من أبرز ما أثار انتباهي في تصريح دولة النسور ردا على سرقة المسكوكات قوله : ليس في زمن حكومتي ، وهذه الجملة تكررت مئات المرات خلال سنوات رئاسته للحكومة ، نعم دولتك نحن نعلم أنه وفي زمن توليك الرئاسة ولغاية تاريخه صفحتك بيضه بلون شعر رأسك ، وأنك رجل نظيف وتخشى النهاية لأنك بلغت من العمر عتيا وتؤمن بحسن الخاتمة لنفسك ، وأنك بعيد كل البعد عن الشبهات ، ورغم ما يقال عن دولتك في كواليس وصالونات السياسة في البلد فانك تأخذ من باب حقد الحاقدين وحسد الحاسدين .
ولكن ؛ وهذه المشكلة في اللغة العربية دولتك وليس في مقامك ، إن إلقاء كل قضايا الفساد والتلاعب بالوطن والمواطن لمن كانوا قبلك دولتك؛ تمثل عقلية سياسية تستحق إعادة النظر بها ، لأن الشعب هو نفس الشعب والوطن هو نفس الوطن والحكومة هي نفس الحكومة عند الشعب ، وهذا التشابه جاء نتيجة لمفاهيم راسخة لدى الشعب بأن الحكومات وإن رحلت فهي باقية بمن يديرونها في كواليس الرابع والديوان ، أن العملية هي فقط تغيير في الشخوص واتباع هذه الشخوص في اتخاذ القرار .
ولعلم دولتك وحسب الموروث الشعبي أن من يقول دائما جملة " مش أنا " يؤخذ عند الأخرين مأخذ الشك وتوجه له الاتهامات ، لأنه دولتك لايوجد من اتهمكم بهذه التهمة وانتم من استبقتم الكلام وابعدتم التهمة عن أنفسكم كما يرد في هذا الموروث الشعبي فانكم قد وضعتم انفسكم في مقدمة مدفع الاتهام ، وكثيرة هي المواقف التي تباريتم بها واعلنتم بانكم ليس من فعل فسادا في البلد ، وعليه على دولتكم ان تجدوا لكم جملة غير جملة " مش أنا " كي تحسنوا خاتمكم عند الله ومن ثم عند الشعب إن استطعتم إلى ذلك سبيلا .