أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
غالانت: الفترة المقبلة ستكون حاسمة بالجبهة الشمالية الاحتلال: قصفنا 40 هدفا لحزب الله هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر خدمات الأعيان تتابع تنفيذ استراتيجية الاقتصاد الرقمي الاتحاد الأوروبي يدعو لتحقيق مستقل بشأن المقابر الجماعية في غزة مذكرة تفاهم بين الجيش والجمارك إيران تقلص وجودها العسكري في سوريا رئيس مجلس النواب يلتقي السفير المغربي التربية: صرف مستحقات موظفي المياومة عبر البنوك الشهر الحالي ذروة الكتلة الحارة الخماسينية بالأردن يوم الخميس الخصاونة يوعز بتقديم الدعم لإجراء الانتخابات النيابية إجراء الانتخابات النيابية 2024 الثلاثاء 10 أيلول (لا يمكن الثقة بنا) .. هفوة جديدة لبايدن (فيديو) إنجازات قطاع جودة الحياة خلال الربع الأول من العام الحالي "الطفيلة التقنية" و"القاضي عياض" المغربية تعقدان مؤتمر الحضارات بمراكش مباريات الأسبوع السابع عشر بدوري المحترفين تنطلق غدا بورصة عمان تنهي تعاملاتها على انخفاض الفايز يدعو مؤسسات المجتمع المدني إلى كشف الإجرام الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الحوامدة رئيساً لمجلس محافظة الطفيلة للدورة الثانية. نتائج اختبار ضبط الجودة LQAS
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة البرنامج الفلسطيني في مواجهة البرنامج الإسرائيلي

البرنامج الفلسطيني في مواجهة البرنامج الإسرائيلي

02-09-2010 11:25 PM

تمنى رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو عدم إستجابة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للدعوة الأميركية لحضور قمة واشنطن الخماسية ، على أساس بيان الرباعية ، وراهن على حرد أبو مازن كي لا يذهب إلى واشنطن للمشاركة في المفاوضات المباشرة إعتماداً على ثلاثة أسباب :

أولها : لأن أبو مازن لعب لعبته ورفع \" الدوز \" وحرّض ضد المفاوضات المباشرة وأعلن فشل المفاوضات غير المباشرة ، مما أعطى إيحاءات في رغبته بعدم التجاوب للذهاب إلى المفاوضات المباشرة ، طالما لم تحقق المفاوضات غير المباشرة ما هو مطلوب منها ، بسبب تطرف نتنياهو ، وعدم توفر الضغط الأميركي الملائم لتليين موقف الإسرائيليين نحو الإقتراب من تنفيذ خارطة الطريق .

ثانياً : لأن أغلبية الفصائل الفلسطينية ليس فقط تلك التي تقع تحت هيمنة حركة الإخوان المسلمين وحماس وإيران والتي ترتاح قياداتها في دمشق ، بل حتى فصائل منظمة التحرير التي تجاوبت مع تحريض أبو مازن وصّعدت موقفها ضد المفاوضات المباشرة ، مما يشير إلى أن أبو مازن وحده لا يستطيع إتخاذ قرار المشاركة في قمة واشنطن لإستئناف المفاوضات المباشرة بدون غطاء فتحاوي ومن اللجنة التنفيذية ومن الفصائل ، ولذلك فعلى الأرجح أن أبو مازن لن يشارك في قمة واشنطن ولن يقبل إطلاق المفاوضات المباشرة بدون وقف الإستيطان على الأقل ، طالما أن أغلبية الفصائل ضد التجاوب مع دعوة واشنطن .

ثالثاً : لقد صعّد نتنياهو من مواقفه السياسية العدوانية وشروطه الإستفزازية بهدف دفع أبو مازن نحو إيجاد الذرائع والحجج كي يستنكف عن قبول بدء المفاوضات المباشرة وأن يبقى أسيراً لمواقفه المعلنة المطالبة بوقف الإستيطان أولاً ووضع مرجعية مشتركة للمفاوضات ثانياً وترسيم حدود دولة فلسطين المنشودة ثالثاً ، وما دام نتنياهو يرفض الشروط الفلسطينية الثلاثة وإستبدلها بشروط إسرائيلية نقيضة ، فالرهان هو إما إنسحاب أبو مازن أوعلى الأقل إضعافه ليكون بلا غطاء فلسطيني ، خصوصاً في غياب أطراف الرباعية الثلاثة الأمم المتحدة وأوروبا وروسيا الأكثر إنحيازا وتعاطفاً وتأييداً له في مواجهة الإنحياز الأميركي لإسرائيل .

نتنياهو سيجد حجة في عدم التجاوب مع الإستحقاقات المطلوبة منه وسيقول إن أبو مازن وحده بلا غطاء وبدون إجماع فلسطيني .
الرئيس الفلسطيني الوائق بنفسه أولاً وخبراته ثانياً حيث قاد المفاوضات في أوسلو 1993 وكان شريكاً للراحل ياسر عرفات في كامب ديفيد 2000 وشجع أبو عمار على رفض العرض الإسرائيلي الأميركي في كامب ديفيد لأن العرض لم يصل إلى المستوى الذي يلبي حقوق الشعب الفلسطيني ، والذي قاد المفاوضات مباشرة بعد أنابوليس أمام يهود أولمرت 2008 وقطع شوطاً معه قبل أن يرحل عن رئاسة الحكومة الإسرائيلية ، وإعتماداً على ذلك فهو يملك من القوة والشجاعة مثلما يملك من الحكمة ما يؤهله لخوض المعركة الجديدة أمام نتنياهوعلى طاولة المفاوضات ، وقد إختار أبومازن طاقمه المكون من ياسر عبد ربه وصائب عريقات وأكرم هنية وأضاف لهم نبيل شعث ومحمد إشتيه ، أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح .

ما يحكم عمل وخيارات أبو مازن في هذه المرحلة أولاً الحفاظ على حقوق شعبه والعمل على تجسيدها وإنتزاعها و ثانياً عدم التصادم مع الولايات المتحدة الأميركية ، مع بقاء كل من الأردن ومصر والسعودية إلى جانبه إضافة إلى الأمم المتحدة وأوروبا وروسيا ، وبهذه الجبهة السياسية الفلسطينية العربية الدولية يعمل أبو مازن مستعيناً بما تحقق في أوسلو وأنابوليس مروراً بكامب ديفيد ، ومرجعيات التفاوض التي لا يستطيع نتنياهو تغييرها مهما بدا رافضاً لها وهي القرارات 242 و 1397 و 1515 إضافة إلى القرار 194 الخاص باللاجئين .

ثمة روايتان وموقفان ومصلحتان ، فلسطينية وإسرائيلية ، والصراع بينهما مستديماً ، والإنجازات الفلسطينية بطيئة بحكم موازين القوى الطابشة لمصلحة المشروع الإستعماري التوسعي الإسرائيلي ، ولكن ما يواجه منطق القوة الإسرائيلية هو منطق العدالة الفلسطينية فالصراع على الأرض كما هو على الطاولة صراع بين القوة وبين الحق ، بين إسرائيل وبين فلسطين كان وسيبقى وسيتواصل حتى تتم هزيمة القوة الإسرائيلية أمام قوة الحق الفلسطيني .

مشكلة أبو مازن ليست في مواجهة العدو والإحتلال والمشروع الإستعماري التوسعي الإسرائيلي وألاعيبه وقوته ودسائسه ومؤامراته الإستخبارية ، فهذه المهمة هي الهدف وهي العنوان وهي الأصل في مسيرة الصراع منذ أن إختار طريق الحل الفلسطيني الفتحاوي والعمل ضد المشروع الإستعماري التوسعي الإسرائيلي ، مشكلته في الإنقلاب وحركة الإخوان المسلمين القوية ونفوذها الذي يمتد إلى كافة البلدان العربية ، ومشكلته في فصائل دمشق وبرنامجها غير الفلسطيني ، إضافة إلى ضعف حلفائه وترددهم وعدم مقدرتهم على إتخاذ القرار المناسب في اللحظة الحاسمة ، وبالتالي تخلفهم عن روح المبادرة والخلق والإبداع وإمساكهم للعصى من المنتصف ، مابين منظمة التحرير وما بين الإنقلاب ، ما بين فتح و بين حماس .

لا خيار أمام الرئيس الفلسطيني سوى الحفاظ على التحالف الرباعي في إطار منظمة التحرير ، فتح واليسار الفلسطيني والتيار القومي والمستقلين ، ولا خيار له سوى مواصلة معركته السياسية الدبلوماسية في المفاوضات ، لإنها السلاح الكفاحي الذي لا يقل أهمية عن الكفاح المسلح ، والإنتفاضة الشعبية ، مهما تخلف المتخلفين ، وعلى حركة فتح أن تتذكر أنها مع نهاية الخمسينات وبداية الستينات كان حجمها ودورها وبرنامجها متواضعاً أمام أهم خمسة أحزاب عربية فاعلة وسط الفلسطينيين ، وهم حزب البعث وحركة القوميين العرب والحزب الشيوعي وحركة الإخوان المسلمين وحزب التحرير الإسلامي ، ولكنها بسبب إمتلاكها للبرنامج الوطني الفلسطيني تقدمت فتح إلى الأمام وجعلت هذه الأحزاب جميعها تلهث من وراءها من أجل فلسطين .



h.faraneh@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع