أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأردن يشيد بقرار إسبانيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية قريباً. الأردن: لن نسمح لإسرائيل أو إيران بجعل المملكة ساحة للصراع. صندوق النقد: اضطرابات البحر الأحمر "خفضت" صادرات وواردات الأردن عبر العقبة إلى النصف. طقس العرب: موجة غبار تؤثر على العقبة الآن. نتنياهو: يجب انهاء الانقسام لأننا نواجه خطرا وجوديا الاحتلال يوسع عملياته على ممر يفصل شمال قطاع غزة سقوط طائرة مسيرة للاحتلال وسط قطاع غزة. الاحتلال يعتقل أكاديمية فلسطينية بسبب موقفها من الحرب على غزة. تحذير من التربية لطلبة الصف الحادي عشر. بنك القاهر عمان يفتتح فرع جديد لعلامتة التجارية Signature في شارع مكة السلطة الفلسطينية: من حقنا الحصول على عضوية كاملة بقرار دولي الكرك .. اغلاق محلين للقصابة بالشمع الاحمر لتلاعبهما بالاختام والذبح خارج المسلخ البلدي صندوق النقد: اقتصاد الأردن "متين" وسياسات الحكومة أسهمت في حمايته وزير الخارجية يلقي كلمة الأردن في أعمال الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن نيويورك تايمز: إسرائيل ستنفذ عملية عسكرية برفح الأردن يدين تدنيس قيادات متطرفة باحات الأقصى. صحة غزة: إسرائيل نفذت إعدامات مباشرة للكوادر الطبية بمجمع الشفاء صحف عالمية: حكومة نتنياهو فقدت السيطرة الروايات المأساوية عن العدوان الاسرائيلي بغزة تتصدر جائزة التميز الاعلامي العربي القسام: فجرنا عيني نفقين مفخختين بقوات صهيونية بالمغراقة.

عيد عامل وطن

عيد عامل وطن

02-05-2016 10:35 PM

زاد الاردن الاخباري -

د . عودة ابو درويش

عيد غير سعيد , فهو دائما يندب حظه الذي أوصله إلى العمل في جمع قمامة منازل الناس , الذين ينظرون إليه نظرة دونية , لا يعرفونه إلا إذا كانوا سيشتكون من تراكم الأوساخ , أوساخهم بالطبع , وكان يعتبر نفسه قليل الهمة , من دون أحلام يسعى إلى تحقيقها , يبدأ يومه بنشاط من الصباح الباكر ويتوّجه إلى الشارع الذي خصصه له رئيس العمّال , الذي يحمل في يده دفترا كبيرا, مكتوب في صفحاته أسماء العمال الموّزعين على شوارع المدينة , أو على الأسواق , وكان عيد يحبّ أن يعمل دائما في الشوارع السكنيّة , ينظّفها من بقايا ما استهلكه أصحاب المنازل , ثمّ طرحوه كيفما اتفق غير عابئين بنظافة شوارع مدينتهم .
أمره رئيس العمّال بوجوب العمل في يوم العطلة التي تصادف يوم عيد العمّال , فلم يستسغ عيد ذلك , ولكنّه استسلم للأمر الواقع , فلا يمكنه أن يخالف الأمر. استيقظ في الصباح الباكر , دفع أمامه عربة جمع القمامة , الشارع هادئ والناس نيام , فاليوم عطلة لكل الناس ما عدا عمّال الوطن , فكّر عيد بينه وبين نفسه , ماذا لو عمل في هذا اليوم كلّ الناس , واستراح العمّال . حتما سيكون يومها سعيدا , سيلبس ثيابا نظيفة , وينطلق في نزهة إلى السوق أو إلى أيّ مكان يريده , بل سينظّم مع أصدقاءه العمّال رحلة إلى البراري , يأخذون معهم اللحم والفواكه وما يلزمهم من فحم للشواء , يلهون ويأكلون ولا يتحدّثون في ذلك اليوم عن هموم عملهم , لأنّ سكّان المدينة سيعرفون أنّه يوم راحة لعمال الوطن ولن يقذفوا قمامتهم على أطراف الحاويات وفي وسط الشارع , فهم يعرفون أنّ مدينتهم يجب أن تكون نظيفة , وهم من يعمل على اتسّاخ مرافقها أو إبقاء منظرها جميلا.
كان عيد لا يزال يحلم عندما خرج من بيته أحد السكّان وبيده سيجارة , رماها على الأرض , داسها بقدمه , فتح باب سيّارته , أخرج منها منفضة السجائر , دقّها بأرضية الشارع وأفرغ محتوياتها , وقذف بكيس فيه أوساخ باتجاه حاوية القمامة , وكأنّه لاعب كرة سلّة , غير أنّه لم يصب الهدف , فقد تناثرت محتويات الكيس في الشارع , ومن دون أن ينظر إلى عيد , أو أن يطرح عليه السلام , داس على دوّاسة البنزين , لتخرج من العادم رائحة نتنة تزكم الأنوف ,وكان على عيد أن يشمّر عن ساعديه , ويكنّس ما خلّفه صاحب السيّارة وغيره من السكّان والماريّن بالشارع , فهو يعرف تماما أنّ الناس لا يستطيعون الاستغناء عن عربته ومكنسته وساعده .
انتبه عيد إلى وصول سيّارة البلدية التي ارتفع هدير محرّكها , و أطلّ منها رأس رئيس العمال , وهو ينادى عليه بأعلى صوته , غدا صباحا عليك الذهاب إلى قاعة البلديّة , لأنّ رئيسها وأعضاء مجلسها وموظفيها سيقيمون حفلا لتكريم بعض عمّال الوطن المخلصين في عملهم , وأنت واحد منهم , ابتسم وفرح كثيرا . أمسك مكنسته بهمّة ونشاط , فهو اليوم سعيد , لا , بل عيد اليوم أسعد سعيد .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع