زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - ولأننا أردنيون ، ولأننا نقود الإنسانية بضمائر حيّة ، تأخذنا فزعتنا إلى القومية العربية ، وإلى هؤلاء الذين تحولت أجسادهم لحطبا ، بعد قصف النظام السوري حي بستان القصر في حلب بالبراميل المتفجرة، ما تسبب في مقتل وإصابة العشرات، في الوقت الذي دخلت فيه هدنة "نظام الصمت" حيز التنفيذ في دمشق واللاذقية.
الاردنيون وقفوا مع أشقائهم في حلب ، وبدت التعليقات تنهال من كل حدب وصوب ، للدعاء لهم بأن ينصرهم ، والجميل في الامر ، أنهم وحّدوا "البروفايل" عبر مواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" ،ملتزمين بصورة حمراء ، تمثل لون الدم ، مكتوب عليها "حلب تحترق" ، على وقع مشاهد قاسية عبر شاشات التلفزة والمواقع الغخبارية ، مواقع التواصلالاجتماعي ، تدمي القلوب وتعتصر لأجلها العيون ، وتنشد الجوارح إلى مدنيين استعصت الحياة ، فارتأت الصواريخ والبراميل المتفجرة ، أن تذيقهم الموت بفجيعة الالم.
فثمانية أيام ومشاهد الرعب تأتي من حلب، على وقع دماء انغمست بها شوارع حلب ، ثمانية أيام قُتل خلالها 200 مدني في أحياء بستان القصر وباب النيرب والفردوس والمرجة وطريق الباب، على وقع دموع بكت أطفالا أبرياء ذهبوا إلى عالم آخر ، وهم في أحضان ذويهم ، وهم يودعون ألعابهم المتبعثرة في فناء المنزل المتهالك ، على وقع شاب أمسك بيد والدته فاخترق جسده شظايا انهكته ، وترك يد والدته تبحث عن يد نجلها الذي غادر الحياة ولن يعد إليها، وعلى وقع عجوز كهل على عتبة الموت المحدق به، لكن صاروخ الأسد كان له أسرع ، فمات.
نعم فزعة أردنية ، وإن لم يكن في اليد حيلة ، ولكن يبقى الشرف أن نقف مع أشقائنا في سوريا ، نشاركهم حنظلهم ، وإن كان طعمه "علقم".
حصيلة يوم الجمعة الدامي 37 قتيلاً تحت أنقاض منازلهم إلى جانب أكثر من 200 جريح، وهي الجمعة التي ستذكر في تاريخ المدينة بعد إعلان مركزها الشرعي إلغاء صلاة الجمعة في كل مساجد حلب للمرة الأولى منذ دخلها الإسلام قبل 1400 سنة نظراً لما تتعرض له المدينة من غارات جوية.
غارات لم تستهدف مركزاً عسكرياً واحداً، كما توثق المشاهد التي أتت من هناك، بينما أهداف نظام الأسد هي الأحياء السكنية والمستشفيات كالمركز الصحي في حي المرجة الذي يديره "اتحاد منظمات الرعاية والإغاثة الطبية" بكندا، وتعرض للتدمير الجمعة بشكل كامل. الجمعية أصدرت بياناً رسمياً تقول فيه إنها أفرغت المستشفى الأربعا المنصرم من الجرحى والطاقم الطبي بعد تعرضه لدمار جزئي لتعود طائرات النظام مرة جديدة وتجهز عليه.
مناطق سيطرة النظام في حلب الغربية تعرضت كذلك لقصف بمدافع الهاون، يقول النظام إن مصدره مناطق سيطرة الثوار، وهو قصف لا يمكن مقارنته بصواريخ النظام الجوية وبراميله التي تحصد في كل مرة حياة العشرات وتخلف دماراً هائلاً.