طبول الحرب العالمية الثالثة تُقرع

في مقالات سابقه نوهت أنّ أمريكا قادت التحالف ضد صدام حسين عندما قرر أن يبيعَ النفط باليورو بدل الدولار ...واشرت إلى أنّ ايران ارادت ان تنهج نفس النّهج ..وتم فرض الحصار عليها بحجة النووي..إلى ان تم توقيع الاتفاق بين البلدين مؤخّراً .

السعودية كان لها دوراً بارزاً في اسقاط كل الانظمة العربية التي أينعَ ريعها العربي من تونس الى ليبيا ومصر وسوريا واليمن والعراق ...فهي متورطة الآن في اليمن وبكامل جيشها وترسانتها العسكرية لم تستطيع أن تحمي حدودها من اختراقات الحوثيين الذين يتسللون داخل العمق السعودي ...ولم توفر الحماية لجيوشها من الحوثيين في اليمن أو على الحدود رغم الطلعات المكثفة لكل انواع الطيران الحربي ...

 

ولا زالت تتكبد اعداداً كبيرة في الخسائر بقواتها من مختلف الرتب رغم التكتيم الاعلامي ....ورغم هذا السعودية بعيونس امريكية تجمع اليوم من تسميهم بحلفائها لإسقاط نظام بشار الاسد في مناورات كبيرة على أراضيها كرسالة تحدي لإيران والروس وحلفائهم ،رغم أنها عجزت عن إنها بقايا نظام علي صالح ومن تحالف معهم من الحوثيين .

لا اعلم هل السعودية تريد أن ترمي بهذه الجيوش الى المحرقة السورية ؟؟

 

ام هي لا تعلم بقوة روسيا وترسانتها العسكرية المدمرة!!!!! ..

 

ام هي لا تعلم ان أمريكا سترمي بها وبحلفائها لنار الجحيم وتتركهم فرائس للطيران الروسي والترسانة المدمرة العابرة للقارات التي ستنال من هذه الحشود عند تجمُّعها !!!

 

ام ان السعودية لا تعلم ان حرب المليشيات وتكتيكاتها القتالية تختلف مليار مرة عن حرب الجيوش المنظمة التي تسير على شكل تشكيلات عسكرية بكامل الياتها المكشوفة لنيران العدو وخاصة سلاح الجو ...ويمكن تدمير فرقة كاملة على الارض وهو اسهل من قتل فصيل من الثوار ينتشر بين المساكن او التلال والكهوف والأشجار!!!!! .

امريكا قامت بخطوات اخرى حيث تناقلت انباء أن امريكا استولت على المنطقة الخضراء بقوة عسكرية قوامها 1800 مقاتل ..وأنها وضعت قائمة باسماء قادة ميدانيين عسكريين وقيادات للمليشيات لاعتقالهم ،او لنقل للحد من مشاركتهم بالعمليات ضد داعش ربيب ايديها،ويبدو ان هذه مقدمّة لحربٍ بريةٍ محتملة .

نقول للتحالف ان خوض المعركة البرية في سوريا ليس بالامر السهل حتى وإن شاركت امريكا فعلياً بهذه الحرب ،فأمريكا لن تشارك بقوتها الجوية بعد ان نشرت روسيا بطاريات صواريخها الاس 400 والقادرة على التعامل مع 300 هدف جوي بنفس الوقت ضمن دائرة قطرها 240 كم ..فهل امريكا جاهزة ان تتعامل مع مثل هذه المنظومة من الصواريخ وإن امتلكت تكنلوجيا التشويش عليها ،وتُعرّض أرواح طياريها للخطر أو تصطدم مباشرة مع الروس من أجل اسقاط بشار أو حماية أرواح الجيوش البرية التي تريد أن تقودهم الى الموت ،فالصواريخ الروسية يمكنها اسقاط اي طائرة فوق المجال الجوي خارج الاراضي السورية فوق دول الجوار أو البحر ، وبهذا يصبح الجيش مكشوفا للقوات الجوية الروسية كي تفتك به كما تشاء .

ايران اليوم قامت بخطوة جريئة استفزازية للولايات المتحدة لضرب اقتصادها ردا على ما قامت به السعودية ضد روسيا وإيران بخفض اسعار النفط ،وردّاً على مناورات التحالف في السعوديه ، حيث ارسلت رسائل الى اوروبا انها سوف تستبدل شراء النفط بعملة اليورو بدل الدولار،وهذا يعني أنها تخدم اوروبا وتنعش اقتصادها وتدعم عملتهم ،واحتمال أن يؤثر هذا على تحالف الناتو مع أمريكا من أجل مصالحهم ،ولكن هذا يعتبرُ خطاً احمر بالنسبة للإقتصاد الأمريكي،ولن تسمح به لو خاضت حرباً مباشرة معَ إيران قبل أن تنضج خيوط المعركة المُعدّ لها ، بل إنّ هذا يسرع من الحرب والعمليات العسكرية، وهو السبب ذاته الذي كان سببا في اسقاط نظام صدام حسين من قبل، وفرض الحصار على إيران أكثر من السبب المعلن وهو النووي .

اذا في المشهد أمامنا حشد تحالف عربي بقيادة امريكية ، ضغط امريكي على الجيش العراقي وقادة المليشيات لشل تحركاتهم ضد تنظيم داعش حتى لا يكون لهم دورا في الوقوف مع نظام بشار وإيران في الحرب البرية ، وهذا يرافق المناورات العسكرية في الخليج ،ايران تتوجه الى استبدال بيع النفط باليورو بدل الدولار ...قوات امريكية في العراق وسوريا بشكل متزايد .

المشاركه فعلا في حرب برية يعني اشعال حرب طاحنة بين كل الاطراف في سوريا والعراق واحتمال امتداد آثارها على دول الجواركعمليات انتقامية ،وقصف منشآت عربية استراتيجية كرد روسي تقوم بالانابة به عنها سوريا ،وبمجرد مشاركة السعودية في هذه الحرب اعتقد ان إيران ستوسع هذه الحرب بثورة شيعية في الحجاز،والكويت، والبحرين ،وضرب مصافي النفط في الخليج لخلق ازمة اقتصادية، ولفت الانظار عن الذي سيحدث في سوريا من ملاحم وتوسيع رقعة الحرب لتخفيف الضغط الدولي ،والاحتمال الأكبر اغلاق باب المندب، ومضيق هرمز، ومنع ناقلات النفط من الابحار في الخليج العربي واعتبار المنطقة منطقة عسكرية مغلقه ،وهذا سيفرض على أمريكا التدخل وخوض معركة بحرية مع ايران والتي ستمتد الى ان تصل الى حرب برية في منطقة الخليج .

في كل الظروف والاحوال السعودية ستكون الخاسر الأكبر في هذه الحرب حيث لا يمكن للقوات أن تحارب في اليمن وسوريا، وبنفس الوقت توفر حماية داخلية لو ثار شيعة الحجاز والخليج وانشغلت بحرب برية مع ايران في بحر العرب .... والعرب هم الخاسر الأكبر نتيجة الخسائر التي لم تدركها كما يبدو القيادات العسكرية والسياسية من خوض مثل هذه المغامرة ..فالامر ليس كما تصوره أمريكا للسياسيين والعسكريين ... هي حرب على داعش فقط وانما الامر واضح انها حربا من اجل اسقاط نظام بشار الاسد كما تعلن السعودية دوما ولا شك في ذلك ...لكن كل حرب عالمية تبدأ بين قوى صغيرة ثم تبدا التحالفات الكبرى لتتحول كما الاولى والثانية والثالثة الى حرب عالمية شاملة لا تتوقف الا باستخدام أسلحة الدمار الشامل وقتل الملايين وتدمير البنى التحتية نتيجة هذه الاسلحة المدمرة .

الخلاصة الآن او غدٍ وبعد غد المخطط الأمريكي يمضي ، والحرب على المصالح بين أمريكا وروسيا لن تتوقف ،وعلى العرب أن يدفعوا الثمن لتنعم اسرائيل بالأمن وتبقى هي القوة المسيطرة على الشرق الأوسط وتتحقق أحلامهم بين الخطين الأزرقين من النيل الى الفرات .

سلطان كليب ابو يوسف