتبرير جرائمه ونقائصه.بهذا نحمي نقاء عروبتنا وصفاء اسلامنا.

 


العولمة تسير بخطىً حثيثة من خلال كيانات ضخمة بينما يعود العرب الى عهد ملوك الطوائف لبناء كانتونات صغيرة ضمن دول رضيعة حليبها بالدين على فاتورة البنك الدولي،ويتهافتون على المحاصصة،والتعلق بالمذاهب والطوائف والقبيلة حتى الدين الواحد قسّموه الى سنة و شيعة، زيدية و ازيدية،موارنة و ارثوذوكس.وبدلاً من استلهام الوحدة الاوروبية في بناء كتلة عربية صلبة متماسكة،استهواهم النموذج اللبناني في اسوء حالاته فلكل حارة مختارها،فيما طرابيش الزعامة بالعشرات،تدافع كل طائفة عن طربوشها.في ظل هذا الوضع تلاشى مفهوم الدولة وغابت الامة.يحضرني قول تشومسكي المفكر الامريكي الذي منعته اسرائيل من دخول اراضيها عبر الاردن قبل اعوام لمهاجمته عنصرية الدولة العبرية في تعاملها مع الفلسطينيين : " لكي تسيطر على شعب عليك فصله عن بعضه حتى يصبح اقليات صغيرة من اجل العبث فيه وتحريكه كيفما تشاء".اليمن،العراق،سوريا،ليبيا،دول تفتت حتى صارت الهوية الفرعية اهم من هوية الدولة،والمذهب هو الاصل بينما الدين استثناءً وهذا ما يحدث في عراق اليوم.

 

من عجيب القول ما قاله المفكر العربي علي الوردي قبل عقود : ـ " ان الانسان العراقي اقل الناس تمسكاً بالدين،و اكثرهم انغماساً في المذاهب.تراه مُلحداً من ناحية وطائفياً متشدداً من نا حية اخرى".

 


منذ فجر الكون لم يخلف الفجر وعده بالظهور على الكرة الارضية ودحر الظلمة لكن العرب ظلوا استثناءً من هذه السُّنة الكونية، يعيشون في عتمة القرون الوسطى . فبدلاً من التقدم خطوة للامام، تراهم يتراجعون الى وراء الوراء.يفتتحون غرف تعذيب "خمس نجوم" للمعارضة بينما مدارسهم مستأجرة، يُضّيقون على العلماء لاجبارهم على الهجرة ثم يستعينوا بالخبرات الاجنبية.يحبسون شعوبهم في اقفاص كانها حيوانات متوحشة فيما يُطلقون ايدي النخب لسرقتها و التنكيل بها.انظمة دموية حشرت الشعوب المغلوبة على امرها في زواية ضيقة فلم تجد امامها ـ اي الشعوب ـ سوى " خيار شمشون في هدم المعبد ". الانظمة العربية شكلت صدمة تاريخية عنيفة لشعوبها بعد ان وجدت نفسها على بلاطة.مستقبلها سراب و اوطانها خراب.

 


في الغرب عكسنا تماماً،قامت الحضارة على اعطاء الاولوية للعقل والعمل تحت مظلة برلمانات منتخبة،صحافة حرة متحررة من الرقابة القاتلة،فنجحت كلتاهما في المراقبة، المحاسبة و المساءلة، فبلغت القمة،وهبطنا للقاع بازدراء العقل وسيادة الدولة الريعية التي فرّخت الكسالى و الاتكاليين و الحرمية ،ناهيك عن صحافة محنطة تدار بالريموت كنترول من دهاليز معتمة من لدن اناس جهلة ورؤساء تحرير لم يقرأوا كتاباً في حياتهم،مجالس نواب مزورة تبصم بحوافرها،حكومات ذوات رؤوس متعددة تحرك خيوطها دول عميقة تقبع في في غرف مقفلة. النتيجة الحتمية كما وصفها حرفياً المفكر العربي د. جودة عبد الخالق :ـ ( ان الوطن العربي بمعيار الخريطة الاستراتيجية الدولية يعيش في حالة " فراغ " مطبقة ). لذلك تكالبت عليه الكلاب المسعورة،تنهش اراضيه قطعة قطعة،وكأن الوطن العربي بقعة جغرافية خالية من السكان،اما من الناحية الانتاجية يعيش العربان في القرن التاسع عشر ومن الناحية الاستهلاكية يعيشون في القرن الواحد والعشرين لا يساهمون في الحضارة الانسانية الا بتصدير المواد الاولية ).

 


لا يجب ان يلوم العرب غير انفسهم.فقد وقفوا مع الغرب ضد انفسهم.اعطوه اكثر من المطلوب منهم.رغم ذلك وصفهم بيل كلينتون ذات حقد مستهزءاً :ـ " الغرب يتقن صناعة رقائق الكمبيوتر اكثر مما يتقن العرب طهي رقائق البطاطا ". باع العربان تاريخهم ، وقدموا الجغرافيا للقوات الغازية لتدمير دولهم رغم اعلان بوش انها حرب صليبية مدعياً حينها ان الرب امره بها للتعجيل بظهور المسيح.لم يتعلم الحمقى الدرس من هذا الاحمق،حتى.جاء اوباما الذي هللوا لسواد وجهه،وفرحوا باسم ابيه حسين حاملا القشة التي اناخت البعير العربي فقال اثناء خطبة الوداع في عقر دارنا :ـ " ليس للعرب ان يلوموا سوى انفسهم،في حين كال المديح لايران باعتبارها دولة حضارية ذات قاعدة عملية وتعليمية صلبة،ولم يذكر القضية الفلسطينية بكلمة واحدة الا انه تباهي باحقاق العدل بقتل الشيخ اسامة بن لادن كأنه حقق معجزة:ـ " اسالوا اسامة بن لادن" ـ .فاذا كان قتل الشيخ انجازاً تاريخياُ للرئيس الخسيس وجيوشه العظيمة.اذن لماذا تخافون وتخفون جثته ؟!.

 


هبوط اسعار النفط ،الحروب البينية العربية،تخلي امريكا عن حلفائها بطريقة مذلة،تجميد القضية الفلسطينية،استدارة البيت الابيض من الرياض الى طهران.ضربات قاسية دفعت الامير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي طرح رؤية (2030 ) للاعتماد على الذات في خطوة تاخرت عقوداً طويلة .خطوة الهبت المخيال الشعبي.مفسر الرؤى محمد الخزيم،كشف عن رؤيا ( احدهم ) انه شاهد في المنام ان الامير امر بذبح آلآف الاغنام وتوزيعها على الناس.فسرها الخزيم انها مبشرة وفيها خير كثير،موظفاً الدين لخدمة الرؤيا ومستشهداً بحديث الرسول صلوات الله عليه :ـ " في آخر الزمان خير ما لرجل غنم يتتبع بها الجبال".يعني ان الرؤيا توحي بان خيراً قادماً او شيئاً متعلقاً بالرواتب وتوزيع الارباح سيعم البلاد والعباد.فالانتصار قادم من هذا الرجل ـ الامير ـ او ولاة الامر لعامة الشعب....!!!!!.

 


على الواجهة الاخرى لمع مقتدى الصدر بعد ان حشد الالوف ضد الفساد والمطالبة بالاصلاح التي وصلت الى اعتاب المنطقة الخضراء وهزت اركان مجلسي الوزراء والنواب.نجاحات محدودة في زمن الانهيارات الكبرى التي تعيشها الامة الهبت خيال البسطاء ايضاً في العراق الفقير الممزق،فامطروه بالمديح وكالوا له الثناء،و اسبغوا عليه من الذكاء ما لم يحظ بمثله انشتاين.فكل نأمة تصدر عنه مهما دقت وكل حركة مهما صغرت هي محسوبة بميزان العبقرية،وربما بوحي من السماء.وقد بلغ ببعض المهووسين به، الغارقين في الجهل التمسح بالسيد مقتضى الصدر، والتبرك بموطأ اقدامه ووصلت المغالاة والمبالغة الى طلب قضاء الحاجات منه،وذبح النذور تحت نعليه بحجة انه الباب الواصل الى الله،ما يدل ان الخرافة لم تزل سارية المفعول،وعبادة الاصنام قائمة بين العربان.

 


لتجاوز التخلف الاقتصادي،السياسي،الثقافي،العلمي،و انهاء التمزق القومي العربي بين الدول العربية،والانقسامات داخل الدولة الواحدة،والتحرر من التبعية الاجنبية على حكماء الامة الذين يمثلون عنوان شخصيتها،ضميرها الحي، فكرها المستقبلي من مفكرين،مثقفين،علماء،فنانين البدء ببناء مشروع حضاري على اسس جديدة،يكون حجر زاويته تحديث مناهج التعليم لمواكبة العصر والتحرر من الخزعبلات التي تتدوالها العامة كانها حقائق مسلمة،ثم تأهيل المعلم ليتوآم مع التكنولوجيا المتسارعة كي يستعيد حقه ومكانته في مجتمعه الذي دأب على ضربه،بينما يكرّم النُخب الفاسدة المعرقلة لقيم التجديد.مشوار الالف ميل يبدأ بخطوة فمن يعلق الجرس ؟ّ!.

بسام الياسين





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع