أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
اليكم حالة الطقس في الأردن ليومي الجمعة والسبت السيناتور ساندرز لنتنياهو: التنديد بقتل 34 ألفا ليس معاداة للسامية "بيتزا المنسف" تشعل جدلاً في الأردن البنتاغون: الولايات المتحدة بدأت بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات تنظيم الاتصالات تتخذ تدابير لإيقاف التشويش في نظام “GPS” حماس ترد على بيان الـ18 : لا قيمة له الإحصاء الفلسطيني: 1.1 مليون فلسطيني في رفح الذكور يهيمنون على الأحزاب الأردنية إحباط تهريب 700 ألف كبسولة مكملات غذائية مخزنة بظروف سيئة المومني: الأحزاب أصبح لها دور واضح في الحياة السياسية الأردنية قوات الاحتلال تكشف حصيلة جرحاها في غزة .. وتسحب لواء "ناحال" الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أية إصابات بالملاريا القيسي: لا شيء يمنع تأجير قلعة القطرانة لمستثمر أردني وتحويلها لفندق اليابان تغتال حلم قطر في بلوغ الأولمبياد حماس مستعدة للتوصل لهدنة لمدة 5 سنوات ولن تسلم الأسرى قبل انتهاء الحرب الأردن على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام سموتريتش: حان الوقت لعودة الموساد إلى التصفية. أردني يبيع عنصر أمن ماريجوانا .. ماذا قالت المحكمة؟ - فيديو. استطلاع: 53% من الأميركيين لديهم ثقة ضئيلة بنتنياهو. الحكومة تتعهد بتسهيل تدفق السواح الروس للأردن
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث روسيا تعيد حساباتها

روسيا تعيد حساباتها

روسيا تعيد حساباتها

30-11-2015 10:52 AM

زاد الاردن الاخباري -

كان التدخل الروسي العسكري في الأزمة السورية شرّاً لا بد منه لدعم النظام السوري بعد فتور الدور الإيراني وتحييده بشكل أو بآخر في ظل إنتظار دخول الإتفاق النووي بين إيران والغرب حيز التنفيذ، وكانت الأهداف الأساسية لهذا التدخل تتمحور حول تقوية نظام بشار الأسد على الأرض وتسويقه دولياً على انه نظام شرعي يعمل على مكافحة الإرهاب، لتنصهر كل هذه الظروف مجتمعة فيما بعد في بوتقة تحسين شروط التفاوض على المصالح الروسية.

حسابات روسيا الغير دقيقة المتمثلة بإملاء شروطها وتعاملها مع الإقليم على أنها قوة منفردة تملك مفاتيح الحل للأزمة السورية، وما تبعه من أفعال وردود أفعال غير مدروسة، أظهرت روسيا بمظهر الدولة المرتبكة، فمنذ اليوم الأول لشن الهجمات على التنظيمات التي تتقاتل على الأرض السورية اتضح أن روسيا لا تستهدف تنظيم داعش الإرهابي بشكل أساسي، في ذات الوقت الذي وجهت فيه روسيا أصابع الإتهام إلى تركيا بأنها على صلة وثيقة بهذا التنظيم من خلال تسهيل دخول وخروج عناصره إلى سوريا، وشراء النفط من عناصر هذا التنظيم بأسعار زهيدة مما يؤدي إلى توفير الدعم المالي له في ظل تجاهل أمريكي لهذه العلاقة.

القدرات العسكرية الروسية ايضاً شابها بعض مظاهر الضعف، كان أهمها سقوط بعض الصواريخ الموجهة من السفن الحربية الروسية في بحر قزوين داخل الأراضي الإيرانية، ودخول الطائرات الروسية المجالات الجوية لتركيا واسرائيل وما تبعه من حادثة إسقاط الطائرة الروسية من قبل سلاح الجو التركي فوق جبل التركمان –الخالي من أي تواجد لداعش- والتي شكلت ضربة موجعة للقيادة الروسية، لا بل تعداه إلى تهديدات وجرأة غير مسبوقة من قبل القيادة التركية التي جددت طموحاتها بإنشاء منطقة عازلة في الشمال السوري متذرعة بحماية الأقلية التركمانية، تستعيد من خلالها أحلام التمدد والنفوذ التي عمل التواجد الروسي على الحد منها بشكل كبير، بالمقابل كان الرد الروسي عبارة عن إطلاق إتهامات وتصريحات بأن هنالك عقوبات إقتصادية سوف يتم تطبيقها على الدولة التركية، في حين أن روسيا تعلم جيداً حجم التبادل التجاري مع تركيا وأهميته لكلا البلدين، وملايين السياح الروس الذين يتدفقون سنوياً على تركيا، بالإضافة إلى الأهمية الاقتصادية لأنبوب الغاز الروسي الذي سيمر عبر الأراضي التركية.

إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء المصرية شكل ضغطاً من نوع آخر على القيادة الروسية، حيث كانت المصالح الروسية تحت التهديد المباشر للأعمال الإرهابية أياً كان من يقف وراء تلك العملية، وكان رد الفعل الروسي صادماً للشارع المصري إن لم يكن كذلك بالنسبة للقيادة المصرية، وتم التعامل مع الحليف المصري على أنه جاني وليس ضحية، مما ترك آثاراً سلبية وتكهنات حول جدية التحالفات الروسية في المنطقة وتأثيرها على المدى البعيد.

توجُّه بوتين إلى إيران وإهداء نسخة من القرآن الكريم إلى خامنئي كان محاولة لإصلاح ما يمكن إصلاحه، إلا أن المصالح الإيرانية مع الغرب وقفت عائقاً أمام جهود بوتين التي لم تفلح في تدارك الأخطاء التي تم ارتكابها في السابق، وكذلك كان الأمر عندما أطلقت الخارجية الروسية تصريحات مفادها أن الأردن سيقوم بتقديم قائمة بالتنظيمات الإرهابية التي سوف يستهدفها الطيران الروسي، سارعت عمّان إلى احتواء تلك التصريحات والتخفيف من حدّتها وجعلها في إطار "تنسيق الجهود" تحت مظلة "إجتماع فيينا"، ولم تلتفت روسيا إلى خطورة مثل هذه التصريحات التي تعمل على جر رجل الأردن إلى مستنقع الأزمة السورية واستعداء جميع التنظيمات الإرهابية للدولة الأردنية على أنها هي من زجت بأسماء تلك التنظيمات إلى دائرة الاستهداف، في الوقت الذي ما زلنا نبحث فيه عن مفهوم واضح يمكن إعتماده لتصنيف الإرهاب والإرهابيين.

لكل من روسيا وتركيا مصالح سياسية واقتصادية في هذا الإقليم لا يمكن فصلها عن بعضها البعض، وها هو أردوغان يغازل بوتين بدعوة للإجتماع على هامش قمة التغير المناخي في باريس، لتبقى الأزمة السورية رهينة التحالفات والمصالح الدولية تحت غطاء "مكافحة الإرهاب".

م. محمد يوسف الشديفات 





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع