زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - توفي أحمد بجلطة قلبية فجر أمس السبت ، مخلفا وراءه ذكريات أليمة ، وحسرات والديه أشقاءه ، فقد غادر دون موعد ، لكن القدر لعب لعبته ، وجعل هذا الشاب الثلاثيني في شباكه .
عائلة أحمد ، تشتمّ رائحة ابنها الثلاثيني ، وكيف كان يعانق الحياة أملا وتفاؤلا ، وكيف كان يزيد المنزل فرحا ونشوة ، فقد استيقظ أشقاءه فجرا ، يستمعون لصوته الضعيف ، حيث كان "يتشهد" للقاء ربّه ن فهرعوا إلى فراشه ، ظانين أنهم يمازحهم كعادته ، لكن الامر ليس كذلك ، فأحمد سيقابل ربّه.
والدة احمد نادمة ، لانها لم تقم بعمل "عشاء" له ، فقد طلب منها ، قبل وفاته بساعات ، أن تحضّر له العشاء ، لكنه قابلت طلبه بالرفض ، قائلة : كتير تعبانة مش فاضية اعملك ، واليوم تبكي ولدها ، قائلة : ياريت عملتلك العشا يا حبيبي، مقبلة جسده "المُكفّن".
دمعات ام حزينة ، وسط ندم ، يصعب على الشخص وصف الحدث ، وبين دموع والديه ، وبكاء أشقائه ومحبيه ، فقد كان "يغتسل"أحمد ، ، فقد كان أحمد يقول للشيخ "المغسّل" : يعطيك العافية شيخ كم غسلت اليوم؟ ، وما ان رأى الشيخ أحمد ، حتى بكى على ذلك الشاب الذي كان يلقاه بابتسامة ودعابة فقال وهو يغسله : جاء دورك لأغسلك يا أحمد ...
المعزّون في صدمة ، والأم ، تريد أن يأكل أحمد من طعام العشاء ، لكنه رحل ، ولم تعلم أن ملك الموت ينتظر ساعة أجله فلذة كبدها ليقبض روحه ، بعد ذلك بساعة ونصف.
مات أحمد ، وفي عطره رائحة تذكر والديه بابتسامته ، وشبابه الذي قضاه طاعة لله - عزّ وجل - ، و"إنا لله وإنا إليه راجعون".