جلال الخوالدة يكتب لزاد الأردن: النسور.. بكالوريوس في حكم الشعوب

جلال الخوالدة يكتب لزاد الأردن: النسور .. بكالوريوس في حكم الشعوب

زاد الاردن الاخباري -

أكمل دولة الدكتور عبدالله النسور الآن 3 سنوات في توليه رئاسة الحكومة الأردنية، فهل سيحصل، بعد أقل من عام، على شهادة بكالوريوس في حكم الشعوب؟ أم أن المسألة ليست شهادة علمية، وسيتم إعتبارها فترة تدريب فقط لا تتيح له الحصول على شهادة علمية (درجة علمية)؟

فعليا، الدكتور النسور، الله يرضى عليه، ويعطيه طول العمر، لا يحتاج شهادات علمية أخرى، فهو يحمل الكثير منها، لكنه يحتاج إلى شهادة تدريب تطبيقية في رئاسة الحكومات، وليس شرطا أن يكمل السنوات الأربع، فبمجرد أن يقوم مدرب خبير متميز بتقييم أداءه ومهاراته (بدون مجاملات) ويحصل على علامة النجاح فبإمكانه فورا إنهاء التدريب، والجلوس في بيته، مثل باقي رؤساء الحكومات المؤهلين، والإستعداد لتولي رئاسة أي حكومة وفي أي وقت، أو الإستعداد لتولي المناصب التي لا تقل بحال عن رئاسة الحكومة، ولكن هناك سؤالين يخطران ببالي الآن؟ من يمكنه تقييم مهارات وكفاءة عبدالله النسور ومن هو الخبير المختص الذي يستطيع الحسم بأن دولة الدكتور قد أصبح أهلا لإدارة أية حكومة وفي أي وقت؟ وكذلك وإذا لم يتوفر الخبير المختص فهل يرى الإعلام والشارع الأردني أن الدكتور عبدالله قد حصل خلال فترة تدريبه على القدرات والمهارات اللازمة ليعود في أي وقت رئيسا للحكومة؟

لاشك بأن جواب السؤال الأول أنه لا يوجد لدينا، ضمن رؤساء الحكومات السابقة واللاحقة، خبير مختص بتقييم رئيس الحكومة، فهم، من وجهة نظري، غير مؤهلين لتقييمه، مع الإحترام للجميع، وكذلك فلا شك أنهم سوف يحاولون تفشيله والدفع لرسوبه في إمتحان المهارات، وبالنسبة لهم، فكلما كان عدد الرؤساء السابقين أقل تصبح فرصتهم أكبر في المستقبل، وبما أننا لن نترك المسألة لخبير دولي، لأننا لا نحب أن يتدخل أحد في شؤوننا، لذلك فإن الشارع الأردني، هو الأحق بتقييم أداء الرئيس، فقد كان الشارع يتعامل معه يوميا، وهو الأقرب إلى تقييم أداءه ومستواه الفني.

بالنسبة لي، وبكل تواضع، ولأنني مدرب وكذلك محلل سياسي فقد شعرت، كما شعر كثير من الأردنيين، أن دولة النسور، وخلال السنوات الثلاث الماضية كان يتبع سياسة التجريب، وهذا ما حدث مثلا حين قرر رفع الدعم عن المواد الأساسية وكذلك حين قرر عدم إعادة التوقيت الشتوي العام الماضي، وكذلك، وآخرها موضوع الإحصاء الذي روّج له بإعتباره حدثا وطنيا هاما وإذ نكتشف أن الشعب لم تعجبه التجربة لأسباب تحدث عنها الجميع منها إقحام كلمة اسرائيل في نماذج الإحصاء، مما جعل التجربة تبدو، للوهلة الأولى، فاشلة.

بالنسبة لي أيضا، فإنني ولغاية الآن، ما زلت أرى الدكتور عبدالله النسور، ومع إحترامي لشخصه الكريم، غير مؤهل للحصول على شهادة تدريب في مهارات إدارة الحكومات، وأرجو أن لا يفهم أحد من كلامي أنني أطالب بتمديد فترة التدريب 3 سنوات أخرى، حيث أنني لم أجد، وهذا كلام جدّي، أنه قد حقق شيئا يستحق الذكر، ولا أرى أنه قد خاض تلك التجربة بعزم وقوة ونوعية وتفرد، ولم أجد في سجل أعماله (تجاربه) تغييرا جذريا في المسائل الحيوية كالإقتصاد والمشكلات الكبيرة كالفقر والبطالة وغيرها..

مهلا.. هل يمكن أن يكون الدكتور عبدالله النسور قد ترك خلاصة وباكورة مهاراته وقدراته للسنة الرابعة.. وقرر إبرازها كلها دفعة واحدة، كمفاجأة لنا، وأنه قرر النجاح والتفوق والحصول على شهادة بكالوريوس في حكم الشعوب؟