في قرءاة للمشهد السياسي الحالي في منطقة الشرق الأوسط هناك خلاصة وحيدة تؤكد على أن الجميع يتجهون إلى الهاوية معاً، وأنه ليس هناك من ناجيين من تلك الهاوية ، والذي يجعل المشهد بالمأساوية تلك هي جملة قالها لي أحدهم عند تعليقه عن ما يحدث في البلاد العربية من حروب ومعارك على أسس طائفية وإقليمية يصعب الخروج منها ؛ وجملته كانت اننا نعيش بما هو أكثر رعبا من الغابة ، وفي الغابة ما يحكمها من قوانيين قد يأتي عليك يوما وتتهادن مع الأسد وأن تعلم أنه لايوجد أسد أخر يخرج عليك ويعارض هدنتك مع ملك الغابة.
وخلال خمس أعوام ويزيد من الحروب نجد أن أي تحالف تم أو كان سيتم إنتهى بكسره من قبل أخرين توهموا أنهم هم أسود الغابة البشرية التي نعيش بها ، وعبر تلك السنوات لم يفاجئنا أن الفأر في لحظة ما توهم أنه أسد وقام بنقض إتفاق الأسد الإنسان مع غيره ، والصور المشابهة للفأر كثيرة في بقية الحيوانات البشرية التي توهمت أنها أسد الغابة التي نعيش بها ، والغريب في مفارقة غابة الحيوانات البشرية تلك أنه لامجال فيها كي يتوهم الفأر بأنه أسد لأن هناك بشر يموتون يوميا وهم لايعلمون هل قتلوا من أسد أو فأر.