أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الجمعة .. انخفاض آخر على الحرارة ضربة إسرائيل لـ إيران ترفع أسعار الذهب الفورية إلى مستوى قياسي جديد وتراجع الأسهم وارتفاع أصول الملاذ الآمن دوي انفجارات عنيفة بمدينة أصفهان الإيرانية وتقارير عن هجوم إسرائيلي الأردن يأسف لفشل مجلس الأمن بقبول عضوية فلسطين بالأمم المتحدة وظائف شاغرة في وزارة الاتصال الحكومي (تفاصيل) الاردن .. كاميرات لرصد مخالفات الهاتف وحزام الأمان بهذه المواقع هل قرر بوتين؟ .. أوروبا تهرع لإحباط مؤامرة لاغتيال زيلينكسي هفوة جديدة تثير القلق .. بايدن يحذّر إسرائيل من مهاجمة حيفا هل سيستمر الطقس المغبر خلال الأيام القادمة .. تفاصيل حماس تعلق على فيتو واشنطن المشاقبة: إسرائيل دولة بُنيت على الدم والنار هل أعطت إدارة بايدن الضوء الأخضر لنتنياهو بشأن اجتياح رفح؟ الحوارات: مواجهة العدو لا تكون بالرصاص وإنما بالعقل القسام تعلن تفجير عيني نفقين بقوات للاحتلال طائرات الاحتلال تهدي ملاك هنية صاروخًا قاتلًا بدلًا من كيس الطحين إسرائيل تهنئ أميركا على إسقاطها منح فلسطين عضوية الأمم المتحدة. المنتخب الأولمبي لكرة القدم يخسر أمام نظيره القطري. وزير خارجية أيرلندا: أشعر بخيبة الأمل من نتيجة التصويت بمجلس الأمن على عضوية فلسطين. وزارة الدفاع الإسرائيلية تؤيد إغلاق قناة الجزيرة واشنطن: متفقون مع تل أبيب على ضرورة هزيمة حماس

هل فشل مؤتمر لندن؟

هل فشل مؤتمر لندن؟

06-02-2016 01:48 PM

زاد الاردن الاخباري -

بعد أشهرٍ من التحركات الدبلوماسية الأردنية الحثيثة، والاجتماعات المكوكية شرقاً وغرباً، وإطلاق العشرات من التصريحات الرسمية وشبه الرسمية، وإرسال إشارات الإستجداء حيناً، والتخويف والتهويل حيناً آخر، نتج عن مؤتمر لندن وبالأرقام منحة إضافية للأردن بقيمة 700 مليون دولار على مدار ثلاث سنوات، أي ما مجموعه 2.1 مليار دولار، بالإضافة إلى قروض ميسّرة بقيمة 5.7 مليار دولار للفترة من 2016-2018، بمعنى آخر ان المنحة المقررة لن تغطي إلا جزءاً يسيراً من التكاليف المباشرة لاستضافة اللاجئين، وان القروض الميسّرة تعني ارتفاع الدين العام إلى أجلٍ مسمى.

ذهب الأردن إلى مؤتمر لندن وقد "دق صدره" بأننا نستطيع استضافة المزيد من اللاجئين، وأننا مستعدون لتحمل المزيد من الأعباء وتحمل المسؤولية بالنيابة عن العالم بأسره إن منحتمونا المزيد من الأموال، ولتذهب كل مخاطر الأمن وتغيير الديمواغرافيا وتراجع مخرجات التعليم وتهالك البنى التحتية وتردي الخدمات الصحية وارتفاع المديونية وغيرها إلى الجحيم طالما أن المواطن الأردني "مضيافٌ" بطبعه!!.

نعود خطوة إلى الوراء لتسليط الضوء على الإستخفاف الرسمي بالمواطن الأردني والمتمثل بتعدد التصريحات الحكومية حول عجز الموازنة وارتفاع المديونية، فدولة الرئيس صرّح في أماكن مختلفة بأن فاتورة الطاقة كانت السبب الرئيسي لعجز الموازنة، ثم صرّح بأن سبب العجز كان عدم إلتزام دولة قطر بحصتها من المنحة الخليجية، ثم تحدثت التصريحات الرسمية الأخيرة ان الأردن يُنفق ربع موازنته على اللاجئين السوريين.

الجدير بالذكر أن الحكومة تتحدث عن 1.2 مليون لاجئ سوري، بينما تعترف الأمم المتحدة بحوالي 600 الف لاجئ مسجل ضمن قوائمها، إذاً وبالأرقام هناك 600 الف مواطن سوري يعيشون على الأرض الأردنية لا يحملون صفة لاجئ، بل إن بعض الدراسات تتحدث عن حوالي 17% من المطاعم الموجودة في الأردن تعود ملكيتها لمواطنين سوريين.

التصريحات الملكية الأخيرة والتي دقت ناقوس الخطر وتحدثت عن كارثة إقتصادية وإنسانية قادمة، نسفت كل ما صدر عن الحكومة بداية العام الحالي بأن الاقتصاد الأردني قد عبر المرحلة الحرجة وأن أوضاعنا مطمئنة وأن البرامج والخطط التي انتهجتها الحكومة قد آتت أُكلها، وفي الوقت الذي كان فيه دولة الرئيس يتحدث عن أن الأردن يعوّل على مؤتمر لندن للمانحين، كان وزير التخطيط في حكومته يقول أننا لا نريد أن نرفع سقف التوقعات، ووزير الخارجية ينظم الشعر عن مكانة الأردن العالمية، وكلٌّ في فلكٍ يسبحون.

الممارسات الاخيرة التي انتهجتها القارة العجوز في التعامل مع اللاجئين، كشفت عن ان المجتمع الدولي وبالأخص الدول التي تتشدق بالدفاع عن حقوق الانسان، لا تلقي للإنسان ولا حقوقه بالاً، فأوروبا تغلق أبوابها اليوم في وجه اللاجئين وتضيّق عليهم وتصادر ممتلكاتهم، كل هذا رأيناه بأم أعيننا في الوقت الذي ما زلنا فيه نستضيف المزيد من اللاجئين وغير اللاجئين بدون رؤية واضحة اوخطط مستقبلية، وها هي معركة درعا على الأبواب، فماذا نحن فاعلون؟!.

ترى على ماذا راهنت وتراهن السياسة الخارجية الأردنية؟ فالمؤمن لا يلدغ من جحره مرتين، وقد لُدغنا مراتٍ ومرات من المجتمع الدولي وبالاخص فيما يخص قضايا اللجوء من قبل والتي تمت تسويتها على حساب الوطن والمواطن، وماذا ابتغى صانع القرار من فتح أبواب الأردن للقادمين من كل أصقاع الدنيا وعاد بعد فوات الأوان يتحدث عن تقنين دخول اللاجئين واقتصاره على الحالات الإنسانية؟!.

واهمٌ من ظنّ أن مخرجات مؤتمر لندن سوف تتجاوز ما أسفرت عنه فعلياً، فالمؤتمر في الواقع لم يفشل، بل نحن من فشلنا في قراءة معطيات الأزمة والتعاطي معها منذ اليوم الأول، وفشلنا في وضع المجتمع الدولي الذي خذلنا منذ الجولة الأولى أمام مسؤولياته، وفشلنا في إعادة الثقة بين المسؤول والمواطن الذي ما زال يقبع في مرحلة "الغليان".

م. محمد يوسف الشديفات





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع