أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الاحتلال يعترف بعدد إصابات جنوده منذ بدء الطوفان قطر بصدد تقييم دورها في الوساطة بين الإحتلال وحماس اعلام القوات المسلحة .. سنّة حسنة وممارسة فُضلى الصفدي: سكان غزة يتضورون جوعاً بسبب الممارسات الإسرائيلية تنبيه من ارتفاع نسب الغبار في أجواء الأردن الخميس 4 شروط لقبول اسم ورمز القائمة الحزبية بالانتخابات النيابية مفوض “أونروا”: الهجوم ضد الوكالة هدفه تجريد اللاجئين الفلسطينيين من صفة اللجوء "أكسيوس”:”إسرائيل” بحثت توجيه ضربة لإيران الاثنين لكنها أجلتها الأردن .. فتيات قاصرات يقمن بابتزاز الشباب بإشراف من أهلهن (فيديو) الشرفات : على الدولة ان تأخذ بأدواتها القضائية حيال الممارسات التي تعمل على تجيّش الشارع إعلام غزة: 520 شهيدا في اقتحام الاحتلال لمخيم النصيرات حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية أبو السمن يوجه بدراسة مطالب المستثمرين في منطقة البحاث الأونروا: حملة خبيثة لإنهاء عملياتنا معهد القانون و المجتمع يصدر ورقة تحليل مفاهيمي حول الغرامات في قانون العفو العام حادثة غير مسبوقة .. مواطن يتفاجأ باختفاء كفن وقبر ابنته في اربد زراعة الكورة تحذر مزارعي الزيتون من الأجواء الخماسينية مسؤول إسرائيلي: الضغط العسكري على حماس لم ينجح. ليبرلمان يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران: فكر جيدا كبار الحاخامات يحذرون: الهجوم على إيران خطر على إسرائيل
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث الارصاد الجوية .. نظرة واقعية

الارصاد الجوية.. نظرة واقعية

الارصاد الجوية .. نظرة واقعية

01-12-2015 06:23 PM

زاد الاردن الاخباري -

دائرة الارصاد الجوية دائرة وطنية يزيد عمرها عن نصف قرن ، وهي عضو في منظمة الارصاد الجوية العالمية(WMO) منذ زمن طويل ، وهي أيضا عضو في منظمة الطيران المدني العالمية(ICAO)، إضافة إلى عضويتها في جامعة الدول العربية بلجانها المختلفة.
مصالح الارصاد الجوية حول دول العالم انشئت اساسا لسلامة الملاحة الجوية بشقيها المدني والعسكري،ثم توسع العمل بإصدار النشرات المختلفة الخاصة بالطقس والمناخ ، ودخلت تقاريرها كل بيت وكل مصلحة وتسهم إسهاما كبيرا في عدة قطاعات اقتصادية وزراعية ومائية ومجتمعية إلى غيره من القطاعات، فعلم الارصاد الجوية علم فني وتطبيقي بحت يدرس في الجامعات وتمنح أعلى الشهادات لدارسيه.
أسوق هذه المقدمة البسيطة لابين أهمية الارصاد الجوية في مختلف مناحي الحياة ، ولدعوة الحكومة لايلاء الدائرة العناية اللازمة لادامة عملها بالشكل الصحيح.
إن الدائرة تمر حاليا بظروف لا تسر ، وسوف أكون موضوعيا في توصيف الوضع قدر الامكان، وسأتناول جانبين في غاية الاهمية أرى إنها أثرا وسيؤثرا على الخدمات التي تقدمها الدائرة ، إنها دعوة لانقاذ ما يمكن انقاذه.
الجانب الاول: الكادر البشري
كما أسلفت آنفا فان عضوية الدائرة بالمنظمتين الدوليتين يحتم على الدائرة تطبيق الانظمة والتعليمات الفنية المختلفة التي تصدر تباعا عنهما، وهذا يتطلب وجود كادر متخصص في عدة مجالات . ولو تكلف أي مسؤول ونظر الى الحال الذي اصبح عليه الكادر البشري لاصيب بالاحباط. وما تشير إليه الارقام التي سأوردها تؤيد ما المح اليه. فقد كان الكادر الوظيفي للدائرة سنة 2005 بحدود 310 موظف أما في الوقت الحالي فهو دون200 موظف ، وإذا علمنا أن محطات الرصد ال 27 الموزعة على كافة مناطق المملكة بحاجة إلى 108 موظفين فإن المتبقي هو92 موظف منهم 47 موظف ليس لهم علاقة لا من قريب أو بعيد بأعمال الرصد أو التنبؤات الجوية فيبقى 45 موظف هم من يديرون مركز الدائرة والمركز الوطني للتنبؤات الجوية.ما يثير الخوف من هذا العدد هو كم بقي من فنيين في مختلف التخصصات من متنبئين ومهندسين وفني صيانة ، ومبرمجين ، الذين يديرون مكتب التنبؤات في المركز الوطني وفي مطار الملكة علياء الدولي وفي القواعد العسكرية ( ألارقام تحتمل الزيادة أو النقصان بشكل قليل لكنها قريبة جدا من الواقع).
كما أسلفت قبل قليل فإن عدد محطات الرصد في المملكة هو 27 محطة ، وإذا إستمر الحال كما هو فسوف تضطر الدائرة إلى إغلاق بعض المحطات ، وهذه تعتبر خطوة للوراء. أما أن يقال سيستعاض عن ذلك بمحطات اتوماتيكية ، فهذا تراجع خطوتين للوراء لاسباب ذكرتها في مقال بعنوان ( المحطات الاتوماتيكية ما لها وما عليها).إنها جريمة بحق الوطن أن تغلق محطة رصد ،فألاجدى أن يزداد عدد المحطات لا أن يتناقص.(ما أقصده بالمحطه هي تلك المحطة السينوبتيكية المتكاملة حسب تعليمات منظمة ألارصاد العالمية).
إن الارصاد الجوية هنا وفي مختلف دول العالم منوط بها القيام بالدراسات وألابحاث والمشاريع الخاصة بالطقس والمناخ ، وكلنا نسمع هذه الايام بالتغيرات المناخية وتاثيرها على مجمل حياة البشر. وللقيام بتلك الدراسات والمشاريع يتطلب توفير الكادر العلمي المتخصص للقيام بالدراسات وإدارة المشاريع .وهذا ما تفتقر له الدائرة في الوقت الراهن حيث إنعدام التخصصات الفنية الضرورية، فعلا سبيل المثال لا الحصر لا يتوفر شخص واحد متخصص بالرادار الجوي ،مع العلم أن الرادار الجوي بحاجة إلى كادر لوحده، ولا يتوفر شخص واحد متخصص بتحليل الصور الرادارية ، ولا يتوفر شخص واحد لمتابعة تحديث وحدة التنبؤات العددية في المركز الوطني، والامثلة كثيرة على غياب التخصصات الفنية في مجمل العمليات التي تحتاجها الدائرة.
الجانب الثاني: الفني
يشكل هذا الجانب الفني العماد والاساس الذي تقوم علية الارصاد الجوية ألا وهو التنبؤات الجوية، فهو وجه الدائرة وعنوانها ، وما الاقسام والمديريات والاجهزة والانظمة ما هي إلا وحدات مساندة للتنبؤات الجوية. إن التنبؤات الجوية تعتمد اعتمادا كليا على ما تشغله من نماذج عددية.
فالتنبؤات العددية عندنا متأخرة كثيرا، لا نقول عن الدول المتقدمة ، بل عن الدول الاقليمية، ولقد زرت وزار الكثير من الزملاء دول عديدة منها الاوروبية والعربية ، والحقيقة إننا نخجل عندما نرى ما وصلت إليه الدول.ولقد انشئت وحدة للتنبؤات العددية في المركز الوطني للتنبؤات الجوية، وبدأ تفعيل هذه الوحدة وتم تشغيل نموذج عددي من الارصاد الالمانية بقدرة 10كم(Pixel Resolution ) ولم يتم تحديث هذا النموذج، مع أن مراكز مثل المركز الاوروبي تشغل نموذج عددي عالي الدقة بقدرة 1,5 كم ، كما حصلت الدائرة على نموذج عددي عالي الدقة أحدث ما أنتجته ألارصاد ألالمانية يدعى (Cosmo ) لم تستطع الدائرة أن تشغله إلا على 7كم مع أن قدرته تصل إلى 2,8 كم ،وكنت قد قدمت للمدير العام مشروع لتطوير هذا النموذج ليصل إلى طاقته القصوى ، لكن لا حياة لمن تنادي. وعليه فان النماذج العددية الحالية قديمه وقليلة الدقة ، وألمؤسف أنه لا يوجد متخصص واحد لمتابعة وتطوير النماذج العددية في الوقت الحاضر. وقد هيأت الدائرة في وقت سابق أحد المتنبئين عبر إرساله في عدة دورات تأهيلية في هذا المجال، لكن للاسف فقد ترك العمل في الدائرة ولم يتم تأهيل أي شخص بعده ، فتوقف التطوير والتحسين في التنبؤات العددية مما إنعكس سلبا على دقة النشرات الجوية.
قضية إدارية في غاية الاهمية تفتقر لها الدائرة هذه الايام ألا وهي مسألة الاحلال الوظيفي، ان ما هو موجود على ارض الواقع مخالف أشد الخلاف لتعليمات وزارة تطور القطاع العام ، فمعظم مدراء المديريات ورؤساء الاقسام لم تهيئ الدائرة من ينوب عنهم في حال إنفكاكهم أو غيابهم عن العمل ، والامثلة كثيرة على ذلك.
الجانب الفني الذي أود تسليط الضوء عليه هو ما تقوم به منظمة الارصاد العالمية(WMO)منذ اربع سنوات بالتحضير لاطلاق مشروع ضخم يضم كل دول العالم ألا وهو مشروع WIS (WMO Information System ) ليحل محل الشبكة الحالية GTS. هذا المشروع يتطلب وجود فريق متخصص في عدة مجالات فنية بالدرجة الاولى،إضافة إلى المهمة الشاقة على الفريق للتنسيق مع دوائر عديدة في الدولة كون المشروع ستتشارك به العديد من الوزارات والدوائر ذات العلاقة.فهل وفرت الدائرة الفريق اللازم لادارة مثل هذا المشروع؟
وهناك جانب أخر في غاية الاهمية لم تقم الدائرة لغاية هذا التاريخ بأية خطوة لتلبيته، ألا وهو قياس رياح القص(Wind Sheer ). ففي أخر تدقيق خارجي (External Audit) على هيئة تنظيم قطاع الطيران ، كان من ضمن هذا التدقيق جزء يختص بالمعلومات التي تقدمها الارصاد الجوية لاغراض سلامة الملاحة الجوية، ومن ضمن المعلومات الناقصة والملزمة للدائرة لتقديمها معلومات رياح القص.ولقياس هذه المعلومات يتوجب توفير أنظمة لقياس هذا العنصر وحاليا يوجد العديد من أنظمة قياس رياح القص أشهرها أنظمة LIDAR التي تكلف ألالاف الدنانير. إنه من الاولوية بمكان أن تلبي ألدائرة متطلبات منظمة الطيران المدني وإلا فهناك إجراءأت سلبية يمكن أن تتخذ بحق هيئة الطيران المدني وحقنا كوننا الجهة الحكومية الوحيدة ألتي تقدم كافة المعلومات لقطاع الطيران.
من الامور الفنية التي تسعى الدائرة لادخاله في العمل الرادار الجوي لاستخدامه في مشروع ألاستمطار المنوي البدء به. بداية سمعنا من مدير الدائرة أن هناك تجربة فريدة للاستمطار بمحيط سد الملك طلال قبل نهاية هذا العام ، وإن لم تتوفر الظروف سيتم التاجيل مرة واخرى وقد يطول هذا التاجيل،والظاهر ان التاجيل حتمي نتيجة تأخر الدائرة في طرح العطاء الخاص بشراء المواد الكيميائية كما أشار إليه العطاء ألذي طرحته الدائرة ، والذي ينص على مدة التسليم خلال شهرين من تاريخ التوقيع على نسخة العطاء، الذي سيتم فتحه بتاريخ 7/12( نتمني ان لا يتم اللعب على هذا الوتر). على أية حال إن تمت التجربة ونجحت يبقى تقديم ألادلة المادية وإلاحصائية (كما أشار إليه بيرنارد سلفرمان من جامعة كولورادوا حيث أشار في بحث له أن الدول مثل جنوب افريقيا وتايلند والمكسيك إن لم تقدم أدلة مادية وإحصائية تثبت فرضية حقن السحب ستبقى هذه التكنولوجيا غير مثبتة) أن الهطول زاد نتيجة الاستمطار ،لانه من الصعوبة بمكان التفريق بين المطر الهاطل نتيجة الاستمطار والمطر الهاطل بشكل طبيعي ،وأقترح إشراك وزارة المياه والري كونها تمتلك العديد من محطات قياس المطر في الحوض المنوي إجراء التجربة به.
إن الرادار الجوي المنوي إدخاله يتوجب أولا توفير الكادر العلمي المتخصص في التشغيل والصيانة ، فالرادار الجوي سعره يتعدى المليون دينار وصيانته تتجاوز عشرات الالاف من الدنانير(وقد قالها سكرتير منظمة ألارصاد الجوية العالمية عند زيارته للدائرة العام الماضي إن المشكلة ليس بالرادار بحد ذاته إنما المشكلة في صيانته العالية التكلفة). وللعلم فإن المديرية المفترض أن تتكفل بالصيانة لا يوجد بها إلا مهندس واحد مشهود له بالكفاءة ، لكن هل هذا يكفي ، أترك الاجابة لكم.إنه من غير المعقول إدخال نظام لم تتوفر له أدنى مقومات البنية الاساسية .والخوف أن يصبح كومة حديد نتيجة التكلفة العالية للصيانة،كما حصل مع الرادار السابق. ما أقترحه في هذا المجال أن يتم استغلال الرادارات الجوية المتوفرة في سلاح الجو الملكي إن وجدت خاصية الكشف عن الغيوم في تلك الرادارات، وإن تعذر ذلك فأقترح أن يتم تكليف سلاح الجو الملكي الاردني بإدارة وتشغيل الرادار الذي تنوي دائرة الارصاد الجوية شراؤه كون السلاح هو الجهة ألاقدر على التشغيل والصيانة .
انه لمن المهم وضع جدول بالاولويات فينفذ الاهم ثم المهم. الاهم هو انقاذ الكادر البشري الذي تضعضع في السنوات القليلة الماضية ، ثم الاهتمام الشديد بالامور المتعلقة بسلامة الملاحة الجوية التي لا تحتمل المجازفة.
أرجو ان اكون قد وفقت في هذا التوصيف الذي غايتي منه أن اشير إلى نقاط الضعف التي يجب العمل على تلافيها ، والله الموفق.
حفظ الله الاردن بقيادة مليكنا المفدى جلالة الملك عبدالله بن الحسين حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الخير خطاه
بقلم: فهيد الطعيمه





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع