زاد الاردن الاخباري -
وجهت صحيفة أمريكية انتقادات لاذعة لموقف إدارة رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما اتجاه الأزمة الراهنة في سوريا، مشيرة إلى أن موافق إدارة أوباما سلبية وتعاني من الارتباك الشديد.
وقالت صحيفة "الواشنطن بوست"، في افتتاحيتها، إن أوباما بقي صامتاً في وقت تقوم به روسيا وإيران ونظام بشار الأسد، بشن هجوم كبير على مدينة حلب لاستعادتها من قبضة الثورة السورية.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن أزمة جديدة واستثنائية بدأت تتكشف في سوريا مع بدء الهجوم على مدينة حلب، لتضاف إلى سجل الأزمات الإنسانية التي يعانيها البلد منذ قرابة خمسة أعوام، "ومع ذلك ما زالت إدارة أوباما تتعاطى بشكل سلبي مع هذه الأزمة".
وأوضحت الصحيفة أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وجه انتقاداً إلى موسكو، معتبراً أنها السبب في فشل محادثات جنيف 3 الأسبوع الماضي.
وأضافت الصحيفة أنه بعد هذا التصريح الذي انتقد فيه كيري موسكو، تم إلقاء اللوم على ثوار سوريا لأنهم استسلموا للضغوط الأمريكية، في وقت ألمح فيه كيري إلى أن المقاومة تأخرت عن الوصول إلى جنيف، وكان يمكن لمحادثاته أن تؤدي إلى وقف إطلاق للنار.
وأردفت الصحيفة إلى أن هذا الاستنتاج من قبل كيري بإلقاء اللوم على الثوار ، "مناف للعقل ولا يخدم سوى مصالح ذاتية"، فروسيا هي التي أطلقت عملياتها العسكرية في سوريا رغم عدم وجود أي تفويض من مجلس الأمن، كما أطلقت عملية عسكرية في شمال سوريا في 18 ديسمبر الماضي، بعد مضي 48 ساعة على قرار مجلس الأمن الداعي لوقف إطلاق النار في سوريا.
وتابعت الصحيفة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بات واضحاً أنه يسعى للحصول على نصر عسكري على ثوار سوريا، وأنه لا يرغب بأي هدنة، وهو ما اعترف به حتى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
وقالت الصحيفة إن الإصرار الأمريكي على محادثات جنيف، والحد من دعم الثوار ، مثّل وسيلة إجبار للمقاومة، كما أنه يمهد الطريق لهزيمتها العسكرية.
واعتبرت "الواشنطن بوست" أن موسكو تراقب ردود أفعال أوباما "الذي يبدو أنه وجد نفسه في مستنقع"، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مُصر على أن يلغي أي معارض لنظام الأسد، ومن ثم يقوي تنظيم "الدولة".
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول "إنه لا يزال من الممكن إنقاذ الثوار ومئات الآلاف من المدنيين من الخطر، ولكن فقط إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية تسرع بالتحرك لدعم قوات الثوار وخلق ملاذات آمنة للاجئين السوريين، أما الحديث عن تعثر جهود روسيا وإيران العسكرية، ومن ثم طلب هدنة، فإنه على ما يبدو ضرب من الخيال".