زاد الاردن الاخباري -
الساقط، يظن أنه يحسن عملا، لكنه يهلك الحرث والنسل، ويعيث في الأرض فسادا..!
الساقط، يظن أنه حصل على الألقاب التي تغذي عقدة النقص التي لديه لكنه لا يعلم بأنه سقط منذ زمن بعيد، وأن الناس تضحك من القابه ويستهزؤن بها وهم يعلمون بأنها مجرد ألقاب حصل عليها بطرق ملتوية..!
الساقط يؤذي الناس والمجتمع ويتحرك كشبح في كل مكان ويظن أن هالته تسبقه وأن الناس تحبه وهو في الحقيقة مجرد شخص ليس له قيمة عند أي أحد..!
الساقط: مسخ منتفخ واهم، بلغ المرض لديه أنه حين يأوي إلى فراشه يراجع إنجازاته الوهمية وعلاقاته الوهمية فيظن أنه محور الكون وبطل وحيد لهذه المسرحية الكبيرة ويتجاهل ما قلته له عدة مرات: 'أنت لست مِحور الكون ؛ ومن هُم حولك ليسوا مجرد كومبارس في فيلم أنت بطله، والحياة بِلا شكّ ليست مسرحية أنت كاتبها ومُخرِجها ..!"
الساقط، لديه اصرار عجيب على الإستمرار في جنون العظمة الذي يحركه ويسيطر عليه، ويرفض أن يتراجع ويرفض أن يتوقف لحظة واحدة ليفكر بما قلته له مئات المرات: "توقف..فكّر..تأمل...قبل أن تصبح المساحة الوحيدة المتبقية للتراجع مستحيلة..!!".
الساقط، يظن أن التغيير يكمن في تغيير من حوله، ولا يفهم، ولا يريد أن يفهم أن التغيير لن يحدث إلا إذا تغير هو نفسه، أو غادر بكل بساطة، وذهب إلى حيث لا يمكن أن يعود...!
الساقط يربض فوق أحلامنا وأفكارنا وحياتنا فيجعلها مزرية والمصيبة أنه يظن أنه يجعل حياتنا ممكنة ويستمرأ في ظنونه ولا يستمع إلى صراخنا ووجعنا وألمنا ودعائنا وقت الغسق أن يتلاشى ويختفي من حياتنا..!
الساقط ليس شخص معين ولا مسؤول.. الساقط هو كل ساقط إجتماعيا وإنسانيا قرأ ما كتبت عنه أعلاه وعرف أنني أتحدث عنه شخصيا..!