ربما هذا العنوان هو الأكثر قربا من وصف الحالة الأردنية فيما يتعلق بواقعها السياسي خلال السنوات الأربع العجاف التي جلس بها دولة النسور والمائة والخمسين نائبا على مقاعد السلطة التنفيذية والتشريعية ، وكانت نتيجة الطبخة السياسية تلك خلطة فريدة من نوعها ولايمكن لأي مطبخ سياسي يحترم نفسه أن يخرجها ، وعندما صرح أحد النواب بأن مطبخنا السياسي قذر وبأنه سيغادر هذا المطبخ فهو ربما صدق في شيء واحد وهو أن مطبخنا السياسي الداخلي قذر لدرجة أن رائحة نتانته قد طمست الأنوف وأصبح لازما علينا إرتداء كمامات كلما عبرنا الطريق بجوار مبنى البرلمان .
وأخر طبخات هذا المطبخ كانت عملية التصويت على التعديلات الدستورية الأخير وكيف تم في نهاية الأمر إقرارها من قبل المجلس بأرقام فلكية لايمكن تكرارها ، وكيف أن حديث بعض النواب عن صعوبة تمرير تلك التعديلات وأنهم سيقفون لها بالمرصاد كان مجرد محاولة لتقديم وصفة دعائية لتلك الطبخة السياسية القذرة ، والتي تبين أن محاولة تطبيقها كما جاءت في الإعلان الذي جعلها من أشهى الطبخات أمام الجمهور كانت كارثية وطبخة شحادين ،
والشحادين اللذين جلسوا على مقاعدهم ينتظرون لقمة من هنا أو هناك يسدون بها جوعهم لايمكن أن يخرج مطبخهم طبخة سياسية سوية ، ولكل شحاد منهم رغبته الخاصة بأكلة معينة تشبعه وتحقق له مصالحة التي من أجلها دفع دم قلبه للوصول الى زاوية الشارع السياسي الأردني كي يسبط ويبدأ بالشحدة من عابري تلك الزاوية من أعضاء السلطة التنفيذية وعابري الوطن .