أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
باراك: نتنياهو عبد لدى وزرائه المتطرفين الذين ينتظرون “المسيح” (شاهد) القسام تعلن قنص جندي إسرائيلي ببيت حانون. الملك ينعم بميدالية اليوبيل الفضي على شخصيات ومؤسسات في المفرق .. أسماء إرادة ملكية بتوفيق كريشان قرار قضائي قطعي بحل حزب الشراكة والانقاذ القوات المسلحة تحتفل باليوم الوطني للعلم الأردني الأورومتوسطي: بث مسيرات “إسرائيلية” أصوات أطفال يطلبون النجدة لاستدراج المدنيين غير أخلاقي الأردنيون يرفعون عَلمهم عاليا في يومه الوطني “الملكية الأردنية” تعلن إلغاء رحلتين إلى الإمارات بسبب الظروف الجوية -تعطل نظام الـ (GPS) جزئيا في الاردن مسؤول أميركي : إسرائيل لم تبلغنا بموقف حاسم بشأن الرد على إيران الاردن .. قاصر تدعي على شابين بجرم الخطف المقترن بالإغتصاب وزير البحرية الأميركي: أنفقنا مليار دولار لإحباط الهجمات على سفننا البيت الأبيض: بايدن لا يريد حربا مع إيران ولي العهد يزور شركة بي دبليو سي- الشرق الأوسط في عمان “رائحة المسك تفوح” .. زوجة ابن إسماعيل هنية تستعرض مقتنيات زوجها وأشقائه الشهداء (فيديو) انتهاء اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي دون قرار بشأن إيران باراك: نتنياهو عبد لدى وزرائه المتطرفين الملك: سعيد بوجودي بين الأهل بالمفرق الجيش: مستمرون بدوريات وطلعات جوية مكثفة في سماء الأردن
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث لَـكِ المجــد والخلــود يـا ثـــورة...

لَـكِ المجــد والخلــود يـا ثـــورة العـــرب""

03-02-2016 10:10 PM

زاد الاردن الاخباري -

(( بســم الله الرحمــن الرحيـــم ))
لَـكِ المجــد والخلــود يـا ثـــورة العـــرب""
بقلم: الأستــاذ عبد الكريـم فضلـو العــزام
بعــد أن حكمــت الدولــة العثمانيــة الوطــن العربــي لأكثــر مـن أربعــة قـرون وحكمـت معـه دولاً أخــرى مُتراميـة الأطـراف غطَّـت جُـزءاً ليـس باليسيــر مـن أوروبا كانـت خلالها دولـة عظمـى بمقاييــس ذلـك الزمـان لكـن للـدول دورة حيـاة كمـا هـي حـال البشـر تنشـأ ثـم تقــوى لتصـل أوج مجـدِهـا ثُـم تبـدأ بالانحِـدار والاضمحـلال إلى أن تنتهـي وتتلاشى.

وهكـذا كانـت دورة الحيـاة عنـد دولـة بني عثمـان فبعـد أن نشـأت دُويلـة صغيـرة فـي آسيا الصغرى تمـدَّدت وعظمــت إلى أن استطاعـت أن تهـزم جُيــوش أوروبا كُـلهـا ثُـم عادت لِتضعـف وتتقهقَــر حتَّـى آلَــت إلى مـا آلــت إليــهِ الآن.

نعـــم: عندما جاءت العقـود الأخيـرة مـن حيـاة الدولـة العثمانيـة أخـذ السلاطيـن وأبناؤهـم يتناحـرون على الملـك فصـار الأخ يقتـل أخـاه، واضمحـل الجيـش وغابـت عنـه الروح القتاليـة التي كـان معروفاً بها، وكثـرت الثـورات في أقاليـم أوروبا العثمانيـة، ولكـن الأعظـم والأكبـر مـن كـل ذلـك أن بدأت الـدول الاستعماريـة الأوروبيــة تخطـط للسيطـرة على أمـلاك وتركـة هـذه الدولـة العجـوز. فأخـذت تتدخـل في سياسـات الدولـة العثمانيـة، وتُنشئ عنـدها الإرساليـات والمـدارس الأوروبيـة علـى غيــر رغبـة منهـا، كما أن اليهود دخلـوا علـى مشـروع تقويـض الدولـة العثمانيـة ليحققـوا ما كانـوا يخططـون له وهـو إقامـة دولتهـم على أرض فلسطيــن.

أمام هـذا الواقـع المريـر الـذي كـان يعيشـه العثمانيـون، وأمـام هـذه الكثـرة مـن المتربصيـن بهـم، كـان العـرب ضائعيـن يعانـون الجـوع والمـرض والجهـل، ينتظـرون قـدرهـم الـذي سيكتبـه عليهـم المستعمـرون الجـدد. ولمّا أحـسّ المثقفـون والسياسيـون وأصحـاب الرأي مـن العـرب بما يُـدبَّــر لهـم بليـل، توجَّهـوا جميعاً إلى قيادتهـم التاريخية، وإلى من تقبـل بهم أمَّـة العـرب كُلهـا والمسلمون جميعـاً أن يكونـوا قادتهـا وأسيادهـا، فتـوجَّهـت أنظـار العـرب إلـى شريـف مكـة الشـريـف الحسيـن بـن علـي، ليقـوم بـدور المخلِّـص لما يمكـن تخليصـه مـن بيـن أنيـاب المُتربصيـن بالتَرِكـة العثمانيـة.

لقـد كـان الشـريف الحسيـن بـن علـي رحمـه الله مُدركـاً مـدى قـوة بريطانيـا وفرنسـا وكيـف أنهما تحققـان النصـر فـي الحـرب العالميـة الأولـى وأنهما سيتقاسمـان أمـلاك الدولـة العثمانيـة، وأن لا بـد مـن الحـرص علـى أن يُؤسَّـسَ للعـرب دولـة تكـون نُـواةً لجمـع شتـات الأمـة، دولـة يخلصهـا مـن بيـن أنيـاب المستعمـرين الطامعيـن.

وبعد أن وظّـف كـل تجربتـه السياسيـة وحنكتـه استطاع أن ينتـزع مـن بريطانيا وعــداً بأن تقـوم للعـرب بقيـادة هاشميـة دولة في الهـلال الخصيـب ( العـراق، سـوريا، لبنـان، الأردن، فلسطيـن )، على أن يقـوم الشـريف بقيـادة العـرب إلى ثورة تُحـرِّرهـم وتجعـل لهـم كيانـاً مُستقِـلاً.

أطلـق الشريـف الحسيـن بـن علـي رصاصتـه الأولـى مُعلناً انطلاقـة الثـورة العربيـة الكبـرى، وزحـف جنـوده مـن الجزيـرة العربيـة إلى بـلاد الشـام، واستطاع أبناؤه مـن دخـول سـوريا والعـراق، لكـن ما أن انتهـت الحـرب العالميـة الأولـى، وانتصـرت بريطانيـا وفرنسـا حتـى ظهـرت نوايـا هاتيـن الدولتيـن المستعمـرتيـن باقتسـام كُــل أمـلاك الدولـة العثمانيــة بينهـا، كمـا أنها أعطـت وعــداً لليهــود بإقامـة دولـة علـى أرض فلسطيـن وبهــذا قلبـت للشريـف ظهـر المِجَــن.

لكـن السـؤال لمـاذا فعـلت بريطانيـا وفرنسـا ذلـك؟

لعــلَّ مـن بعـض الإجابـة أن المستعمريـن مـع رغبتهـم بخيـرات العـرب والسيطـرة على أرضهـم و إنسانهـم أدركـوا مـا هـو أكبـر مـن ذلـك: أدركُــوا أنهـم إذا سمحـوا للشـريف الحسيـن وأبنائـه بإقامـة دولـة عربيـة على أرض الهـلال الخصيـب؛ دولـة تكـون نـواة لجمـع الأمتيـن العربيـة والإسلاميـة بقيـادة هاشميـة تنتسـب إلى الرسـول ( ص )، فإنهـم بذلـك سيسمحـون بقيـام دولـة ستكـون قويـة قـد تُعيـد أمجـاد الأوائـل مـن العـرب والمسلميـن، والغـرب هـم أكثـر مـن يقـرأون التاريـخ ويستلهمـون منـه العبـر.

لم يكتـفِ المستعمِـرون بنقـضِ وعـدهم وخيانتهـم للشـريـف الحسيـن بـن علـي؛ بـل أخـذوا يُضيِّـقــون على الثــورة العربيـة الكبـرى ورجالاتها، أخـذوا يُحاصـرونها ويحاصِـرون أهدافهـا، وما زالـوا.

إن الثورة العربية الكبرى اليوم وإن لـم تتحقـق كُــل أهدافهـا لكـن جذوتهـا ما تـزال مشتعلـة، وأهدافهـا راسخـة في عقـول سدنتهـا، وقد تربى على مباديء هـذه الثــورة وأهدافها اليـوم جيــلٌ مـؤمـنٌ بِكُــلِّ ما ترمي إليــه من وحـدة واستقـلال إن شاء الله، ولا بد من الإشارة هنا أنَّــه مهما تعــددت الأحزاب ومهما تعددت المذاهــب عنـد العرب المسلمين فإنَّ قلـوب الشعـوب لا يجمعها إلَّا مَـن حملوا رسالة الهدى منذ مئات السنين، الذين هُــم مِـن نســل سيـدنا محمد ( ص ( الذين قال لهـم الأنصار أنتم الأمـراء ونحـن الـوزراء، إنَّهـم سـادة قريـش نَـزَل القرآن في بيوتهـم كما قـال الجواهـري في مـدح المرحـوم جـلالـة الملـك الحسيـن بـن طــلال:
يا ابــن الذيــن تنــزَّلت ببيــوتهـم............ ســور الكتـاب ورُتِّلَــت ترتيــلا
وهــم الذيـن قدّمـوا أنفسهـم قرابيــن في سبيــل رسالـة السمـاء، وخدمة الأمَّـة والدِّيــن وقـد ترجَــم الجواهـري ذلــك أيضــاً بقولـــه :
هـذي قبـور بني أبيـك ودورهــم............ يمـلأن عرضاً في الحجاز وطُــولا
هـذي قبـور بني أبيـك ودورهــم............ يمـلأن عرضاً في العراق وطُــولا

ستظــل الثــورة العربيــة الكبــرى برسالتهــا ورجالاتهــا عنــوان مجــد للأمَّــة، وستظــل صفحاتهــا تُضــيء أسفــار التاريــخ العربــي المُعاصـر، وسيظــل الهاشميــون قادتهــا طامحيــن بهــا إلى تحقيــق أمجــاد الأمَّــة ورفعتهــا إن شـاء الله.

الكاتـب: الأستاذ عبدالكريم فضلـو العـزام





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع