تقول كتب التاريخ ان القدس كمدينة وبما تحتوي من مقدسات وسكان قدم تمت عملية مقايضتها سياسيا ما يقارب الخمسون مرة ، وهذه المقايضات تمت في فترات الحكم الاسلامي مع انظمة سياسية اما داخل الاطار الاسلامي او خارجه ، والمقايضة تلك كان مقابلها مدن اخرى اما لموقعها الجيوسياسي او الاقتصادي ، وما سبق حقيقة تاريخية لايمكن انكارها .
والفترة الزمنية لتلك المقايضات كانت تعتمد على تحقق مصالح سياسية للجهات المقايضة ، وهي قد تكون لعدد من السنين او العقود ، ويقول التاريخ ايضا ان الرفض الشعبي لهذه المقايضات كان مهمشا في كتب التاريخ لان التاريخ وحسب ما وصل للاجيال القادمة هو تاربخ السلاطين والحكام ، وتاريخ الرفض الشعبي كان يدون في الذاكرة ويتم تناقله شفاهيا ، ومع الوقت اما ان ينسى هذا التاريخ او يتحول لاسطورة او خرافة يكون بطلها سلطان او حاكم او رموز القرى او المدن .
ولذلك وعندما تطرح حقيقة المقايضات كجزء من تاريخ القدس في الزمن الحاضر يتم رفضها من قبل العامة ، ويصمت المطلعين على التاريخ من خلال ما وثق كصمت الحملان ، وهم هنا كالشيطان الأخرس الساكت عن الحق الذي لابد من معرفة العامة له كي لا يتم استغلالهم في الزمن الحاضر من قبل السلاطين والحكام الجدد.