زاد الاردن الاخباري -
إذا كانت الحكومة الأردنية متمثلة بدولة رئيسها السيد عبدالله النسور تعتقد أن عدم وجود إنجازات أو أخبار عن النشاط الحكومي سوف يجعل الصحفيين والإعلاميين يحتارون فيما يكتبون أن تلك الخطة سوف تنجح وتمر مرور الكرام فهم واهمين.
الشعب الأردني، وأمامه كل وسائل الإعلام، والإعلاميين الشرفاء، ينتظرون من الحكومة ورئيسها لحظة بلحظة أن يسمعوا أخبار طيبة، في أي اتجاه، ومع أننا وثاقون تمام الثقة أنه ليس هماك ثمة أخبار ، غير الأخبار السيئة ، سوف تأتي من الدوار الرابع، ومع ذلك، فليس هناك أحد نائم، أو تمر خطة تجميد الحكومة في ثلاجة الصمت لكي تمضي سنتها الرابعة بهدوء، أبدا، لسنا كذلك يا دولة النسور !
ليس الشعب الأردني هو الذي ينام على مشكلة البطالة التي لم تجد لها حلا، حتى ما تمتلكه من شهادات عليا في الإقتصاد وخبرة طويلة في العمل النيابي والوزاري، ومئات الرحلات إلى بلدان العالم، على حساب الشعب، سوف تجعلنا نؤمن بعد أن كنا نشك، أنك غير قادر على إيجاد صيغة صغيرة لحل مشكلة البطالة في الأردن، والتي تشيرون في دراساتكم أنها مجرد 14% بينما تؤكد الدراسات المستقلة والتصريحات العلمية أنها تفوق 30 % !! فهل تعتقد أن الشعب ينام ثانية واحدة ولدى كل اسرة أكثر من شاب وشابة بدون عمل ؟!!!
ليس الشعب الأردني الذي ينام على مشكلة ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وهم يعلمون أن هناك عدد كبير من الحلول التي تقدم بها الخبراء لحل تلك المشكلة ولكنكم لم تأخذوا، ولن تأخذوا بأي منها، ومع أن الصفيح الساخن الذي يغلي تحت أقدام الشعب قد بلغ حدودا يصعب لجمها، ومع ذلك ، وبسبب الأوضاع المحيطة ، وبسبب حب الوطن، وبسبب عدم رغبة الشعب أن تأتي أحزاب مدفوعة من الخارج لتدمير الوطن، بأن يتحرك، وكذلك الإعلام، والشرفاء منه، ولا يعني ذلك أبدا اننا ننام دقيقة واحدة ونحن لا نفكر بهموم بلدنا التي لا تريدون حلها أو على الأقل المبادرة بوضع حلول لها.. فماذا حدث لخطتكم العشرية التي نفختم رؤوسنا بها العام الماضي، مثلا ؟؟
ليس الشعب الأردني الذي ينام والفساد ما زال مستشريا والمحسوبية تفتك بما تبقى من هيكل الشعب والذي يبدأ بأصحاب النفوذ الذين تعرفونهم أكثر منا وأصحاب المعالي والنواب المحترمين، والذي أصبح عملهم الوحيد والوحيد فقط، وفي السنة النيابية الأخيرة ، الحصول على ما تبقى من بقايا كعكة الوطن التي تلاشت تقريبا بل أعدمت من الأيدي التي نهشتها وسرقتها في ذات ظلام !!
ليس الشعب الأردني الذي يقبل أن تأتي مثل هذه الحكومة وتعتلي ولاية الأمر 4 سنوات دون أن تحقق تقدما واحدا ملحوظا في أي مجال وعلى أي مستوى، وأما من يظن أنه أصاب الشعب الملل أو القنوط من فرصة الإصلاح والتغيير فهو واهم، إننا يا استاذي العزيز النسور، وحدنا ، من أدرك أن التوقف مع الوطن، بغض النظر عن الظروف، والتقصير، وفي هذه المرحلة، هو عين اليقين، ولكن ذلك لا يعفي أحدا عن تحميله مسؤولية الخمول والتراجع في عن حل المشاكل التي تؤرق المواطن وتحيط به من كل جانب.
لن أطلب من الحكومة أن تتحرك في سنتها الأخيرة وأشهرها المعدودة، فهذا لا يعني شيئا ولن يعني شيئا، بل سيأتي اليوم الذي نتحدث فيه عن هذا الجمود المقصود، وعن التقصير المعهود!