الأردن يستبعد خطة (ب) ومستعد لأي مغامرة يقدم عليها "النظام السوري"

الأردن يستبعد خطة (ب) ومستعد لأي مغامرة يقدم عليها "النظام السوري"

زاد الاردن الاخباري -

بقيت تصريحات القائد السابق لقوات الناتو المتضمنة حديثا عن خطة (ب) في سوريا، من ضمنها تدخل بري يشارك به الأردن مثاراً للجدل، رغم تقليل مصادر حكومية من أهمية التصريحات واعتبارها تفتقر للدقة.

الخبير العسكري نبيل العتوم أكد أن صانع القرار السياسي والأمني الأردني يضع في حساباته "الخطة ب" بشأن سوريا ولا يقلل من شأن هذا الأمر.

واستبعد العتوم أن يكون التدخل البري حال حدوثه من "الجبهة الأردنية" أو من بوابة درعا، بل سيكون من خلال البوابة التركية.

وأشار إلى التصريحات الأردنية الرسمية بهذا الخصوص التي استبعدت أن يكون هناك تدخل بري في الوقت الراهن من جهة الأردن.

ونوه العتوم إلى أن اللجوء إلى (الخطة ب) في سوريا لن يكون إلا بغطاء جوي من الناتو، وضوء أخضر من أمريكا، حتى لا يحدث تصادم مع الجانب الروسي الذي يقف إلى جانب نظام الأسد.

وأوضح أن هذه الخطة تحدث عنها وزير الخارجية عادل الجبير فقط، ولم يورد تفاصيلها أي مسؤول أمريكي، مرجحا أن يكون هناك لجوء من قبل السعودية وتركيا إلى اتباع سياسة "الإغراق الناري" لمعاقل داعش وحزب العمال الكردستاني.

وأكد أن السعودية وتركيا لن تغامرا بعملية برية في سوريا دون وجود "ضوء أخضر" أمريكي، الأمر الذي يستدعي تنسيقا دوليا لآليات وخطط واضحة على الأرض.

هدنة هشة وخيارات صعبة

وأكد العتوم أن الهدنة الهشة بسوريا تعرضت لاختراقات كبيرة منذ بدايتها، ولكنها تضع صانع القرار الأردني أمام خيارات صعبة لتحصين جبهته المحاذية لسوريا، خاصة وأن مليشيات حزب الله والحرس الثوري الإيراني وقوات الأسد ستعيد ترتيب أوراقها خلال الهدنة والاستعداد لأي سيناريو "قد ينطلق من الأردن".

ونوه إلى أن هذه الهدنة ستكون ورقة لكسب الوقت بالنسبة للنظام السوري والمليشيات الموالية له لإعادة التموضع، ولذلك فإن الأردن يتعامل إعلاميا مع موضوع (الخطة ب) بحساسية كبيرة خشية حدوث مواجهة أردنية سورية مبكرة.

وأشار إلى التهديدات السورية المباشرة للأردن بتوجيه ضربات صاروخية للعاصمة الأردنية عمان والمطارات المدنية والعسكرية والمنشآت النفطية، الأمر الذي يأخذه صانع القرار الأردني على محمل الجد.

وقال العتوم إن الملك عبد الله الثاني طالب خلال زيارته لواشنطن مؤخرا بتزويد الأردن بمنظومات دفاعية ونشر بطاريات صواريخ باتريوت باك3 لحماية حدوده من أي تهديدات محتملة أو أي "مغامرات" قد يقدم عليها النظام السوري وحلفاؤه.

كما طالب الأردن ـ بحسب العتوم ـ بالحصول على طائرات مقاتلة وطائرات بدون طيار؛ ولكن إسرائيل ضغطت على أمريكا لمنع تزويد الأردن بها، على حد تعبيره.

ونوه الخبير العسكري إلى أن هناك استعدادات أمريكية لتنسيق الجهود بشكل أكبر مع الأردن، خصوصا فيما يتعلق بحماية الجبهة الأردنية من أي تهديدات أو أي أخطار من جهة الحدود السورية سواء من داعش أو المليشيات الموالية لنظام الأسد.

وشدد العتوم على أن الأردن مستعد لكل الخيارات المفتوحة سواء على الجبهة الخارجية أو الداخلية، ويبقي عيونه مفتوحة على أي استهداف من قبل داعش أو الخلايا النائمة الموالية للنظام السوري والحرس الثوري الإيراني، خاصة بعد التهديدات الإيرانية المباشرة حيث أعلن أحد قيادات الحرس الثوري الإيراني عقب الانتصارات التي تحققت في درعا، بأنهم باتوا على مشارف العاصمة الأردنية وقريبا من عاصمة آل سعود!.

الخطة ب

وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير اتهم روسيا والنظام السوري بخرق اتفاق "وقف الأعمال العدائية" في سوريا، وحذّر من أن "هناك (خطة ب)، إذا اتضح أنه لا توجد جدية لدى النظام السوري وحلفائه في الالتزم بالهدنة".

جاء هذا خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الدنماركي كريستيان يانسن، بمقر وزارة الخارجية السعودية بالعاصمة الرياض اليوم الأحد، نفى خلاله نيّة بلاده التدخل بريا في سوريا بشكل "أحادي"، مشيرا إلى أن أي تدخل سيكون ضمن إطار التحالف الدولي لمحاربة "داعش" بقيادة أمريكا.

وقال الجبير: "هناك اختراقات للهدنة من قبل الطيران الروسي ومن قبل طيران النظام ونحن الآن نتشاور في هذا الموضوع مع دول مجموعة دعم سوريا، نعتقد الالتزام بالهدنة سيكون مؤشرا مهما بالنسبة لجدية النظام السوري في الوصول إلى حل سلمي للازمة السورية يشمل إنشاء سلطة انتقالية بموجب إعلان جنيف 1 وانتقال السلطة من بشار الأسد إلى هذا المجلس ودستور جديد وانتخابات ومستقبل جديد لسوريا لا مكان للأسد فيه".

فرنسا تدعو لاجتماع طارئ

من جهته أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت الإثنين أن فرنسا دعت إلى اجتماع فوري لمجموعة العمل حول وقف إطلاق النار في سوريا لبحث انتهاكات الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ الجمعة.

وقال ايرولت للصحفيين "تلقينا مؤشرات مفادها أن الهجمات بما يشمل الغارات مستمرة على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة المعتدلة".

وأضاف على هامش الاجتماع السنوي لمجلس حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة إن "فرنسا طلبت اجتماعا دون إبطاء للجنة العمل المكلفة مراقبة تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية".

ودخل وقف إطلاق نار هش بموجب اتفاق أمريكي روسي مدعوم من الأمم المتحدة موضع التنفيذ ليل الجمعة السبت وتؤكد الأطراف المعنية في سوريا الاستمرار باحترامه رغم تبادل اتهامات بارتكاب خروقات. وقال ايرولت إن فرنسا "تتمنى بقوة انتهاء الأعمال العدائية (...) لكنها ستبقى متيقظة حول تطبيق (الاتفاق) عمليا".

البوصلة