زاد الاردن الاخباري -
وسط أزمة داخلية تعيشها جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، والتي تتسع هوتها يوماً بعد يوم في ظل انشقاقات ونزاع قانوني مع الحكومة الأردنية حول شرعية وجودها دون ترخيص قانوني، أعلنت فك ارتباطها مع الجماعة الأم في مصر بناء على عدد من التعديلات التي تقدم بها المكتب التنفيذي للجماعة "غير المرخصة" على النظام الأساسي، كما أعلنت في بيانها الخميس.
خطوة فك الارتباط تأتي في إطار تنظيمي وقانوني ليس سياسياً أو فكرياً، بحسب محللين ومتابعين سياسيين، حيث أكدوا أن قرار إخوان الأردن لا يحمل القطيعة مع الإخوان المسلمين في مصر، وإنما مرتبط بظروف داخلية متمثلة بخلافات عميقة بين مكونات التنظيم الذي نتج عنه انقسامات واستقالات.
الخلافات العميقة والمتجذرة في البيت الإخواني واستقالة المئات من صفوفه، وضعف التمثيل السياسي أثقلت كاهله الذي كان قائماً منذ خمسينيات القرن الماضي، كما يصفه متابعون ومراقبون خصوصاً بعد ظهور جمعية جماعة إخوان المسلمين القانونية "المرخصة" من قبل السلطات الأردنية، وكذلك "مبادرة زمزم"، كل هذه الأزمات جعلت من جماعة الإخوان المسلمين "غير المرخصة" بإعادة الحسابات والمحاولة بدفع جمعية الإخوان و"مبادرة زمزم" والمستقلين إلى إطارها والحفاظ عليه من خلال فك الارتباط.
ويقول المحلل السياسي راكان السعايدة إن الهدف من فك الارتباط يأتي ضمن محاولة إخوانية بدفع جمعية الإخوان "المرخصة قانونياً" و"مبادرة زمزم" وكذلك المستقلون الذين يقدر عددهم بالمئات من بينهم قيادات تاريخية، للعودة إلى البيت الإخواني والحفاظ على إطاره السياسي والقديم.
ويتابع السعايدة أن هناك هدفاً آخر يفضي إلى محاولة إرباك حسابات السلطات الأردنية وإفقادها ورقة قوية كانت تستخدمها الحكومة ضد جماعة الإخوان "غير المرخصة" بأن لها ارتباطات خارجية تخالف القوانين والأنظمة والدستور.
ويرى السعايدة أن هذا الإجراء تكنيكي لا يؤثر في عمق المواقف والقناعات الإخوانية، بل تحاول أن تستثمر مثل هذه الخطوات لإيصال رسالة لكل الأطراف سواء كانت إخوانية غاضبة من الإطار الحالي أو للدولة بأن جماعة الإخوان المسلمين جماعة أردنية يمكن التفاهم معها وصياغة علاقة إيجابية دون تصادم.
وحول مبررات هذا التعديل وسبب اتخاذه في هذا التوقيت، قال عضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين "غير المرخصة" مراد العضايلة، إن هذا التعديل شكلي وموجود على أجندة الجماعة منذ سنوات، إلا أن طبيعة الاختلافات التي شهدتها الجماعة خلال السنوات السابقة، لم تسهم في تحقيق غالبية المؤيدين لقرار الشورى داخلها، مؤكداً أن العلاقة مع إخوان مصر وغيرهم علاقة تنسيقية وتشاورية.
وبين العضايلة أن الجماعة ما زالت على فكر حسن البنا، ولا يوجد أي تغير على النهج الفكري، مؤكداً أنه لا يوجد أي ارتباط إداري أو تنظيمي مع إخوان مصر.
وشهد البيت الإخواني في الأردن انقسامات وانشقاقات وُصفت بأكبر الأزمات التي تمر بها الجماعة "غير المرخصة" في تاريخها، حيث تمخض عنها استقالة أكثر من 400 عضو بينهم قيادات ورموز تاريخية، وتشكيل جمعية الإخوان المسلمين أسسها مراقب عام الجماعة الأسبق عبد المجيد ذنيبات، وكذلك "مبادرة زمزم".
العربية . نت