زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - لأنهم في العلياء ، ولأنهم شهداء ، ولأنهم أوفياء ، نجدد احترامنا لهم ، وتنحني الجباه أمام إخلاصهم المهني ، وتشمخ الجباه بهم جنودا أخذوا على عاتقهم أمن وطن ، وحماية مواطن .
الشهيد النقيب جمال الدراوشة ، رحل عن دنياه ، مكفّنا بعلم الوطن الشامخ، حيث قضى على يد رجل خارج عن القانون في إربد ، بعد إطلاق عيارات نارية كثيفة على الدورية الامنية التي كان يستقلّها ، ليودع الحياة ، وتودعه قريته "زمال" ، أمام أعين عائلته ومحبيه، وحزن الشجر الذي كان يسترسل في النظر إليها ، ويواري ثرى الوطن الذي أحبه الدراوشة ، محتضنا دفء قريته ، بتراب اللحد الذي احتضن جسده الوطني ، حيث المسك الذي لا بدّ أن يعطر فيه جسد الشهيد.
الشهيد ، -42 عاما - ، كان يداعب أطفاله بروح الأبوة وعطفها حيث أكبرهم - 7 سنوات - ، كان يحيي الضيف ويكرمه - بشهادة من عرفه- ، واليوم يرتقي ليُزف شهيدا وطنيا جديدا في سجلات الأردن ، الذي ما زال يفاخر بأبنائه الأشاوس.
زمال ، شيعت شهيدها بعد صلاة عصر اليوم الثلاثاء ، من مسجد زمال الى مثواه الاخير في مقبرة البلدة ، وكل الدعاء أن يتقبله الله - سبحانه وتعالى - مع هؤلاء الذين اصطفاهم بجواره ، وكم من شهيد ارتقى إلى السماء ، ولكن روحه ما زالت في دنيا أحبائه ، ولا نامت أعين الجبناء.